في قوله تعالى: (قَدْ كَانَ لَكُمْ ءايَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ (13) آل عمران.

وهي فئة قائمة تقاتل فئة المؤمنين، وعلى ذلك كان ثبات ألفها.

وجاء اسم الفاعل: "كفَّار"؛ بصيغة المبالغة في خمسة مواضع؛

في قوله تعالى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَوا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) البقرة.

وفي قوله تعالى: (وَءاتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) إبراهيم.

وفي قوله تعالى: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3) الزمر.

وفي قوله تعالى: (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) ق.

وفي قوله تعالى: (إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِرًا كَفَّارًا (27) نوح

فصيغة المبالغة دالة على كثرة الأخذ بالكفر والاستمرار عليه، حتى يلاقي الله تعالى بكفره، فثبتت ألفه لأجل ذلك.

و"فاجرًا" مثل كفار في ثبات ألفه؛ فهو باق على فجوره ومندفع فيه، ومستمر عليه.

أما "الكافرون" بصيغة جمع المذكر السالم المرفوع فقد ورد في ستة وثلاثين موضعًا؛

كما في قوله تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) المائدة

و"الكافرين" بصيغة جمع المذكر السالم المنصوب أو المجرور في ثلاثة وتسعين موضعًا؛

كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) المائدة.

وفي قوله تعالى: (أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) البقرة.

وحذف الألف فيهما جارٍ على قاعدة تساوي أفراد الجمع، وعدم تميز بعضهم عن بعض يستوجب ثبات الألف إلا بقرينة تدل على ذلك، لأن الجمع يوحد بين أفراده، ويساوي بينهم.

وقد ذكر "كُفَّار" بصيغة جمع التكسير؛ في واحد وعشرين موضعًا؛ تسعة عشر بالرفع؛

كما في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) البقرة.

ومرة في حال النصب؛

في قوله تعالى: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ (109) البقرة.

ومرة في استفهام تقريعي؛

في قوله تعالى: (أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) القمر

الكُفَّار في كل المواضع التي ذكروا فيها؛ هم الذين داموا على كفرهم في الحياة الدنيا، أو ماتوا عليه، أو بعثوا لحسابهم على الكفر الذي كان منهم. وعلى ذلك ثبتت الألف فيها.

وحذفت ألف " الكُفَّار" في موضع واحد في حالة الرفع؛

في قوله تعالى: (وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42) الرعد.

سيعلم الكفار ذلك بعد انتهاء كفرهم، وسقوط أعمالهم وبطلانها؛ فلا أحد يكفر يوم القيامة، وقد عاينوا بأعينهم ما كفروا به من قبل، وعلى ذلك حذفت الألف في هذا الموضع الوحيد.

وردت "الكوافر" بصيغة جمع التكسير لكافرة مرة واحدة؛

في قوله تعالى: (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ (10) الممتحنة

الكوافر؛ هن القائمات على الكفر، المستمرات عليه، فجاء النهي عن التمسك بهن؛ فثبتت ألفها لأجل هذا الاستمرار منهن.

أما "كفَّارة" بالتأنيث فقد وردت أربع مرات؛ ثبتت الألف في واحدة منها؛

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015