وتعضيه هذا منتهى الجحود ونكران الجميل! هذه اليد هذه من جعلها هكذا تمتد لتلقط الأشياء؟ الله عز وجل ولو شاء أوقفها سبحانه! الذي أعطى هذه هل أمدها إلى حرام؟ هل يجوز؟ يقول تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا (130) آل عمران) وأنا آكلها، يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ (29) النساء) وأنا آكلها؟ لا يجوز! أنا أعيش في نعمه سبحانه، أنا أعصيه بالأشياء التي أعطاني هو إياها، بنفس الأدوات!.
(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (9) الزمر) من هم أولو الألباب؟ ولماذا ورد اصحاب العقول الكبيرة في هذا السياق؟ الذين أدركوا حقيقة الدنيا، الدنيا ساعة مثل هذا المجلس، الذي يدرك حقيقة الدنيا هم أصحاب العقول الكبيرة (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ). هل ينسى أولو الألباب؟ يمكن أن ينسوا لكنهم يتذكرون (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) الذين حسبوها صح، من هم الذين حسبوها صح؟ لا يقولون لك إذا فعلت هذا فالناس تستغفلك، لا تفعل هذا، والقرآن يقول (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) فصلت) ثم يقول لك الناس لا تفعل هذا الناس سيضحكون عليك، سيستغلونك، وتصبح أحمق، انظروا المقاييس كيف تغيرت عندنا واختلفت! ولذلك نحن بحاجة لتصحيح مقاييسنا وأن نريد الأمور إلى نصابها، كيف؟ بالقرآن، بالتدبر في القرآن. هذا كله ونحن ما زلنا في أربع كلمات (بسم الله الرحمن الرحيم). لكن هل إذا قلت بسم الله الرحمن الرحيم مائة مرة وإذا لم أقرأ من القرآن خلال هذا الأسبوع إلا بسم الله الرحمن الرحيم والآيات التي ذكرناها هل تكفيني؟ نعم تكفيني لأنها كفيلة بأن تغير حياتي وكفيلة بأن تجعل حياتي لها طعم آخر. نحن اليوم في واقعنا نشتكي من قلة الرحمة ونلوم زماننا الذي نحن فيه وزماننا مسكين وإنما نحن المصيبة فيه
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا
نحن المشكلة وفاقد الشي لا يعطيه، الرحمة بالفقير والرحمة بالضعيف والرحمة بالخادم والرحمة بالمسكين.
المواقف الأخرى الله عز وجل قال عن نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء) إذا أردت أن أتبع خطوات الرحمة وأصير فعلاً رحيمة لأن هناك أناس قلوبهم جامدة ليس فيها رحمة يتمنى أن يصير رحيماً لكنه لا يقدر. ماذا أفعل؟ أحاول أن اصير رحيماً، كيف؟ أولاً أدعو الله سبحانه وتعالى واستعين به ولذلك سنأتي على (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) الفاتحة)، ثانياً أصر بالدعاء والإلحاح بالدعاء، ثالثاً اقرأ القرآن، ثم اقوم بأعمال البر للآخرين وخاصة الأشياء التي لا يراني فيها أحد أو يطلع عليها، مسح دمعة اليتيم، التربيت على رأسه، المشي في حوائج الناس، دعوني أخبركم بحديث رائع يقول فيه النبي عليه الصلاة والسلام "المسلم أخو المسلم" هذه أخوة مرة ثانية، الرحمة، من الرحمة، تقولين لا تستخق! أنت لا تفعلي الشيء لأن فلان يستحق أو لا، نحن هذه مشكلتنا، نقول فلان لا يستحق! نحن لا نفعل الشيء لأن فلان يستحقه أو لا يستحقه نحن نتكلم في النية، نحن نعمل عملاً لله لا يهمني إن كان صاحبه يستحق أو لا يستحق!. "المسلم أخو المسلم" يستحق أو لا يستحق، أحبه أولا أحبه، يعجبني أو لا أطيقه، بل على العكس. "المسلم أخو المسلم لا يظلمه" والظلم أنواع الظلم بالكلمة الظلم بالظن السيء الظلم بالاحساس، الظلم بكل شيء، "لا يظلمه ولا يسلمه" لا يبيع بالرخيص، هناك بعض الناس أهون شيء عنده أن يفرق صاحب عن صاحبه والإسلام دين الدعوة. "ومن كان في حاجة أخيه" أيّ نوع من الحاجة، لا نقول هذه تضيع وقتي! ّ "ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته" أنا اذهب أسعى لأحدهم في حاجة فيسعى الله تعالى لي في حاجة؟! الجزاء من جنس العمل، لا تقول أتعبتني ودوخت رأسي! "ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته" انظروا الجزاء العظيم!. "ومن
¥