مدارسة حول فقرة من تفسير الماتريدى .. رجاء الافادة من المشايخ

ـ[بديع الزمان الأزهري]ــــــــ[11 Jul 2009, 06:50 م]ـ

يقول الماتريدى فى تفسير سورة النحل:

ثم قوله (والله جعل لكم من انفسكم ازواجا) وقوله فى اية اخرى (قوا أنفسكم) وقوله (ولا تقتلوا انفسكم) ونحوه ذكر الانفس فى كله .. ثم لم بفهم من الخطاب من هذا كله معنى واحدا وشيئا واحدا وان كان فى حق اللسان واللغة واحدا وان كان فى كل غير ما فهموا فى اخر. فهذا يدل أنه لا تفهم الحكمة والمعنى فى الخطاب بحق ظاهر اللسان واللغة ولكن بدليل الحكمة المجعولة فى الخطاب. ومن اعتقد فى الخطاب الظاهر حسم باب طلب الحكمة فيه والمعنى لأنه يجعل المراد منه الظاهر

فقد اشكلت على عبارة (الحكمة المجعولة فى الخطاب) هل يريد بها السياق بمعنى انه لا يجب النظر عند تفسير النص القرانى الة اللغة والظاهر فقط ولكن لا بد معهما من اعتبار السياق.

وقد حللت العبارة بهذا الشكل: الخطاب فيه حكمة. والحكمة هى وضع الشيء فى موضعه. فالخطاب القرانى كل كلمة فيه موضوعة فى موضعها الذى به تختلف لو وضعت فى موضع اخر والا لانتفت الحكمة. فالكلمة لها معنى فى سياقها يختلف ذالك المعنى لو وضعت فى سياق اخر اذ موضعها فى كل يختلف بحسب الحكمة. ارجو من الاخوة الاكارم تصويب الفهم او تسديده ..

ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[11 Jul 2009, 10:32 م]ـ

ظاهر الكلام، أنه جعل [الحكمة المجعولة في الخطاب]، أمرا زائدا على ما تقتضيه الأوضاع والدلالات اللغوية. وجعل معرفة هذه الحكمة عليها المدار والمعول في رصد الدلالات المختلفة، والتمييز بينها في لغة الكتاب.

ويبدو لي أن الحكمة في قوله [الحكمة المجعولة في الخطاب] يريد بها المقصد المجعول في الكلام، ويكون المعنى: أنه ينبغي أن يكون نظر المفسر متجها إلى المقصود من القول، وأن النظر إليه يعين في تبين دلالات الألفاظ، أما النظر المجرد عن اعتبار المقصد، فهو حري أن يجعل صاحبه متخبطا في تفسير المعاني، بحيث تشتبه عليه،

ويؤيد هذا قوله بعد ذلك:

ومن اعتقد فى الخطاب الظاهر حسم باب طلب الحكمة فيه [أي الحكمة المتوخاة التي قصدها المتكلم] والمعنى لأنه يجعل المراد منه الظاهر.

والله أعلم بالصواب.

ـ[بديع الزمان الأزهري]ــــــــ[26 Jul 2009, 03:40 م]ـ

جزاكم الله خيرا أستاذنا الدكتور: عدنان أجانة

قرأت كلامكم واستفدت منه ..

ثم عرض لى قوله بعد ذالك فى سورة النحل أيضا 3/ 119 و120 عند قوله تعالى (فإذا قرأت القران فاستعذ بالله) قال رحمه الله:

((ثم فى هذه الاية وفى غيرها من قوله (فإذا قمتهم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم) لم يفهم أهلها منها التعوذ على ظاهر المخرج ولكن فهموا على مخرج الحكمة لأن ظاهر المخرج أن يفهم التعوذ بعد الفراغ من القراءة وكذالك يفهم من الامر بالقيام الى الصلاة الوضوء بعد القيام اليه ثم لم يفهموا فى هذا ونحوه هذا ولكن فهموا إذا أردت قراءة القران فاستعذ بالله وكذالك فهموا من قوله (إذا قمتم) أى اذا اردتم القيام الى الصلاة فاغسلوا كذا، ولم يفهمواكل قيام إنما فهموا قياما دون قيام أى اذا ارتم القيام الى الصلاة وأنتم محدثون.

وفهموا من قوله (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض) وفهموا من قوله (فإذا طعمتم فانتشروا) وكذالك فهموا من قوله (فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله) الفراغ منها.

دل أن الخطاب لا يوجب المراد والفهم على ظاهر المخرج ولكن على مخرج الحكمة والمعنى)) أهـ

والسؤال سيدى: هل الكلام المذكور يؤيد ما ذكرتموه من أن المراد من (الحكمة): المقصود من الكلام أو يجعل المراد منها فى كلامه رحمه الله ما هو مرادف للمعنى فتكون الحكمة من الكلام هى بعينه معناه أو يرشح ما قلته سابقا من أن المراد منها السياق؟

واذا كان يؤيد ما ذكرتموه أرجو التوضيح؟ واذا لم يكن فكيف يفهم الكلام السابق الذى نقلته من قبل؟

مع خالص الاحترام

ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[26 Jul 2009, 10:21 م]ـ

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015