وكلانا متفقان على أن الله قد خلق كل شيء بقدر، وخلق كل شيء فقدره تقديرا، وأحسن كل شيء خلقه، وأحاط بكل شيء علماً، وأحصى كل شيء عددا.

خلقه محكم وكلامه محكم، وكلاهما يشهد للآخر.

وما يسمى بالعلم الحديث ما هو إلا اكتشاف لسنن الله وقوانينه التي أودعها الله في الكون، وإذا توصل العلم الحديث إلى إكتشاف جديد لسنة من سنن الله في الكون ووجدنا في القرآن إشارة واضحة إلى تلك السنة فلا غرابة فالخلق خلقه والكلام كلامه.

ولا يلزم أن كل كشف جديد لا بد أن نجد له إشارة واضحة في القرآن.

ثم إن ثبوت أن هذا القرآن كلام الله وأنه كتاب الهداية الأخير الموحى به لا يتوقف على موافقة هذه الكشوف لما في القرآن.

ونحن لو تأملنا تأريخ هذا القرآن وكيف آمن به كثير من البشر مع اختلاف لغاتهم وثقافتهم على مدى أربعة عشر قرنا من الزمان لأدركنا حقيقة أهم جوانب الإعجاز في هذا الكتاب والذي لا يزال هو المؤثر الأقوى والسبب الأكبر في قبول الناس لهذا الدين إلى يومنا هذا.

ولهذا السبب طرحت سؤالي في مشاركتي التي عنونتها بقولي " سؤال لأهل العلم فقط" وقد ضاقت بهذا العنوان صدور الكثيرين، وما كان لصدورهم أن تضيق لو أنهم حاولوا فهم ما أرمي إليه من السؤال الذي طرحته تحته وهو:

هل كان للرسول صلى الله عليه وسلم ما يشهد بصدق رسالته في نفوس الناس وواقع حياتهم؟

ثم أوضحته بقولي:

أما السؤال فلعلي أقول ما قد يجعله أوضح مما هو عليه.

هل كان للرسول صلى الله عليه وسلم ما يشهد بصدق رسالته في نفوس الناس وواقع حياتهم؟

السؤال عن مضمون الرسالة وليس عن ما كان يتحلى به الرسول صلى الله عليه وسلم من أخلاق فاضلة تدل على صدقه فيما يخبر به.

ثم أوضحته مرة ثالثة بقولي:

هل للقضايا الرئيسة التي تضمنتها الرسالة ما تستند إليه في نفوس المدعوين وواقع حياتهم؟

ولعل بعض الإخوة أحجم عن الاجابة ظناً منه أنني إنما وضعت السؤال من أجل الاختبار أو نحوه من الأمور.

وإنما أردت أن أنبه إلى أن الإجابة على هذا السؤال سترينا جانب الإعجاز الحقيقي المؤثر في البشر في كل زمان ومكان والذي دعاهم إلى قبول القرآن والتمسك به حتى ولو كان ثمن ذلك أن تزهق أنفسهم أو تصادر أموالهم وحرياتهم أو غير ذلك من صنوف الأذى.

بينما لو تأملنا أثر ما يسمى بالإعجاز العلمي أو الرياضي أو الهندسي أو العددي سمه ما شئت لو جدناه لا يقارن بالإعجاز الذي أشرت إليه بسؤالي.

إن الذين قبلوا الإسلام بناء على ما يسمى بالإعجاز العلمي يكادون يعدون على الأصباع وبعضهم في إسلامه دخن.

بينما الذين يقبلون الإسلام بناء على الإعجاز الحقيقي للقرآن المستند لما في نفوسهم وتأريخهم وتأريخ الإنسانية، أعدادهم تكاد لا تحصر كل يوم.

وفق الله الجميع لما فيه الخير.

وصلى الله وسلم وبارك على رسوله محمد.

ـ[ صلى الله عليه وسلمmara] ــــــــ[30 صلى الله عليه وسلمpr 2009, 06:36 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما

أخي الفاضل محب القرآن شكرا على رحابة صدرك و سعيك معي نحو فهم بعض من مرامي القرآن

أريد ان أسألك أخي تعليقا على قولك

وما يسمى بالعلم الحديث ما هو إلا اكتشاف لسنن الله وقوانينه التي أودعها الله في الكون.

هل بث الله تعالى أسرار القوانين التي تحكم الكون الدي قد يبلغه الانسان بعقله في آيات كتابه؟

و لعلك تقول بغير دلك و تدهب إلى القول أن توافق الآيات مع أعمق ما توصل إليه العلم الحديث أنه من باب كون الخلق خلق الله و الكلام كلامه ..

و طبيعي جدا أني سأجيب عن كلامك

ولا يلزم أن كل كشف جديد لا بد أن نجد له إشارة واضحة في القرآن. ثم إن ثبوت أن هذا القرآن كلام الله وأنه كتاب الهداية الأخير الموحى به لا يتوقف على موافقة هذه الكشوف لما في القرآن ..

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015