وقد يجاب عن هذا التساؤل: بأن علماء بغداد يعلمون بهذه المصنفات، ولكن لم يكن فيهم من توجه لهذا العلم واعتنى به وبرز فيه، ولم يقدر أن جاء إلى بغداد في ذلك الوقت عالم مشتغل بهذا العلم غير أبي بكر النيسابوري، فلم يسمعوا أحداً يلهج به ويسألهم عنه وعن غيره. ولعلهم لم يكونوا عالمين به بالتفصيل والتوسع علمه هو.

وأبو الحسن الشهراباني ينفي سماعه عن غيره، وينفي علم علماء بغداد به، ولا ينفي علمهم بوجوده والتطرق إليه في مؤلفات سابقة، وعلمه بوجوده من حيث الجملة.

* * *

والتساؤل الثاني: يتعلق بقول الشهراباني: " وكان يزري على علماء بغداد لعدم علمهم بالمناسبة" فمن كان في بغداد من العلماء المعروفين الذين لهم اشتغال بالدراسات القرآنية في النصف الأول من القرن السابع؟

إن النظر ـ على قدر ما يتسع الوقت الآن ـ يقودنا إلى ذكر هؤلاء:

1 - الإمام محمود بن أحمد الزنجاني (573ـ 656هـ) له تفسير القرآن (3).

2 - الإمام محيي الدين بن يوسف الجوزي (580ـ 656هـ) له " معادن الإبريز في تفسير الكتاب العزيز " (4).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015