عرض كتاب (النظر في القرآن: Penser le Coran) أحمد بابانا العلوي

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[30 صلى الله عليه وسلمpr 2009, 11:02 م]ـ

من وحي القرآن: قراءة في منهجية فهم الخطاب القرآني

أحمد بابانا العلوي

Penser le Coran

المصدر: موقع الملتقى للإبداع الفكري ( http://almultaka.net/ShowMaqal.php?module=8848fd4660810f52ae0c7fdead1e4 2a9&cat=1&id=657&m=b233f4e683ec1784f3e17c3a0f3c587f)

صدر عن دار النشر الفرنسية "غراسي Grasset" كتاب "النظر في القرآن" أو بالأحرى "من وحي القرآن" Penser Le Coran " للمؤلفين " بهجت النادي وعادل رأفت" المشهورين باسمهما المستعار ""محمود حسين ""منذعقد الستينيات من القرن الماضي ...

وقد صدر للمؤلفين عن نفس الدار سنة (2005و2007) كتابا في جزئيين حول سيرة الرسول عليه السلام كما رواها أصحابه صلى الله عليه وسلمl Sira. Le Prophète de l’Islam raconté par ses compagnons) 2 vol – 2005-2007)

والكتاب الصادر مؤخرا يصب موضوعه حول دراسة القران الكريم ضمن منظور أو منهجية " القراءات Lectures " وهي طريقة تقارب النص وتبحث في طواياه عن ما تحمله الألفاظ والمعاني من دلالات وأحكام بغية الاستفادة منها في وضع تصورات أو الدفاع عن رأي أو مذهب.

ومن جملة هذه القراءات الحديثة في هذا الباب تجدر الإشارة إلى دراسة محمد أركون " Lecture du Coran" الصادر سنة 1982 وكذلك دراسة المفكر التونسي محمد الطالبي ( réflexions sur le coran ) الصادرة سنة 1989.

وإذا كان "أركون" يستعمل المناهج الغربية لمقاربة النص القرآني فان الطالبي على العكس تماما يجعل من المنهج الإسلامي أداته للكشف عما كمن أو أشكل في آي الذكر الحكيم.

ويمكن أن ندرج كتاب (محمود-حسين) ضمن هذه القراءات الحديثة التي تتأثر بمناخ الصدام بين الإسلام والغرب.

وقبل أن نشرع في تناول ما يتضمنه الكتاب من أفكار، أود أن أقف قليلا للتمعن والتأمل في المعاني الدلالية والمعرفية والمنهجية التي توحي بها دراسة القران الكريم للذين ""يتدبرون""، ويتفكرون، ويتأملون معانيه ويتبصرون ما فيه ...

يرى العلامة حسين فضل الله بأن التدبر هو أخذ الشيء والنظر في عواقب الأمور، والفرق بين التدبر والتفكر هو أن التدبر تصرف في العواقب، والتفكر تصرف القلب بالنظر في الدلائل ... ((أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كبيرا)) (سورة النساء -82)

اختلافا بمعنى تناقضا في معانيه وتفاوتا في بيانه ومتانة أسلوبه. والاختلاف المخالف أي أن يأخذ كل واحد طريقا غير طريق الأخر في حاله أو في قوله ...

وقال الطبرسي، الاختلاف هو امتناع أ حد الشيئين أن يسد مسد الآخر فيما يرجع إلى ذاته، كالسواد الذي لا يسد مسد البياض، فكلام الله لا يمكن أن يكون موضع للاختلاف والتنافر، والتنافي، بل هو الذي يصدق بعضه بعضا، ويبن أوله آخره، وآخره أوله. وينبغي أن ندرس القرآن ونتدبر في مدا ليله فقد نزل في حالات متباينة، وأوضاع مختلفة، وتعرض لاكثرمن موضوع وقضية، وربما تعرض للقضية الواحدة أكتر من مرة واحدة في أكثر من مناسبة ...

فلا بد إذن من التعمق في معانيه لئلا يتوهم القارئ وجود اختلاف فيما ليس فيه اختلاف: كالذي يقرأ بعض الآيات التي ظاهرها الجبر في مقابل بعض الآيات التي يظهر منها حرية الاختيار أو التجسيم من عدمه، وهكذا فيما اختلفت فيه أساليب التعبير، فقد يطلق اللفظ الظاهر في معنى، بحسب أصل الوضع ويراد به المعنى الآخر على سبيل الكناية والمجاز، بسبب بعض العوائق العارضة للفظ عن معناه الحقيقي، وذلك كما في الآيات التي تتحدث عن وجه الله ويده التي هي كناية عن ذاته، وقدرته ونعمته فيتوهم البعض أنها تعبر عن العضو الجسدي الخاص، فيذهب إلى التجسيم ونحو ذلك ...

فلابد اذن من أن نتعلم بأن للفظ العربي قواعد معينة مضبوطة في طريقته في التعبير عن المعنى، فلا يجوز إغفالها فيما نريده من فهم الكلام القرآني لكي لا نقع في الخطأ الناشئ عن عدم التدبر'' (1) ومن هدا المنطلق لابد من التدقيق في الأبحاث على أساس معرفة دقيقة بقواعد اللغة العربية، وحركة العقل السليم، تجنبا لكل انحراف وقصور في فهم معاني كتاب الله العظيم.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015