ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 صلى الله عليه وسلمpr 2009, 06:09 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

اطلعتُ على مقالة قيمة بعنوان (قضية للنقاش: إشكالات في منهج التفسير للباحثة فريدة زمرد (*)) وقد لفتت الباحثة النظر إلى الخلل الواقع في الدراسات المطبوعة والمنجزة حول مناهج المفسرين. والتي اقتصرت على الجانب الوصفي لصنيع المفسرين في مؤلفاتهم. ولم تتوقف عند المنهج وعلاقته بأصول التفسير واستنباط المنهج استنباطاً يؤصل للمنهجية الصحيحة في تفسير القرآن الكريم. وقد طرحت في مقالها هذه القضية وغيرها للنقاش، فرأيتُ نقل الحوار هنا لعله يحظى بتعقيبات مفيدة من قبلكم وفقكم الله. وهذا نص مقالتها.

من المسلمات المنهجية في مجال علم التفسير أن المنهج التفسيري يجب أن ينشأ نتيجة تصور معين لأصول هذا العلم ومبادئه الأساسية، ذلك أن مناهج التفسير ليست سوى مظاهر عملية لتلك الأصول والمبادئ، أو هي صورة تطبيقية تعكس وعي المفسر بتلك الأصول، ومدى احتكامه إليها، وكيفية تطبيقها على التفسير، ومن ثم فإن العملية التفسيرية تتكون من أصول نظرية عامة تصاغ منها أسس منهجية تساعد المفسر على عرض معاني الآيات و ما تحمله من أحكام وما تكتنزه من دلالات. .

هل أصول هذا العلم ومبادئه الأساسية متفق عليها عند جميع المشتغلين بهذا العلم؟

هذه المكونات الثلاثة: الأصول والمنهج والمفسر هي التربة الحاضنة لأي عمل تفسيري، وأي خلل في العلاقة بينها، يؤدي حتما إلى خلل في العمل التفسيري قد تتباين مظاهره بحسب نوع الخلل ومداه ..

هل هناك معيار للتوافق بين الأصول والمنهج والمفسر؟

وهل يمكن أن يكون هناك خلل بين المفسر ومنهجه في التفسير؟

ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[30 صلى الله عليه وسلمpr 2009, 11:38 م]ـ

[ align=center]

...

إن معظم الدراسات التي أنجزت في تحليل مناهج التفسير والمفسرين، لم تتعد الوصف القائم على رصف النصوص والشواهد، وغاب فيها:

التحليل العميق القائم على استنباط آليات المنهج التفسيري من بين ثنايا تلك النصوص والشواهد.

والنقد والتمحيص القائم على الاحتكام لأصول هذا العلم وقواعده، نظرا للعلاقة العضوية بين الأصول والقواعد والمنهج.

ولعل من أغرب المفارقات في مجال البحث الأكاديمي في الدراسات القرآنية وفي التراث التفسيري على الخصوص، أن أغلب ما أنجز منها متعلق بدراسة مناهج المفسرين (هناك قوائم تحصي هذه الأبحاث بالمئات)، ومع ذلك فإن معالجة هذه الإشكالات لم تتم، بل ربما ـ حسب ما تم الاطلاع عليه ـ لم تثر أصلا.

.

جزاك الله خيرا يا أبا عبدالله. وهو مقال ينبغي على كل طالب علم متخصص في العلوم الشرعية الا يغفل عن تأمل مقاصده.

والحقيقة ورغم أني مشرقي، إلا أن الدراسات في المشرق -رغم كثرتها الطافحة- لا تتجاوز ما انتقدته الكاتبة، وهي محقة، (حاشا بعض الدراسات الجادة التي تتعرض في عمقها لمناقشة وعلاج الإشكالات الجوهرية، أو على الأقل إثارتها عل من يتبناها مستقبلا).

وفي ذلك خلل منهجي كبير غفل أو تغافل عنه الكثيرون رغم المستويات الأكاديمية العليا والمرموقة التي يحتلونها؛ مما نجم عنه إسهال كمي، انعكس في نتيجته بتكديس المكتبات وإثقالها بوصفيات لا تساوي في قيمتها العلمية الحبر والورق المخصص لها.

وفي المقابل لا حظت واقعاً وخاصة في الدراسات المغاربية اهتماما منقطع النظير بالمنهج، يستعين نعم بالوصف ضرورة، إلا أنه يثير الإشكالات متعمقا في الدراسات، وصولا للمعالجات وما يصاحبها من مقترحات.

وهذا لا يعني عدم وجود شيء مما ذممناه في الصنف المشرقي، أبدا هو موجود، ولكنه يساوي القليل الذي حمدناه فيه.

قد يكون التأثير الأندلسي، والاحتكاك بالمنهج الغربي، له تاثيره في ذلك، ولكنه تأثير منهجي علمي ايجابي محمود.

فالنقد والتمحيص القائم على الاحتكام لأصول العلم وقواعده، نظرا للعلاقة العضوية بين الأصول والقواعد والمنهج- على رأي زمردة- مهم جدا، تخلصنا من حالة استجرار المعلومات الثرية أصلا، المملة طرحا، للخروج بدراسات علمية شرعية، تسمو وسمو الخطاب السماوي، وتسهم بدورها في العمران البشري، محققة الشهود الحضاري، معززة الخلافة الحقة كما أرادها الله لأكرم خلقه.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 صلى الله عليه وسلمpr 2010, 06:11 م]ـ

هذا الذي دعاني لنقل المقال في البدء أخي أبا عمر، ولعله يأخذ حقه من التأمل والبحث لتلافي هذا القصور في تلك الدراسات مستقبلاً.

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 صلى الله عليه وسلمpr 2010, 09:45 م]ـ

لقد حظي هذا البحث بعمق وافر ينمّ على اطلاع واسع للحركة التفسيرية والحق يقال أن الكاتبة قد أصابت كبد الحقيقة بجميع نقاط المقالة قليلة الكلمات عظيمة المعاني

وإذا كان لا بد من قول فإنه بعيداً عن محور الاصول في علم التفسير والتي لا ينبغي عن إغفالها ورغم أهميّتها الركنيّة في علم التفسير إلا أن الركن الأهم والذي هو السبب الأصيل في ظهور وجهات مختلفة للتفسير هو المنهج أو الاتجاه. والذي يحتكم للظروف السياسية التي يعيشها المفسر بالأضافة الى احتياجات الامة القائمة على العرض والطلب في الزمن والمكان. فالمنهج ينطلق من اهتمام المفسر نفسه واتجاهه في التفسير. بل إنه هو الانطلاقة الأكثر اندفاعاً في ظهور ثورة التفسير ومحطاتها الكثيرة وأكلها المختلفة والتي لا يُستغنى عنها بالجملة. ابتداءً من ابن كثير وانتهاءً بسيد قطب وظلاله الوارفة.

ومما لا شك فيه أن اندفاعات التفسير ونتاجاته قد تأثرت سلباً بالمماحكات السياسية التي عصفت بالدولة الإسلامية في محطاتها المختلفة حيث أن رأي الخليفة أحياناً واتجاهه الفكري قد ساعد على قلب موازين المفسرين وإحجام بعضهم عن الكتابة وإيثار السلامة الى حين. وما قضية خلق القرآن وظهور الفكر المعتزلي والخارجي عنا ببعيد. ثم ظهور بعض المدارس التفسيرية المتطرفة مثل الفكر الخارجي والشيعي والاشعري والى غير ذلك من محطات ساعدت على تجميد حركة التفسير وإضعاف قوامها في بعض مربعات ساعة الزمن الذي عاشته أمة الاسلام. المقالة رائعة وفيها كثير من العمق حيث تحتاج الى إثراء وارف يليق بمقامها.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015