ثم فتح الله عزَّ وجل لنا فيه، فلما لم نجد له حملة، ورأينا الخلق بأوصاف البطلة، ختمنا عليه، وجعلناه بيننا وبين الله، ورددناه إليه ".

وهذا الكتاب الذي يشير هنا ذكره في كتابه الناسخ والمنسوخ (3) في كلامه على سورة الأنعام فقال: والأحكام فيها قليلٌ لعارضٍ بينا وجهه في " ترتيب آي القرآن "، وهو كتاب أخفيناه بعد أن جمعناه، لما رأينا فيه من علوه على أقدار أهل الزمان، وأنه ليس له في هذا الأقطار حفي، فوضعناه في سرب خفي ".

وأعود فأتساءل: ألم تبلغ هذه المعلومات علماء بغداد فتثير لديهم الرغبة في هذا العلم والبحث فيه؟ ألم يصل إليهم تفسير الزمخشري والرازي ـ إن لم تكن قد وصلت إليهم كتب الجويني والكرماني، وابن العربي ـ ولدينا نص يفيد أن الزمخشري أرسل كتبه إلى بغداد وقفها في مشهد أبي حنيفة (4)، ولابد أن التفسير من ضمنها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015