ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 Jul 2009, 01:18 م]ـ

ليس الإشكال في مجرد عدم الاستشهاد ولا أظن هذا وحده حرك أبي مالك ..

وإنما محل الإشكال: هو نفاسة الشاهد وكونه فريداً في الدلالة على معناه .. ولا بديل له تم الاستشهاد به ...

وهذا أشبه بالقضية الحديثية: ترك رواية الخبر وهو أم في بابه ..

ـ[نهاية الأرب]ــــــــ[08 Jul 2009, 08:31 م]ـ

من شؤون الشاهد الشعري عدم دلالته على المعنى المراد في كثير من الأحيان،

فيحتاج هو أيضًا إلى استدلال أو شرح.

وهذا إشكال -عندي- ولعل شيخنا عبدالرحمن الشهري يفيدنا لعنايته بهذا.

هذا ومن خير شروح المعلقات المعاصرة، شرح الشيخ طه الدرة (شرح وإعراب)،

وقد سبق للشيخ الدرة أن أعرب القرآن كاملا.

ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[09 Jul 2009, 05:17 ص]ـ

ولعل أخانا أباعبد الله عبدالرحمن الشهري يتحفنا بما عنده من خلال رسالته في الدكتوراه (الشاهد الشعري عند المفسرين).

إذا كان من يقول هذا: هو شيخنا وحبيبنا الدكتور مساعد وهو من هو، فلا اخال مداخلتنا مع وجود أبي عبدالله، إلا من باب أو في صميم " لا يُفتى ومالك في المدينة ".

فنحن أولاء نعطي القوس باريها، طلبا للحسم ورغبة في الفائدة، وطمعا في أسلوب الحكيم، فهلا لبيت النداء أبا عبدالله.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jul 2009, 08:35 م]ـ

وفقكم الله جميعاً لكل خير، وقد استفدت من هذه المداخلات كثيراً كما هي عادة محاورات أمثالكم فأحسن الله إليكم وبارك في علمكم.

ما تفضل بذكره أخي أبو مالك حديث ذو شجون، والإطالة فيه قد تكون مملة في هذا الموطن، وقد فصلتُ في بحثي جوانب هذا الأمر بما ظهر لي حينها.

ويمكن القول هنا إن تقنين عملية الاستشهاد بالشعر في كتب أهل العلم لم تكن واضحة المعالم كما هي اليوم، ولذلك فقد فإن الاستدراكات كثيرة جداً في باب الشواهد الشعرية، وقد ظهر لي من صنيع أبي بكر بن الأنباري وهو الذي عرف بسعة محفوظه من شواهد الشعر على تفسير القرآن أنه يحاول بقدر الاستطاعة استقصاء الشواهد المباشرة الدالة على المقصود، بخلاف غيره من المفسرين الذين ربما يكتفون بشاهد أو شاهدين وقد لا تكون مباشرة، أو يعتريها سبب من أسباب إضعاف الاستشهاد بها أحياناً.

وقد يُدرك سبب الإغفال أحياناً وقد لا يُدرك، والمفسر يكتب ويؤلف تفسيره وليس بين يديه مادة مهيأة في ذهنه للاستشهاد، فربما نقل شاهداً ذكره غيره ولم يزد، وربما أتى بشاهد لم يسبق لغيره الاستشهاد به وهذا تميز به أبو عبيدة معمر بن المثنى، والطبري له في ذلك جهود مشكورة.

وهذا باب ممتع لو استقصاه اليوم مستقصٍ لوجد مادة علمية مميزة، وقد جمعت من ذلك الكثير، وهذا أخي عبدالعزيز الداخل صنع ذلك أيضاً، وأبومالك وقع له مثل ذلك، ولعل أبا فهر أيضاً تتبع مثل هذه الشواهد.

وقد قسمت هذه الشواهد بعد اشتراط صحتها إلى:

- الشواهد المباشرة. وأعني بها الموثوقة من حيث عصر الاستشهاد، والمباشرة من حيث الدلالة.

- الشواهد المساندة. وهي الشواهد التي تدل على المراد بنوع تأويل وشرح.

وقد وجدتُ شعر الجاهلية أحفل الحقول بهذه الشواهد، وأغناها بما يبين لغة القرآن الكريم.

وكم وقع لي من الشواهد البديعة أثناء شرحي للمفضليات في إحدى الدورات العلمية وبيان شواهد التفسير فيها، وكذلك في بعض دروس المعلقات.

ويمكنُ اليومَ صنعُ معجمٍ رائع لشواهد التفسير الموجودة والمستدركة وتشرح شرحاً موجزاً دقيقاً يكون فيه فوائد لطالب علم التفسير واللغة، وقد شرعتُ في شرح شواهد الطبري شرحاً على هذا المنوال، وفي نيتي أن أكمله إذا أعانني الله ويسر لي الوقت لذلك. أسأل الله أن يوفقني أو غيري ممن هم أقدر مني على ذلك لإنجاز هذه الفكرة. فهي تربط القارئ والمستمع بالتفسير من باب الشعر والأدب وهو باب تألفه النفوس وتُحبِّهُ.

ولأخي محمد بن عمر الضرير باع طويل في العناية بالشعر في كتب التفسير ورسالته للماجستير رسالة قيمة في هذا الباب يسر الله نشرها وطباعتها، وكلامه في هذا الباب كلام أديب خبير.

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 Jul 2009, 09:40 م]ـ

[ويمكنُ اليومَ صنعُ معجمٍ رائع لشواهد التفسير الموجودة والمستدركة وتشرح شرحاً موجزاً دقيقاً يكون فيه فوائد لطالب علم التفسير واللغة، وقد شرعتُ في شرح شواهد الطبري شرحاً على هذا المنوال، وفي نيتي أن أكمله إذا أعانني الله ويسر لي الوقت لذلك. أسأل الله أن يوفقني أو غيري ممن هم أقدر مني على ذلك لإنجاز هذه الفكرة. فهي تربط القارئ والمستمع بالتفسير من باب الشعر والأدب وهو باب تألفه النفوس وتُحبِّهُ].

ليس من الألفة والمحبة فقط يا مولانا ..

بل هو باب فقه العربية الذي لا باب لها غيره!

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Jul 2009, 06:12 ص]ـ

وأحب التنبيه على مسألة قبل أن أنساها ويذهب وقتها، وهي ذات صلة بهذا الموضوع.

ممن عني بهذه المسألة وتتبع الشواهد الشعرية الدالة على كثير من مسائل التفسير العلامة عبدالحميد الفراهي العالم الهندي المتأخر المتوفى سنة 1349هـ رحمه الله وغفر له. فقد رأيتُ له ولتلاميذه عناية فائقة بتتبع شواهد الشعر الدقيقة التي تدل على كثير من معاني مفردات القرآن الكريم، والتي لم يتطرق لها من قبله من العلماء. وقد سألتُ بعض تلاميذ مدرسته كالدكتور محمد أجمل الإصلاحي حفظه الله - وهو من أهل العناية بشواهد الشعر كذلك - فأخبرني بأن الفراهي رحمه الله كان يقرأ دواوين الشعراء الجاهليين وغيرهم ويعلق على الأبيات الشواهد، ويهيئها تهيئة للاستشهاد بها في مواضعها من تفسيره وتحليله للمفردات اللغوية في القرآن الكريم.

وقد ظهر شيئ من ذلك في كتابه مفردات القرآن، وفي تفسيره لعدد من السور. وهذا الجانب لدى عبدالحميد الفراهي جدير ببحث مختصر يسلط الضوء على هذا المنهج ويجليه ويبرزه للباحثين، والطريقة المثلى للتعامل مع أمثال هذه الشواهد في دواوين الشعر وكيفية استخدامها في تفسير القرآن، فهي ثروة لغوية لا تقدر بثمن.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015