ـ[همام النجدي]ــــــــ[18 Jun 2009, 02:18 ص]ـ
الملحوظات المنهجية على كتاب: المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير
كتبه/عبد الرحمن بن فهد الودعان الدوسري
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلا يزال الناس بحمد الله تعالى حريصين على معرفة تفسير كلام الله تعالى، كما إنهم لا يزالون يحرصون على تفسيرٍ موثوقٍ عِلميا وعَقديا؛ فلذلك كثر اهتمام العلماء بتفسير الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى، ومع كثرة التفاسير إلا إن هذا التفسير في عصرنا هو الْمُقَدَّمُ عند أهل العلم، ولأجل هذا كثرت اختصاراته لتسهيله على الناس في هذا العصر، واختلفت هذه الاختصارات في طريقتها وجودتها، ومن أشهرها في السنوات الأخيرة الاختصار المسمى: (المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير) لجماعة من العلماء بإشراف الشيخ صفي الرحمن المباركفوري رحمه الله تعالى، وقد تداوله الناس وأثنى عليه جمع من العلماء وطلبة العلم، ولا شك أنه قد بُذل فيه جهد مشكور أسأل الله تعالى أن يغفر لمن شارك فيه من الأحياء والأموات.
ولأجل ذلك فقد كنت أحرص عليه في قراءتي للتفسير لسهولة حمله وثناء بعض العلماء عليه، فكنت أصطحبه في سفري وإلى مقر عملي وغيره للاستفادة منه؛ إلا إنه كانت تستوقفني فيه بعض المواضع أستشكلها منه، فإذا رجعت إلى الأصل وجدت أن الأمر غير مشكل، فتبين لي وجود بعض الخلل في الاختصار مما حداني لتقييد بعض الملحوظات عليه في الصفحة الأخيرة من الكتاب، حتى اجتمع لديَّ ملحوظاتٌ متعددة متنوعة؛ فأحببت نشرها ليطلع عليها أهلُ العلم وينزلوه منزلته التي ينبغي أن يكون فيها، ولعله يتسنى لبعض المختصين بالتفسير وضع دراسة لمختصرات تفسير ابن كثير لبيان أحسنها وأسهلها.
وهذه الملحوظات متفاوتة الأهمية ولا تعد دراسة علمية بقدر ما هي إشارات وقفت عليها عند قراءتي للتفسير من غير تتبع أو قصدٍ لدراسة الكتاب والحكم عليه، فهي تفتح بابًا لأهل العلم المتخصصين في الدراسات القرآنية للنظر في الكتاب نظرة فاحصة لبيان ماله وما عليه، كما إنها تدعو أهل العلم لعدم التعجل بالحكم الجازم لواحد من مختصرات تفسير ابن كثير بأنه أحسن المختصرات أو من أحسنها دون تأمُّلٍ ومقارنة وفحص دقيق؛ وبخاصة لارتباط الموضوع بكتاب الله تعالى، ثم بتفسير ٍهو أشهر التفاسير السلفية الموثوق بها على الإطلاق، وأكثرها تداولا بين طلبة العلم.
كما إن هذه الملحوظات تدعو مَن بقي مِن القائمين على اختصار الكتاب والإشراف عليه إلى إعادة النظر في منهج الاختصار الذي ساروا عليه وتوضيحه للقرَّاء، وتلافي ما يمكن من الملحوظات الواردة عليه ليكون العمل أكثر إتقانا وأرقى لدرجات الكمال البشري الممكن.
وأنا هنا لا أزعم أن مختصرًا من المختصرات أحسنها أو أن مختصرا هو أسوؤها إذ هذا يحتاج إلى دراسة مقارنة متأنية، ولعل من أجود المختصرات لتفسير ابن كثير: مختصر العلامة أحمد شاكر المسمى: عمدة التفسير (وقد طبع كاملا)، وكذا المختصر المسمى: اليسير في اختصار تفسير ابن كثير لجماعة من الشيوخ بإشراف معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، وما قلته هنا مجرد إشارة إليهما ونظرةٍ عَجْلى، وليس حكمًا صادرًا عن دراسة للكتابين إنما هو انطباع من النظر في مواضع منهما مع مقارنتها بغيرها، وأنا بانتظار الدراسة المقترحة لمختصرات ابن كثير.
وهذا بيان بأهم الملحوظات التي وقفت عليها، وقد يقف غيري على ما هو أهم وأولى منها، وعذري أني لم أقصد دراسة الكتاب كما تقدم:
1 - أول ملحوظة تستوقفنا هي: عدم وجود منهج واضح مكتوب يسير عليه هذا المختصر، فأنتَ إذا طالعتَ مقدمة الكتاب لا تجد أن المختصرين قد انتهجوا منهجا واضحا مكتوبا ليتبين للقارئ الطريقة التي ساروا عليها في الاختصار، وإنما ذُكرت إشارات يسيرة لا تغني في مثل هذا المشروع الجليل.
¥