وحاله في القراءة أشهر من حاله في التفسير، وإن كانت غير مستفيضة كالقراءة وقد سبق ما روي عنه أن عمر سأله عن قوله (ولم يلبسو إيمانهم بظلم) لما أشكل عليه ذلك فقال لعمر:ليس بذاك ياأمير المؤمنين ..... (إن الشرك لظلم عظيم)

ـ ابن مسعود رضي الله عنه:توفي أيضا سنة 32هـ وقيل غير ذلك. ومن الجوانب المتعلقة بتاريخ التفسير:

عن مسروق، قال: (كان عبدُ الله يقرأ علينا السُّورة، ثم يحدِّثنا فيها ويفسِّرها عامَّةَ النهار).

وؤوى الطبري بسنده عن مَسْروق، قال: قال عبد الله: (والذي لا إله غيره، ما نزلتْ آية في كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم نزلتْ؟ وأينَ أنزلت؟ ولو أعلم مكانَ أحدٍ أعلمَ بكتاب الله مِنّى تنالُه المطايا لأتيته)

وكان حريصا على إيصال معاني كلام الله، ويجتهد في تفسيره بطرائق عده، ومنها ما رواه الطبري بسنده عن قتادة، قال: (ذُكر لنا أن ابن مسعود أهديت إليه سِقاية من ذهب وفضة، فأمر بأخدود فخدّ في الأرض، ثم قذف فيه من جزل حطب، ثم قذف فيه تلك السقاية، حتى إذا أزبدت وانماعت قال لغلامه: ادع من يحضُرنا من أهل الكوفة، فدعا رهطا، فلما دخلوا عليه قال: أترون هذا؟ قالوا: نعم، قال: ما رأينا في الدنيا شبيها للمهل أدنى من هذا الذهب والفضة، حين أزبد وانماع).

ولو وازنا بين أبي وابن مسعود.الاثنان علمان في الإقراء لكن من جهة الروايات التفسيرية الأغلب ابن مسعود.

?أبرز ملامح عهد عثمان رضي الله عنه.

1 - البارزون من القراء الذين يعلمون القران ماتوا في عهده مما كان له كبير الأثر في تلك الفترة التاريخية للعلم على وجه العموم، ومنه التفسير.

3 - كان الإقراء أشهر من التفسير.

4 - بدء ظهور نجم ابن عباس حيث كان عثمان يقربه ويبجله.

?عهد علي بن أبي طالب: من عام 35هـ _ 40هـ.

يعتبر علي بن أبي طالب من المقرئين المتصدين (أسانيد الكوفيين ترجع إليه) وأحدالمتصدين لتفسير كلام الله سبحانه وتعالى والسبب في ذلك أن الخلافة لم تشغله مبكرا وكان متفرغا أكثر من غيره من سبقه من الخلفاء الكرام.

? بعض الروايات التفسيرية المرتبطة بعلي رضي الله عنه:

أخرج أبو داود والنحاس كلاهما في الناسخ والمنسوخ والبيهقي في سننه عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: مر علي بن أبي طالب برجل يقص فقال: (أعرفت الناسخ والمنسوخ؟ قال: لا. قال: هلكت وأهلكت).

والناسخ عند علي رضي الله عنه يشتمل على تخصيص العام وتقييد المطلق وبيان المجمل، ورفع الحكم الشرعي ... الخ.

وهذا تنبيه منه ـ رضي الله عنه ـ على أهمية هذه الأنواع في بيان القرآن وتفسيره؛ لأن عدم معرفتها يؤثر على فهم المعنى.

وقد كان ـ رضي الله عنه ـ عالمًا بالقرآن، وبالتفسير ـ على وجه الخصوص ـ فقد ورد عنه قوله: (وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن أبي حسين رضي الله عنه قال: قام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: ألا أحد يسألني عن القرآن؟ فوالله لو أعلم اليوم أحداً أعلم به مني، وإن كان من وراء البحور لأتيته. فقام عبد الله بن الكواء رضي الله عنه فقال: مَنْ {الذين بدلوا نعمة الله كفراً} قال: هم مشركو قريش، أتتهم نعمة الله الايمان فبدلوا قومهم دار البوار).

وروى عامر بن واثلة قال: شهدت على بن ابي طالب رضي الله عنه يخطب فسمعته يقول في خطبته: (سلوني، فوالله لا تسألوني عن شئ يكون الى يوم القيامة الا حدثتكم به، سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية الا انا اعلم أبليل نزلت اما بنهار، ام في سهل نزلت ام في جبل).

?وقدكان علي رضي الله عنه يجيب عن من يسأله في القرآن تعنتا بخلاف ماكان عليه الأمر في عهد عمر رضي الله عنه والسبب في ذلك:اختلاف الأحوال والبيئة.

ومن ذلك ما كان يسأله عبد الله بن الكواء الخارجي، ومن أسئلته:

ـ عن عامر بن واثلة، ذكر أن عليا قام على المنبر فقال: سلوني قبل أن لا تسألوني، ولن تسألوا بعدي مثلي، فقام ابن الكوّاء فقال، من (الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ)؟ قال: منافقو قريش.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015