تَخْسِيرٍ (63) وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64) فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْدًا لِثَمُودَ (68) ".

ونظرة إلى الآيات التالية من ذلك النص الطويل نسبيا تُرِى القارئ ما أريد أن أقول: "وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (58) وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (60) "، "فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْدًا لِثَمُودَ (68) ". فمن الواضح الذى لا تخطئه العين نَصُّ القرآن على أن العذاب والتدمير إنما كان محصورا فى الكافرين من قَوْمَىِ النبيين الكريمين ولم يَعُمَّ القومين كلهم أجمعين. وعلى هذا فمن الممكن، إن كان هناك شعر قاله أحد من ثمود، أن يرويه بعض هؤلاء الناجين. ولست أقصد أنه قد وصلنا شعر عن ثمود بالضرورة، بل كل ما يهمنى هنا هو أن كلام ابن سلام ليس بالصلابة التى يتخيلها المتخيلون كما هو بَيِّنٌ جَلِىٌّ. وكنت أقول لطلابى قبل ذلك: فليكن أن ثمود قد هلكت جميعا، أفلم يسمع بشعرها أحد من القبائل المجاورة لها فيرويه للأجيال التالية بعدما أَوْدَى أصحابُه؟ أليس من المحتمل جدا أن يكون بعض أبناء كل من عاد وثمود مسافرين حين فاجأ كلَّ قبيلةٍ العذابُ المهلكُ فلم يهلك مع سائر أفرادها؟ فهؤلاء وأمثالهم هم الذين يمكن أن يكونوا قد رَوَوْ ا لنا أشعار عاد وثمود. وهناك احتمال آخر، وهو أن بعض تلك الأشعار كانت مكتوبة، فلهذا بقيت بعد أن باد قائلوها، ثم ضاعت الكتابة بعد أن أدت دورها.

ثم إن ثمود (وقِسْ عليها عادًا) لا ترجع فى التاريخ إلى آلاف السنين قبل عصر ابن سلام كما ظن ذلك العالم الكبير، إذ أشار كل من الجغرافى والفلكى الإغريقى المتمصّر بطليموس (من أهل القرن الأول للميلاد) والمؤرخ الرومانى بلينى (من أهل القرنين الميلاديين الأولين) إلى قبيلة عربية اسمها "ثمود" كانت تعيش فى القرن الثامن قبل الميلاد، وهزمها سارجون الأشورى. وهذا الكلام متاح فى مادة " Thamud" بالمجلدالخامس من " صلى الله عليه وسلمncyclopaedia of the Qur'an: الموسوعة القرآنية" الصادرة عن دار بريل ( رضي الله عنهrill) فى هولندا. ونص الكلام كالآتى: " صلى الله عليه وسلم people called Tham?d are mentioned in non-صلى الله عليه وسلمrabian sources such as Ptolemy (Geography) and Pliny (Natural history). The earliest mention is in a list of tribes defeatedby the صلى الله عليه وسلمssyrian Sargon II (721-705 b.c.e.)". بل تذكر المادة المناظِرة بالمجلد العاشر من "دائرة المعارف الإسلامية: The صلى الله عليه وسلمncyclopaedia of Islam" فى طبعتها الجديدة الصادرة عن ذات الدار أنه كان هناك فى القرن الخامس وحدتان عسكريتان ثموديتان تخدمان فى الجيش البيزنطى: إحداهما فى فلسطين، والأخرى فى مصر. وهو ما يعنى أن ثمود لم تُبَدْ كلها فردا فردا كما وضحنا من قبل. وفى نفس المادة من " صلى الله عليه وسلمncyclopaedia رضي الله عنهritannica: الموسوعة البريطانية" (ط2008م) أن ثمود قبيلة أو عدة قبائل كانت معروفة فى الفترة الممتدة ما بين القرن الرابع قبل الميلاد إلى السابع منه. وفى مادة "صالح

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015