والكتاب له أسلوب عال في السياق أسلوب عال، هذا الأسلوب الذي كتب به السيد كتابه قد يظن بعض الناس بادئ بدء من بعض العبارات أن فيها شركا أو أن فيها قدحا في الأنبياء أو أن وأن .. ، ولو أعاد النظر في العبارة لوجدها أسلوبا أدبيا راقيا عاليا لكن لا يفهم هذا الأسلوب إلا من تمرس في قراءة كتابه، والكتاب [كلمة غير واضحة] لايخلو من ملاحظات كغيره لا يخلو من ملاحظات و لا يخلو من أخطاء لكن في الجملة أن الكاتب كتبه منطلق غيرة وحمية للإسلام، والرجل هو صاحب تربية وعلوم ثقافية عامة وماحصل منه من هذا التفسير يعتبر شيئا كثير [الجملةالسابقة غير واضحة] فيؤخذ منه بعض المقاطع النافعة والمواقف الجيدة والأشياء التي أخطأ فيها يعلى [غير واضحة] عذره قلة العلم وأنه ليس من أهل التفسير لكنه صاحب ثقافة عامة وعباراته أحيانا يفهم منها البعض خطأ لأن أسلوبه فوق أسلوب من يقرأه، فلو أعاد النظر مرارا لم يجد هذه الاحتمالات الموجود وإنما هو أسلوب من الأساليب العالية التي يتقاصر عنه فهم بعض الناس فربما أساء الظن، والمسلم لا ينبغي [كلمة غير واضحة] على وجود المعايب، فليأخذ الحق ممن جاء به، ويعلم أن البشر جميعا محل التقصير والخطأ، [كلمة غير واضحة] والعصمة لكتاب الله و لقول محمد صلى الله عليه وسلم، ماسوى الكتاب والسنة فالخطأ محتمل فيه لاسيما من إنسان عاش في مجتمعات لها مالها وسافر للغرب سنين وإلى آخره، لكن كفانا منه ماوجد في هذا السفر من بعض المقاطع والكلمات النافعة التي لو قرأها الإنسان مرارا لرأى فيها خيرا كثير.
السائل: أحسن الله إليكم هذا يعقب على كلامكم قبل قليل عن تفسير سيد قطب وهل معناه الدعوة إلى قراءته من قبل المبتدئين في طلب العلم؟
المفتي: والله أنا أقول طالب العلم إن قرأ به يستفيد، الطالب بيميز [غير واضح]، طالب العلم إذا قرأ في بعض المواضع حقيقة بعض المواضع فيها كتابا جيدا، [غير واضح] الأخطاء ماأقول مايسلم من الخطأ، لكن ينبغي الإنصاف والاعتدال وأن لا نحمل ألفاظه فوق مايحتمله، مانحمل الألفاظ فوق ماتحتمله، ولانسيئ الظن.
والرجل له جهاد تعلمون أنه استشهد أو قتل شهيدا رحمه الله، وله كتب كان فيها أخطاء فتراجع عنها، لأن القرآن ربما كتابة تفسير القرآن عدلت منهجه السابق، والقرآن لاشك أن من اعتنى به وأكثر من قراءته ينقله من حال إلى حال.
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[10 May 2009, 05:32 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول , أما بعد:
فإن مسار الحديث أخذ ينحرف عن جادته التي رسمتها له في مقالي ... وهذا الإغراق في جانب الحكم على سيد - عقائديا - يبعدنا عن المقصود مع قلة فائدته وعزة الإنصاف فيه من الفريقين محبي سيد وشانئيه إلا من رحم الله .. أما ما ورد من مصطلح التكفيرين في بعض الردود فلعمرو الله إنه لمصطلح فضفاض يدخل فيه المحق والمبطل من غير تمييز .. وقد قرر ابن حزم وغيره أن أكثر نزاع الناس من جهة الإجمال في الألفاظ .. ولشيخ الإسلام كلام نفيس في تبعض الحق بين المتنازعين في أكثر الأحيان تجده في اقتضاء الصراط .. فكم من قول باطل قد تضمن بعض الحق أو دليلا يقتضي بعض الحق فيأتي المنازع فيرد الباطل ويرد معه ما فيه من حق إما غفلة وإما عصبية فيكون هذا مبطلا في الفرع كما كان ذاك مبطلا في الأصل ... ولا أعرف لماذا تستحضر كل خطيئات سيد تفصيلا بل وما تفرع عن فكره من توجهات مختلفة كلما مر ذكره بينما لا يفعل ذلك مع غيره من العلماء فهاهو الطاهر بن عاشور يقع في تفسيره في تأويلات باطلة ومع ذلك لا نجد الحرج نفسه عند الإشادة بتفسيره والرازي من قبله الذي كان أقرب للتجهم وقرر قانون التأويل في أكثر من موضع في تفسيره بل وقرر كل بدع الأشاعرة وأوجب تعلم السحر وشيخ الإسلام أشار لردته ولم يجزم برجوعه عنها ومع ذلك لانجد غضاضة من مدح تفسيره مع الاكتفاء بالإشارة المجملة لضلال معتقده .. وغير هؤلاء كثير .. بل الزمخشري الذي فض بكارة علم البلاغة القرآنية كان معتزليا متصلبا ولم يمنع ذلك كل من جاء بعده من الإفادة منه بل كتابه لعله أكثر الكتب تأثيرا في علم التفسير لمن جاء بعده .. أين ما وقع فيه سيد مما وقع فيه هؤلاء؟ ... أما مسألة وحدة الوجود فنسبتها لسيد من أعظم الظلم والإفتراء فله مواضع يصرح فيها ببطلان وحدة الوجود بالإسم .. وما فهمه بعضهم من كلامه في سورة الإخلاص فمحض تكلف يدركه كل من وقف على كلام سيد ولم يبتره من سياقه ... ولا أريد الإسهاب في الدفاع عن سيد لئلا يفهم مني تبرئة ساحته من كل خطأ بل له عبارات ما كنا نتمنى صدورها منه وكان له موقف من ذي النورين تمنينا لو تاب منه أو رجع عنه قبل فاته والله أعلم بحاله ومآله .. لكن الذي نجزم به وندركه إدراكا واعيا أنه كان طودا شامخا في مقاومة العلمنة - داء العصر - وكان خبيرا بالضلالات العصرية ضليعا في الرد عليها حتى دفع حياته ثمنا لقوله الحق فيها وله في تجلية أهداف الإسلام الدعوية ومراميه الإصلاحية مالم يتفق لغيره .. وإلى هنا أرى لزاما أن أطرح الحديث عن الحكم على سيد وأرجع لما قلت في البدء من أن حصره في لقب الأديب ظلمه وظلم تفسيره .. وكفى .. بارك الله في جميع المشاركين ونفعنا بما كتبوا
¥