. وقصارى القول من يسمع يَخَل، من يسمع يخل.

*******

لها منظرٌ في العين أبيضٌ ناصع ... ولكنه في القلب أسودٌ سافع

إخوة الإيمان .. ومع تهافت الناس على أرقى تقنات تلك الوسائل وأحدثها إلا أنك تلفي فئامًا منهم في استخدامها منبتا

يعيش جلها ذريعًا في حسن استعمالها وأمتا

وخطرًا محدقًا كالسبنتا

*****

ولن يُرتقَى بالوعي الشرعي والأدبي والثقافي في ذلك إلا إذا قُوِّمَتْ العقول وشُذِّبتْ الثقافات

*****

جاء الشرع الحنيف ببيانها والعرف بحسبانها

.. فلا تفتأ هذه الوسائل ضجيجًا وإزعاجا

ولا تبرح عبثًا وإحراجا

***************

فكم من مريضٍ طريح

ونائمٍ مستريح

ومشغولٍ بَريح

أرقه وأزعجه رنين هذه الأجهزة والفحيح

********************

الدرة الغالية الأدبية الثالثة الأبية

***************

وكم يغفل عن هذا الخلق القويم فئامٌ من الناس ..

**************

أو يستبدلونها بتحايا وافدةٍ

وعباراتٍ نمطيةٍ نافذة ..

يلي ذلك مباشرةً تعريف المتصل بنفسه وفصله

مفصحًا عن غرضه وأربه

بوقارٍ واحترام

دون تمويهٍ وإلغاز

ومواربةٍ وإعجاز

****************

ويبدأ المتصل بنعم ونعمة عين

****************

وأن يكون الاتصال هادفًا لطيفا

مدبجًا بالعقل وريفا.

************

اللسان معيارٌ أطاشه الجهل

وأرجحه العقل "

*********

وكم تشتت أسرٌ وتصرّمتْ علاقات

**************

الوقفة السادسة فهي مع محظورٍ شرعي يحتفُّ بهذه الوسائل والتقنات

ويتبجح بكل صفاقةٍ ورعونةٍ ودون مُسكة ارعواء أو ذرة حياء

***************

ومن استحكمت فيه هذه الجسارة

فقد باء بالوزر والخسارة

**************

أن أهم أسباب حوادث السير وإزهاق الأرواح وإشاعة الأتراح

*************

والتربويات .. ولئن دلفنا إلى البصيرة التاسعة فإنه ...

**************

لما كانت تلك الوسائل والتقنات

مظنة أخطار وأضرار

وأصبحت طوع بنان المراهقين والمراهقات

وكل صغيرٍ غرير وحدبٍ طرير ..

وجب على أولياء الأمور متابعة أبنائهم ومحمولاتهم وأجهزتهم بين الفينة والأخرى

************

بكل خبثٍ وحيلةٍ ومكرٍ وغيلةٍ************

والابتزاز لما يهصر الغيرة هصرًا ويذيب أفئدة المؤمنين عصرا

**************

وبمُغرورق الأسى واللهف يقال: إن تلك الفواجع

وهاتيك المواجع

متى استحكمت في مجتمع واستمرأها فعلى الدنيا العفاء**************

وعلى آله وصحبه منابع الفضل والسنن

وكل بالثناء قمن

والتابعين ومن تبعهم بإحسان

ما تعاقب الزمن وغردت ورقاءُ بفنن.

********************

الذي يكسر من هذه التقانات شرتها

ويحد من غلوائها

بل ويصد من بلوائها ..

**************

وما ذلك على الله بعزيز

ما صحت العزائم

واطرحت الهزائم ...

********

حيث لا غنى لهم عن رفدكم ودعمكم

**********

والرضا والابتهاج والحبور

وبلسم دون وطأة الخَلَقِ والوجوم.

*********

ومن سابقتها:

إنه رزءٌ مفجعٌ فادحٌ وجللٌ مفزعٌ قادح

قد هز الآفاق وقرَّح الأحداق

فلم يفهم المراد غير حفيه ونجيه - رضي الله عنه وأرضاه –

************

وفي تلك الأيام الحزينة

المعتكرة الأليمة

ولياليها الساجية الثقيلة

************************

في النهاية أقول:

الأدب جميل

والشيخ أديب نحرير

ولكن البلاغة مطابقة الكلام لمقتضي الحال

والمغيا من الخطبة الإفهام

بل سرعة وصول العلم إلى الأذهان.

والله الموفق والمستعان

وفي النهاية من مس الحصى فقد لغى وأخشى من فوات ثواب هذه الجمعة لتقييد غريبها.

*********************

مساء الأربعاء 10/ 6/1430ـ 3/ 6/2009م

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Jun 2009, 12:57 ص]ـ

جزاك الله خيرا يادكتور خضر على هذا البيان

ومع حبنا للشيخ حفظه الله، إلا أننا نتمنى لو أن يعدل عن هذا الأسلوب،إلى أسلوب يتناسب مع روح العصر وطريقته في التخاطب.

والشيخ أحسبه يعول على أن الخطبة تبث مباشرة على الهواء وأنه بهذا الأسلوب سيصل إلى دائرة أوسع ممن يستمع له داخل الحرم المكي حيث إن شريحة كبيرة ممن يستمع داخل المسجد الحرام لا يفهمون العربية.

وأعتقد أن الشيخ بهذا الأسلوب قد فات عليه ما كان يرجوه أو بعضه، والذكي قد تفوته بعض الأمور أحيانا.

لا شك أن خطب الحرمين يحرص على سماعها شريحة عريضة من المسلمين في أصقاع المعمورة وذلك لما للحرمين الشريفين من مكانة في نفوس المسلمين، ولكن شريحة كبيرة من هذه الشريحة لا تستفيد الاستفادة المرجوة من هذه الخطب، وقد لا تزيد الفائدة عن التأثر الوجداني، والسبب هو اللغة المستخدمة.

ثم إن هناك شريحة أخرى تستمع لا لتستفيد وإنما لتنقد أو قل لتتصيد الأخطاء والعثرات واستخدامها إما للطعن أو للإثارة.

وهناك شريحة أخرى تستمع لتفهم كيف نفكر وبما نفكر والغايات من وراء ذلك مختلفة.

إن منبر الحرمين وبخاصة في هذا الزمن من الخطورة بمكان لا يخفى والعناية بما يصدر من هذا المنبر فريضة على من أوكل إليهم هذا المنبر.

وأقول إن الخطاب الذي يحمل الفكرة السهله المباشرة المستندة إلى آيات القرآن الكريم وكلام سيد المرسلين هي الكفيلة وحدها بأداء الرسالة على الوجه الأكمل بحيث يفهم كل فرد يسمعها بقدره.

لقد استمعت إلى الخطبة وشدني أسلوبها وكلماتها ولكني قلت ومعي غيري هل كل من يسمع هذا الكلام يفهمه؟

واضطررت إلى العودة إلى القاموس لأفهم معنى " السبنتا"، فإذا هو النمر أو الأسد.

ولقد هممت مرارا أن أتحدث إلى فضيلة الشيخ صالح الحصين حول هذا الموضع، ولكن لم يقدر الله ذلك، فلما كتب أخونا الفاضل الدكتور خضر هذا المقال كان مني هذا التعليق والغرض منه إن شاء الله تعالى التعاون على الخير والتواصي بالحق.

يا إخوان هذا رأي لا يغض من قدر الشيخ ولا مكانته ولا علمه ونحسبه والله حسيبه من أهل الخير والفضل والعلم، ولكنه رأي فإن كان صوابا فمن الله والحمد لله وإن كان غير ذلك فنستغفر الله ونتوب إليه.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015