ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[08 Jul 2009, 10:42 ص]ـ

القسم الثاني: تفسير القرآن بالقرآن:

هذا النوع من التفسير في دلالته نوع من الغموض، يحتاج لمستنبط يقرر بأن هذه الآية في القرآن تفسرها آية معينة من القرآن الكريم.وأنواع هذا النوع من التفسير:

1 - تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن بالقرآن:

فسر النبي صلى الله عليه وسلم القرآن بالقرآن، ومثال ذلك ما ورد عن ابن مسعود وقد ذكر سابقا فقد فسر الرسول صلى الله عليه وسلم لفظ "الظلم" والذي ورد في آية معينة بالشرك لوجود قرينة تدل على ذلك في آية أخرى من القرآن الكريم، وهذا النوع من تفسير القرآن بالقرآن حجة؛ لأن الذي قام بالتفسير هو النبي صلى الله عليه وسلم.

2 - تفسير الصحابة رضي الله عنهم للقرآن بالقرآن:

مثال ذلك:

جاء رجل لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما فقال:

[يا ابن عباس يقول الله تعالى:

{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} (الأنبياء:30)

ما معنى: [كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا]، فقال:

" كانت السماء رتقا لا تمطر ففتقها الله بالمطر، وكانت الأرض رتقا لا تنبت ففتقها الله بالنبات"، ثم استشهد ابن عباس بقوله تعالى:

{وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ} {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} [الطارق:11 - 12] " أهـ

وهذا تفسير للقرآن بالقرآن قام به الصحابي، ومن حيث الحجة له حكم تفسير الصحابي وسيأتي معنا بإذن الله، لكنه يعتمد على مكانة الصحابي وقوة الاستدلال؛ وبذلك نرى أن تفسير القرآن للقرآن يدخل تحت الاجتهاد وإعمال الرأي.

3 - تفسير القرآن للقرآن من قبل التابعين وغيرهم من المفسرين.

إذا فسر القرآن بالقرآن تابعي من التابعين، فيقال أيضا له حكم تفسير التابعي، أو أي مفسر من المفسرين.

3 - الذي يدخل تحت تفسير القرآن بالقرآن:

أ- ما يتعلق بأسباب النزول.

ب- والناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم.

4 - من عني بتفسير القرآن بالقرآن من المفسرين:

أ- عني بتفسير القرآن بالقرآن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من الصحابة رضي الله عنهم، وميزة علم ابن عباس أنه أخذ علم علي ابن أبي طالب وكان من أعلم الصحابة بالقرآن الكريم.

ب- وأيضا عني بهذا النوع من التفسير التابعين،مثل: عكرمة ومجاهد وزيد بن أسلم، وأيضا عني به أتباعهم، مثل زيد بن عبد الرحمن بن أسلم الذي تميز بتفسير القرآن بالقرآن.

ج - ومن المفسرين تميز:

- ابن جرير الطبري بتفسير القرآن للقرآن، ولو جمع تفسيره للقرآن بالقرآن لكان مبحثا نفيسا.

- وكذلك اهتم ابن كثير بهذا النوع من التفسير بل هو من أكثر من عني بهذا النوع من التفسير.

- ومن المتأخرين جاء الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمة الله عليه في كتابه أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، فخصه بهذه الطريقة، وأورد مقدمة نفيسة في كتابه هذا ذكر فيها أوجه بيان القرآن للقرآن.

- وأيضا قام ثناء الله الأمر تسري العالم الهندي في كتابه المسمى تفسير القرآن بالقرآن بتفسير القرآن بالقرآن، وتكلف فيه كثيرا، فبعض المفسرين يريد أن يجد لكل آية تفسيرا في القرآن الكريم، وفي هذا تكلف.

يتبع بإذن الله تعالى.

ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[09 Jul 2009, 04:48 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

جزاك الله خيرا وبارك الله جهدك وجعله في ميزان حسناتك

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 Jul 2009, 07:44 م]ـ

لا تطيلي علينا أختي الفاضلة بإضافة المزيد فالموضوع قيم ونحن بالانتظار بارك الله في جهدك وكتب لك بكل حرف نقلتيه ألف ألف حسنة والله يضاعف لمن يشاء.

ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[10 Jul 2009, 07:55 ص]ـ

أخي يوسف بن مازي جزاك الله خيرا، وبارك فيك.

أختي سمر جزاك الله خيرا وبارك فيكِ.

وأدعو لك بمثل ما دعوت لي.

والمحاضرة دسمة جدا وتحتاج بعض الوقت، مع ملاحظة وقتي الذي بدأ يزدحم.

وبإذن الله أنتهي من اختصارها قريبا.

ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[10 Jul 2009, 07:58 ص]ـ

3 - الذي يدخل تحت تفسير القرآن بالقرآن:

أ- ما يتعلق بأسباب النزول.

ب- والناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم.

.

ج- القراءات القرآنية:

والقراءات القرآنية مهمة جدا في تفسير القرآن بالقرآن؛ لأن القراءات القرآنية كما تعلمون هي من القرآن، وقد ورد فيها تفسير كثير للقرآن بمعنى: أن تأتي قراءة فتفسر القراءة الأخرى.

مثال:

قال تعالى: [أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى]

نجد أن هناك قراءة صحيحة أخرى:

بتسكين"الذال" من (تُذْكِرَ) وتخفيف كافها، أي: فتصيِّر إحداهما الأخرى ذَكرًا باجتماعهما، كما فسرها المفسرون ووجهوها، لكن عندما نلاحظ القراءة الأخرى (فَتُذَكِّرَ) دل على أن المقصود بها التذكير من النسيان.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015