وكان يجب وضع مفهوما للتفسير مؤصلا قرءانيا قبل الشروع بالمناهج او التفسير، فهل التفسير هو؛ البيان؟ ام التفصيل؟ ام التأويل؟ ام الكشف والايضاح؟ ام هو ليس جميع ذلك فما هو اذا؟
وكان يجب قبل الشروع في تناول مناهج التفسير او التفسير ذاته، طرح تصور لمستوى القرءان التفسيري، اي؛ هل هو؛ تفسير، ام مُفََسَر، ام مُفَسِر ام هو ليس تفسير ولامُفَسَر ولا مُفَسِر، فهو لايُفسِر بذاته وينبغي اذا ان يُفَسَر، ومن هو المُطالب بالتفسير؟ هل انه الله؟ ام انه القرءان الذي اودع الله فيه تفسيره؟ ام انه الرسول ام اتباع الرسول؟ ام المفسرين المختصين؟ ام كل احد له الحق بالتفسير؟ وهل اطلق الله التفسير للجميع ووضع شروطا من لدنه؟ ام بغير شروط؟ ام لم يفوض احدا غير الرسول وخاصة الخاصة؟
وهل اذن الله بهذا التفسير الذي يقدمه البشر او امر به ام هو جهد اعتباطي؟ وان لم يكن فما هو اذا؟
ومن هو المطلوب له ان يُفَسَر هل هو القرءان ام الانسان ام فهم الانسان؟
فهل نحن نسير بالاتجاه الصحيح ام انقلبت الءاية؟
وهل القرءان يخلو من مناهج التفسير واصوله لذلك لابد ان نستعير له المناهج واصول التفسير من خارجه ام انه كفيل بتلك المناهج والاصول؟
واين نجد المنهج ومن اين نستمده ان كان من داخل القرءان او من خارجه؟ هل القرءان يخلو من ذلك المنهج وهل ينبغي ان نضع المنهج من خارج القرءان ام من ذات القرءان؟ فقبل الحديث عن المنهج والخلل في المناهج او خلل المنهج ينبغي الاجابة على تلك الاسئلة؟
جميع تلك الاسئلة اساسية وشرعية قبل الشروع والحديث عن التفسير ومناهج التفسير،
وجميع تلك الاسئلة تحتاج اجوبة بارزة وصريحة، في حين اننا لانجد لها اجوبة لدى المفسرين، او الناقدين او الباحثين، ولكن الذي نجده في الواقع هو دس اجوبتها في التراب وعدم امساكها بقوة فضلا عن عدم امساكها ولو بهون،
ولعل من اغرب المفارقات ان الكاتبة وقعت في نفس المفارقات ونفس الاشكالات التي طرحتها ولم تتجاوز التناقضات الطاغية وليست السائدة وحسب، ولم تتقدم اي خطوة للامام بحسب تصورها - ربما - او تصور القارئين لها،
لقد وصف الله كتابه انه؛ الاحسن تفسيرا، اي هو ليس مجرد التفسير وانما هو الاحسن المطلق والذي ليس بعده تفسير والذي بعده ليس الا الذي ضد التفسير، ووصفه بانه المبين، والمبيّن، والبيّن، والمفصل، وتفصيلا، وعربيا، وبلسان عربي، وجميع هذه الاوصاف تم تجاهلها وضربها عرض الحائط وبمنتهى التناقض والغرابة، ولم يُلتفت اليها ولم تتخذ ركيزة من قبل اهل التفسير قديما وحديثا ومن قبل مناهج التفسير واصوله، بل اتخذ عملهم ركيزة ومنطلق نقيض لتلك الاوصاف ضمنا وليس تصريحا، ونجد مصداقية زعمي هذا في اننا لانجد اي ثمرة او مفاعيل لتلك الاوصاف التي اطلقها رب العزة ورب البيان العربي على كتابه في ماهية عمل ونتاج المفسرين فعملهم هو بالضد لتلك الاوصاف، وبما يؤدي الى خلو القرءان وافراغه من ذلك التوصيف لنفسه وليُلبَس عليه بالنتيجة اوصاف مناقضة لتوصيفه لنفسه هو، وهي؛ ليس هو التفسير، وهوغير المُفَسَر وغير المُفَسِر، وغير العربي، وبغير اللسان العربي، والمتداخل غير المفصل، وغير المبين،
ان التفسير البشري وزعمه هو ببساطة نقض لكلا من كون القرءان تفسيرا، وكونه مُفَسِرا، وكونه مُفَسَرا، وهو ببساطة يشير بكون القرءان مُختَصَرا ومُعَوما ومُلتبِسا غير مُفَصلا ومطلقا لزم تقييده ومقيدا في جهة اخرى ولزم من يطلقه، ولايجد لاي من يطلق هكذا حكم على القرءان بالضمن والنتيجة - وليس بالتصريح - اي سند من كتاب الله بل هو يناقض القرءان مناقضة تامة وصارخة، كما وان التفسير هو حكم بكون القرءان محجوبا ومشكلا وكونه لايمكن فهمه ذاتيا باللسان العربي وباللسان الذي يسر الله به القرءان، ويمثل التفسير نقل القرءان من عربيته ومن لسانه العربي الى لسان اخر هو ليس لسانه ولا عربيته بل نقله بعد اعجامه وافراغه من عربيته واضفاء اللغو البشري اليه،
¥