فما هو هذا التصور المعين لاصول العلم ومبادئه الاساسية؟ لماذا هو معين بغير تعيين منها؟ وهل هو مُتفَق على تعيينه سلفا؟ ام هل هو معين بتصور الكاتبة؟ كان يجب على الكاتبة ان تضع نبذة ولو مختصرة حول هذا التصور بحيث لايبقى هلاميا او وفق تصور الكاتبة او تصور ذو غبش او تحار به الظنون، او بالاحرى لانجد لهذا التعيين اي حقيقة على ارض الواقع،
ستظل مثل هذه الاطروحات النقدية هزيلة ولاتتعدى الحديث عن الاشكال والعورات التفريعية وستظل عاجزة عن تقديم اي ثمرة قراءية قرءانية او ثمرة في التحليل المناهجي وستظل تدور في حلقة مفرغة بسبب مايعتور نظرتها السطحية التي تقبل بها على القرءان، وستظل تلحق بالنظرات التفسيرية الروائية القديمة المتهالكة، التي تهدم ولاتبني وتؤخر ولاتقدم ولايمكن تصنيفها سوى لغو في كتاب الله وحسب،
والسؤال الذي لم يطرحه المفسرون ولم تطرحه الكاتبة والذي لم يعد يطرح نفسه هو؛ هل لعمل المفسرين تاصيل من كتاب الله؟ فمن اعطاهم وظيفة التفسير وصلاحيته ونيابة حديثهم عن الله وباسم الله؟ من فوضهم بتفسير كلام الله؟ او هل اذن الله وامر ان يقوم طائفة من الناس بتفسير كلام الله وتقديمه على انه ليس مُفسَر او انه ليس تفسير؟ فهل جعل الله مراده في حجاب ثم لياتي مفسرين يزيلون الحجاب ويبين مراد الله من كلامه او لم يجعل الله خطابه لخلقه مباشرا لايفهمه الا اقل القليل فكانوا هم القليل الذين يقدمون دلائل - كما يسمونها " معاني "! - كلام الله فوجب ان تمر عن طريقهم؟
لقد ادخلت الكاتبة ثلاث مكونات غريبة على القرءان وجعلت منها مكونا وطرفا في تقديم وفهم القرءان لقاريء القرءان هي؛ الأصول والمنهج والمُفسِر؛
اقتباس:
تصاغ منها أسس منهجية تساعد المفسر على عرض معاني الآيات و ما تحمله من أحكام وما تكتنزه من دلالات ....
فحيل بين القرءان ومن يقرأه بهذه الوسائل او بالاحرى الحجب، ومع اقرراي بوجود حجب تحول بين القرءان وبين طرفا من الذين يتلونه الا انها ليست الحجب التي قدمتها الكاتبة او قدمها المفسرون، وانما هي حجب اشار اليها الله في كتابه صريحة ومن غير لبس ومن غير حاجة الى تفسير المفسرين او بالاحرى حجبهم الاضافية، وقدمت على ان الخلل في هذه الكونات يؤدي الى الخلل في العملية التفسيرية وفاتها ان تلك المكونات هي ذاتها الخلل باكمله للتفسير، فهي مكونات ليس لها اي اصل في كتاب الله، كما ان منهج قراءة كتاب الله حاضرة وبقوة في ذات كتاب الله وليست متعلقة بمناهج المؤصلين والمفسرين المزعومين والتي هي اضفاء بشري مقطوع الصلة بكتاب الله المبين،
ولقد اشارت الى مدى الخلل الواضح في التراث التفسيري بقولها:
والناظر في التراث التفسيري، يمكنه بوضوح أن يلحظ مدى الخلل الموجود فيه بسبب عدم التوازن بين المكونات الثلاثة.
ولكنها لم تجد ان التراث التفسيري يعتوره الخلل ليس في تفاصيله وركامه الهائل على حساب كتاب الله وحسب، وانما لم تجد ان التراث التفسيري باجمعه خطأً من حيث التاصيل و نقطة الانطلاق وركيزته ومن حيث التفصيل،
كان من اللازم واشد صرامة قبل الشروع في الحديث عن اصول التفسير ومناهج التفسير اوفي التفسير، كان اللازم الحديث عن مفهوم التفسير وتاصيل مفهوم التفسير تاصيلا اساسيا واصيلا وجذريا ومن ذات القرءان، فلا ينبغي الحديث عن الموضوع ومتعلقاته والذي يدور حول التفسير بمفهوم عمومي وضبابي وغير مؤصل له ذاتيا واولا وقبل اي شيء، وجميع الذين يتحدثون عنه نجد انهم غير مدركين لدلالته واشارته كما ورد في القرءان الكريم، بل ويتجنبون عن وعي وغير وعي الحديث عن مفهوم التفسير تاصيليا وقرءانيا ذاتيا، فنتج لدينا بالحقيقة مفهومين للتفسير: الاول هو مفهوم القرءان للتفسير والاخر هو مفهوم المفسرين للتفسير، ولست ارى اي تماثل بينهما بل ان لكل منهما خاصته ولايتفقان سوى بالصيغة او بمبنى الكلمة دون دلالتها،
ان جميع الذين يفسرون ويتحدثون حول التفسير يجعلون منه قرينا ورديفا ومساويا لمفهوم كل من؛ البيان، التاويل، التفصيل، الكشف، الايضاح!!!!
¥