ثم تقف وبعد ذلك تستأنف {يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} الأنفال29

أو الوقف على المضاف دون المضاف إليه كقوله تعالى: {قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ} الأنعام135 فتقف ثم تستأنف بكلمة الدار {الدِّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} الأنعام135 الأنعام

أو كقول الله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا} وتقف وتستأنف {أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} المسد1

فهذا خطأ لا ينبغي لقارئ القرآن فعله

7:- ومن الأخطاء كذلك هو ربط الجمل القولية بعضها ببعض كقوله تعالى في سورة البقرة {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ} البقرة14

فتقف على كلمة شياطينهم فهنا ينصرف المعنى إلا أن ادعائهم بالإيمان يكون حال لقائهم بالمؤمنين وكذلك حين يخلون بشياطينهم , وهذا مناف لمراد الله والواجب المفترض أن تقف عند كلمة آمنا {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ}

ثم تستأنف {وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} البقرة14

ومثلها ما في سورة أل عمران قوله تعالى: 0 (ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله) فكأن السامع يظن أن النفي هو مرتبط بكلام الكفار وقولهم هو من عند الله

والأولى هو الوقف عند قوله تعالى: (ويقولون هو من عند الله) ثم يستأنف بقوله تعالى: (وما هو من عند الله)

ومثلها ما في سورة الأحزاب: (يقولون إن بيوتنا عورة) الأفضل يقف هنا ثم يستأنف بقوله تعالى: (وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا)

8:- ومن الملاحظات كذلك عدم إظهار الأمرية في آيات الآمر والمنصت حين يسمع الأمر واضحا بصيغة الأمر يكون ادعى للتأثر به والامتثال ومن ثم العمل كقوله تعالى:

{وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ} الأنعام120

9:- ومن الملاحظات عدم الوقف عند كلمة معينة لأن الوصل يقلب المعنى لمعنى آخر ولست هنا أقصد الوقف اللازم في القرآن لأنه موضح ومبين وله علاماته لكن هناك كلمات ينبغي لقارئ القرآن أن يقف عليها توضيحا للمعنى كقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} الأعراف184

فالواجب الوقف على كلمة يتفكروا لأن وصلها بما بعدها يقلب المعنى إلى أن المطلوب هو التفكر بالّذي في صاحبهم من جنة , فهي كأنها إثبات لما اتهموه به فتكون ما النافية عند الوصل اسم موصول بمعنى الّذي ,

ومثلها قوله تعالى في سورة الحديد: {وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً} ثم تقف على كلمة رهبانية فيكون مفهوم الآية بأن الله جعل في قلوبهم رأفة ورحمة ورهبانية وهذا مخالف لمراد الله بأن جعل سبحانه في قلوبهم رأفة ورحمة فقط وأما الرهبانية فقد ابتدعوها من عند أنفسهم فيلزم حينها أن تستانف القراءة بقول الله تعالى: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} الحديد27

10:- ينبغي كذلك لقارئ القرآن عدم الوقف على المعطوف خصوصا حين يكون هناك كذلك وصف أو جزاء لأن الاستئناف من آخر معطوف يقلب المعنى بأن هذا الوصف أو الجزاء يكون خاص بآخر معطوف وهذا يكون على غير مراد الله مثال ذلك في النساء {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء} ثم الاستئناف {وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} النساء69 فهذا يوحي بأن حسن الرفقة خاصة بالصالحين وهذا مناف لمراد الله بل النبيين والصديقين والشهداء والصالحين جميع هؤلاء ممن حسنت رفقتهم

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015