إن أهل الجاهلية عندما أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرسالة الإسلامية وجدوا أنفسهم أمام مفارقة ومقارنة ما بين القيم التي كانوا يعيشونها بالجاهلية (من وأد للبنات وتجارة العبيد وانتشار الفواحش وهضم لحقوق النساء وقانون الغاب السائد في سيطرة القوي على الضعيف ... ) وبين ما جاء الإسلام به من قيم رفيعة (العدل والمساواة والإحسان والقسط وحفظ الحقوق وجعل الناس سواسية كأسنان المشط وتبيان لنظام حياة عادلة حسنة إصلاحية ... )

فكان تعطش أهل الجاهلية (خصوصا منهم الضعفاء) لهته القيم الإنسانية هي من جعلتهم يؤمنون بالرسالة الإسلامية خصوصا في ظل معاناتهم من عنصرية الجاهلية وزعمائها .. إضافة إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو إلى شراء العبيد من أهل قريش لتحريرهم من الطغيان والعذاب فلم يجد الإخوة ملاذا فيه أمانا وعدلا كما وجدوه بالإسلام .. ثم وما روي عن الصحابة الكرام خصوصا سيدنا ابا بكر رضي الله عنه الذي اشتهر ببذله لماله في سبيل تحرير العبيد من أيدي الطغاه من أهل قريش ..

أيضا هناك نقطة اخرى وهي أن الإسلام لم يأتي لقبيلة بني هاشم وحدهم إنما هو دين يتصف بالعالمية .. دين للعالمين من رب العالمين مما نفى الشك عند القوم بأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يريد تزعم أهل مكة ... وبالتالي دين لا يطلب منهم أجرا ولا يعسر من حياتهم أمرا إنما ميسر لهم ودين للعالمين لكل إنسي و مضمونه الإصلاح في الأرض ... ولأن الإسلام فطرة بني الإنسان .. دخل قلوب المهاجرين والأنصار إلى أن شمل مختلف البقاع بجميع الأجناس والألوان والاعراق ...

فمن العنصرية القبلية والعبودية الوثنية والتقاليد الهمجية والحياة الجاهلية إلى حضارة عزز قوامها واعتلى مقامها وانتشرت في مشارق الأرض ومغاربها, بنور الإسلام الداعي لأسمى القيم واسمى المبادىء الإنسانية ..

إذن كل هته المواقف كشفت عن النوايا الحقيقية للإسلام لديهم .. هذا الدين العظيم الذي أقدم لأول مرة في التاريخ على إنشاء مجتمع واحد مختلط، وحياة واحدة مشتركة يقوم فيها الناس بمسؤوليات واحدة في حياتهم الدنيا مبنية على الإحسان والعدل والمساواة والتكافل الإجتماعي وجل القيم العظيمة بديننا الحنيف.

دين يدعو للإصلاح

والحمدلله رب العالمين

هل للقضايا الرئيسة التي تضمنتها الرسالة ما تستند إليه في نفوس المدعوين وواقع حياتهم؟

بانتظار الإجابة جزاكم الله خيرا

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 صلى الله عليه وسلمpr 2009, 09:47 م]ـ

الأخ الفاضل عبد الله جلغوم

يعجبني أسلوبك على مافيه من الحدة ولعل هذا من أثر اشتغالك بلغة الأرقام، على أي حال ليس قصدي من صيغة السؤال ما ذكرت إطلاقاً، فأنا أحترم الأخوة جميعاً، وأنا أعلم أنك تعرف الاجابة وهي سهلة ومباشرة وخطيرة في نفس الوقت لأنها ترد على المشككين في عالمية الإسلام، لكنك يبدوا لم تتأمل السؤال جيدا والدليل هي إجابتك التي كررتها مرتين.

أما أني سأنتظر حتى يأتي من يدق باب بيتي بالاجابة، فأقول سأنتظر حتى يأتي أحد أعضاء المنتدى الفضلاء ـ وأحسبكم كلكم كذلك ـ فيضع الاجابة مستنداً في ذلك إلى آيات الكتاب الحكيم وسنرى حينها أننا في كثير من الأحيان نتعجل الأمور ونكتب دون تأمل أو روية.

الأخ الفاضل بن جماعة

ليس في الأمر أي إحراج، وإذا كنت ترى أن طريقة طرح السؤال مستفزة فأنا لا أرها كذلك، بل إني أراها عادية جدا ولا يستبطن السائل إلا التقدير والحب للجميع.

الأخت الفاضلة أمة الله الرحمن

وفقك الله تعالى للخير وسدد أقوالك وأفعالك.

فكري في السؤال بطريقة أخرى وابحثي عن إجابة أكثر دقة فأنت تحومين حول الحمى.

ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[27 صلى الله عليه وسلمpr 2009, 02:05 ص]ـ

وأنا أعلم أنك تعرف الاجابة وهي سهلة ومباشرة وخطيرة في نفس الوقت لأنها ترد على المشككين في عالمية الإسلام.

[ color=#0000FF]

[color=#0000FF] الأخت الفاضلة أمة الله الرحمن

فكري في السؤال بطريقة أخرى وابحثي عن إجابة أكثر دقة فأنت تحومين حول الحمى.

أخي محب القرآن وفقني الله وإياك:

لا أخفيك أني هممت بالرد على سؤالك مذ رأيته قبل أيام، إلا أن شرطك، وما شعرت به -حينها - من درايتك بإجابته، حالا دون ذلك، أما وقد تيقنت وبدليل كلامك أعلاه، أن سؤالك موضوع لإجابة مسبقة ... ، فأبشرك أخي العزيز: أنه لن يرد عليه عالم في الملتقى وما أكثرهم، والسبب بسيط جدا، وهو أنهم يعطون العلم لمحتاجه.

ومن هذا المنطلق، فإني اتوجه إليك أخي الحبيب بنصح في إطار التوجيه الشريف المتمثل في الدين النصيحة، بإن تعدل في أسلوبك في الطرح، مع احترامي لشخصك الكريم، ولك أن تتصور كم أضعت على نفسك من الشكر والدعاء باجتنابك لطرح المعلومة التي علمكها الله؛ مباشرة وأفدت بها إخوتك من زوار الملتقى والأعضاء.

راجيا قبول نصح أخيك برحابة صدر، وطيب خاطر، وهذا ظننا بك، والله الموفق لكل خير.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015