ـ[أبو المهند]ــــــــ[26 Jun 2009, 06:59 م]ـ
من أنواع علوم القرآن الكريم: معرفة غريبه
ومما ينبغي الإشارة إليه أن مسائل نافع بن الأزرق الموجهة إلى ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أوعب ما ورد في نطاق تبيين الحرف الغريب من القرآن الكريم بالشعر العربي.
فمن طريق عكرمة عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال:" إذا سألتموني عن غريب القرآن فالتمسوه في الشعر فإن الشعر ديوان العرب "
وقد ساق الحافظ السيوطي هذه المسائل بتمامها
ومن أمثلة ما ورد بينهما:
قول نافع لابن عباس:
أخبرني عن قوله تعالى " ونحاس" {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ} {الرحمن35}
قال: هو الدخان الذي لا لهب فيه.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم.
أما سمعت قول الشاعر:
يضيء كضوء سراج السليط ****** لم يجعل الله فيه نحاسا
وقد رد في نطاق السؤال والجواب:
عبارة نافع بن الأزرق سائلا ابن عباس: " وهل تعرف العرب ذلك؟ " قالها مرددا إياها أكثر من سبعين مرة.
ويجيب ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عليه بقوله " نعم، أما سمعت قول فلان ثم يسوق بيتا من الشعر ... كرر حبر الأمة عبارة" نعم أما سمعت قول ..... قرابة مئة وتسعين مرة.
السؤال محل النقاش:
هل نستطيع حمل استفهام نافع " وهل تعرف العرب ذلك؟ " على إنكار معرفة ما جاء به ابن عباس؟
أو من الصواب حمله على الاستفهام المحض لخلو ذهن نافع؟
ولو كان ما قاله نافع على سبيل الاستفهام المحض هل نستطيع حمل جواب ابن عباس " نعم .... " على مجرد الاستشهاد للمعني الذي أتي به لتفسير المفردة القرآنية الغريبة رغم اشتهار هذا المعنى عند العرب في أقوالهم؟
ومن ناحية أخرى هل لنا أن نحمل رد ابن عباس على التبكيت والإعابة لنافع لكونه لم يعلم ذلك المشهور عند العرب رغم عربيته؟
ولي طرح السؤال بمعني آخر: هل قول نافع بن الأزرق "وهل تعرف العرب ذلك" نشم منه عدم معرفة العرب ما جاء به ابن عباس أو عدم اشتهاره في لسانهم، إذ قد جهله العربي في بيئة العرب ويمثل ذلك صدور السؤال من نافع؟
سؤال يحتاج إلى جواب
.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[27 Jun 2009, 04:05 ص]ـ
السؤال محل النقاش:
هل نستطيع حمل استفهام نافع " وهل تعرف العرب ذلك؟ " على إنكار معرفة ما جاء به ابن عباس؟
أو من الصواب حمله على الاستفهام المحض لخلو ذهن نافع؟
.
رعاك الله أستاذنا الحبيب، وجزاك الخير على طرح هذا الإشكال، الذي أرجو أن نخرج من خلال مناقشة إخوتنا الأساتذة في الملتقى له بما يفيدنا فيه وأمثاله من الإشكالات العلمية في علوم الشرع أصولا وفروعا، قضايا ومسائل.
أما إذا سمحتم لي بمداخلة بسيطة، فأقول بفهمي المتواضع مجيبا على استفهامكم الكريم على الاستفهام:
أنه لا هذا ولا ذاك.
منطلقا في فقرته الأولى - مما أنتم أعلم به شيخنا الفاضل - بما اشتهر من الجرأة والمراء الشديد والمجابهة العنيفة والجدال العقيم لدى الخوارج، ونافع أحد زعمائهم، فلا يمكن إذن إذا اعتبرناه إنكارا أن يتوقف عن مصادمة حبر الأمة ويتركه يمضي في مسائله التي قاربت الثلاثمائة مسألة في بعض الروايات.
أما الثانية: فمقدمة المسائل في كثير من الروايات ومنها ما رواه الإمام السيوطي بسنده " أن نافعا ومن كان بصحبته من جماعته قال: "قم بنا إلى هذا الذي يجترئ على تفسير القرآن ما لاعلم له به .. " مما يدل على عقد نيته الواضحة بقصد التنقص من ترجمان القرآن، وإظهار عجزه وقلة علمه أمام الملأ، بل تذكر بعض الروايات كرواية شيخ المفسرين بسنده عن عكرمة رضي الله عنه، وهذا مما يحتاج إلى تبين صحته - ليت من يتفضل ببيانه- أن ابن الازرق عيَّر ابن عباس رضي الله عنه بالعمى وتجاسر على شتمه حسيا ومعنويا في قوله: " يا أعمى البصر، أعمى القلب". فلا يمكن إذن أن يكون خالي الذهن حينها، بل هو استعراض بالمعنى الحديث، ولكن أمام من؟ أمام طود عظيم صحبته دعوة النبي الكريم المشهورة" اللهم فقه في الدين".
ولي طرح السؤال بمعني آخر: هل قول نافع بن الأزرق "وهل تعرف العرب ذلك" نشم منه عدم معرفة العرب ما جاء به ابن عباس أو عدم اشتهاره في لسانهم، إذ قد جهله العربي في بيئة العرب ويمثل ذلك صدور السؤال من نافع؟
¥