بابٌ: في الزلازل.

ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[20 May 2009, 06:49 ص]ـ

الحمد لله وحده الذي جعل الأرض مهادًا، وجعل الجبال لها أوتادًا، وذللها لتكون للإنسان أفضل موطن، وأهنأ مسكن.

وبعدُ:

فهذا بابٌ أكتبه لنثر ماييسره الله تعالى من كلامه وكلام رسوله، وكلام أئمتنا -جزاهم الله خيرًا-، حول الزلازل، وذلك لما تشهده قرى المدينة المنورة من الهزات المتتالية.

وعسى أن يكون هذا الباب عبرة لمن أراد الاعتبار، وذكرى لمن أراد التذكر، وعلى الله قصدُ السبيل.

ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[20 May 2009, 06:55 ص]ـ

قال تعالى: "وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا" [الرعد 3].

وقال: "والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون" [الحجر 19].

وقال: "وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارًا وسبلا لعلكم تهتدون" [النحل 15].

وقال: "وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجلعنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون" [الأنبياء 31].

وقال:" أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أءِله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون" [النمل 61].

وقال: "وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم" [لقمان 10].

وقال: "الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء" [غافر 64].

وقال:" وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها" [فصلت 10].

وقال:" والأرض مددنها وألقينا فيها رواسي" [ق 7].

وقال: "ألم نجعل الأرض مهادا* والجبال أوتادا" [النبأ 6،7].

وقال:" والجبال أرساها" [النازعات 32].

ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[20 May 2009, 07:00 ص]ـ

قال تعالى: (أَمَّنْ جَعَلَ الأرْضَ قَرَارًا) " أي: قارة ساكنة ثابتة، لا تميد ولا تتحرك بأهلها ولا ترجف بهم، فإنها لو كانت كذلك لما طاب عليها العيش والحياة، بل جعلها من فضله ورحمته مهادًا بساطًا ثابتة لا تتزلزل ولا تتحرك، كما قال في الآية الأخرى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً) [غافر: 64]." تفسير ابن كثير (6/ 203).

ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[20 May 2009, 07:02 ص]ـ

قال ابن القيم رحمه الله: " فصل:

ثم تأمل خلق الأرض على ما هي عليه حين خلقت واقفة ساكنة؛ لتكون مهادا ومستقرا للحيوان والنبات والأمتعة، ويتمكن الحيوان والناس من السعي عليها في مآربهم، والجلوس لراحاتهم، والنوم لهدوهم، والتمكن من أعمالهم، ولو كان رجراجة منكفئة لم يستطيعوا على ظهرها قرارا، ولا هدوءًا، ولا ثبت لهم عليها بناء، ولا أمكنهم عليها صناعة، ولا تجارة، ولا حراثة، ولا مصلحة، وكيف كانوا يتهنون بالعيش والأرض ترتج من تحتهم واعتبر ذلك بما يصيبهم من الزلازل على قلة مكثها كيف تصيرهم إلى ترك منازلهم والهرب عنها" [مفتاح دار السعادة (2/ 81)].

ـ[سفير الغرباء]ــــــــ[20 May 2009, 10:11 ص]ـ

كتب الله أجرك ..

ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[20 May 2009, 05:41 م]ـ

اخي الكريم: أبو الوليد

جزاك الله خيرا

للاستزادة راجع هذا الرابط: الكوارث والطوفان آية من آيات الله ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=79628#post79628)

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[20 May 2009, 06:50 م]ـ

إن انتشار المعاصي على اختلاف أنواعها ... لم يكن يوما إلا سببا من أسباب عقاب الله تعالى، والعاقل هو الذي إذا رأى تلك الآيات جأر إلى الله تعالى بالاستغفار والدعاء وذلك كفيل برفع العذاب بإذن الله تعالى كما حصل لقوم يونس، أما أن يتمادى مع ما يرى من حبس المطر وانتشار الزلازل، وقلة البركة في المال، وتسلط الأعداء، وغير ذلك؛ ثم يبدأ يفسر تلك الأمور تفسيرا طبيعيا ويحللها على أساس أنها كتل صخرية بدأت تتحرك، وكذا وكذا من الكلام الفاضي، فذلك أمر عجيب، وأذكر هنا بتفسير العلماء لهذه الايات، وأنقل لكم هنا قول الشنقيطي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى "قل إن الله قادر على أن ينزل آية"

قال رحمه الله تعالى: (قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ}، ذكر في هذه الآية الكريمة: أنه قادر على تنزيل الآية التي اقترحها الكفار على رسوله، وأشار لحكمة عدم إنزالها بقوله: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} [6/ 37]، وبين في موضع آخر أن حكمة عدم إنزالها أنها لو أنزلت ولم يؤمنوا بها، لنزل بهم العذاب العاجل كما وقع بقوم صالح لما اقترحوا عليه إخراج ناقة عشراء، وبراء، جوفاء، من صخرة صماء، فأخرجها الله لهم منها بقدرته ومشيئته، فعقروها: {وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا} [7/ 77]، فأهلكهم الله دفعة واحدة بعذاب استئصال، وذلك في قوله: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً} [17/ 59]، وبين في مواضع أخر أنه لا داعي إلى ما اقترحوا من الآيات، لأنه أنزل عليهم آية أعظم من جميع الآيات التي اقترحوها وغيرها، وتلك الآية هي في هذا القرآن العظيم. وذلك في قوله: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ} [29/ 51]، فإنكاره جل وعلا عليهم عدم الاكتفاء بهذا الكتاب عن الآيات المقترحة يدل على أنه أعظم وأفخم من كل آية، وهو كذلك ألا ترى أنه آية واضحة، ومعجزة باهرة، أعجزت جميع أهل الأرض، وهي باقية تتردد في آذان الخلق غضة طرية حتى يأتي أمر الله. بخلاف غيره من معجزات الرسل صلوات الله عليهم وسلامه فإنها كلها مضت وانقضت).أضواء البيان - (1/ 477)

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015