من القوة في النهاية لا حول ولا قوة له إلا بالله، رأينا السيارات كأنها ألعاب أطفال والجبال والبنايات والشوارع هذا فعل الله عز وجل. فإذا الإنسان لا يدخل على الكون وهو مدرك حجم هذا الإنسان حجمه هو أنه ضعيف أنه لا يملك من أمر نفسه شيئاً إلا بما يشاء الله عز وجل حينئذ يدخل على الأشياء بخضوع وأرى والله أعلم أن المسليمن في السابق حين دخلوا على الكون في استكشاف الكون وفي الطبيعة كما سنرى في الايات القادمة دخلوا عليها بإسم الله ولهذا تحقق لهم ما لم يتحقق لغيرهم على الإطلاق لأن المؤمن يدخل بإسم الله وليس بنفسه. عرجنا في المرة السابقة أيضاً على لفظ الجلالة فقلنا أن كلمة (الله) هذه الكلمة أخواتي كلمة عجيبة جداً في كل ما فيها هي جمعت كل أسماء وصفات الله عز وجل، الله لفظ الجلالة فأصبح علماً عليه سبحانه لا يُطلق على أحد سواه. ويكفي حين الإنسان يقول كلمة (الله) يستعشر معانيها ويستشعر بعظمة الله عز وجل وبصفاته سبحانه. الأجمل من هذا أن مادة كلمة الله حتى في العلم الحديث في الطب وجد أحد الأطباء الألمان – وكنا قد ذكرنا ذلك في مرة سابقة - أنه في محاولته علاج بعض الأمراض النفسية وجد أن الإنسان حين تردد عليه أو حين ينطق بكلمة الله (ليس بلسانه فقط ولكنها خارجة من قلبه) يستشعر معانيها وتخرج من الجوف من داخل القلب وجد أن لها تأثيراً عجيباً على نفس الإنسان تصيبه بشيء من الراحة عجيب وفعلاً لو تجربي أختي أن تقوليها وليس المهم عدد المرات وإنما الاستشعار (الله، يا الله) تشعري بها وتعيشينها ستجدين أن النَفَس أحياناً الإنسان يصاب بضيق النفس خاصة لما يتضايق من شيء عندما تقولين (الله) تطلع من القلب وكل شيء يخرج معها. هذه الكلمة المعجزة هذا اللفظ العظيم اختاره الله سبحانه وتعالى لتكون الكلمة التي يدخل بها الإنسان على كتاب الله ويدخل بها على كل عمل (بسم الله).

ثم جاءت ودخلنا بعض الشيء في (الرحمن الرحيم). وسبحان الله أنه في سورة الفاتحة لم يذكر من أسماء الله إلا هذين الإسمين الرحمن الرحيم ولها دلالة عظيمة. ولم يختر الله سبحانه وتعالى مع لفظ الجلالة في البسملة إلا الله والرحمن الرحيم. معنى هذا الكلام أن كل ما في الكون كل شيء في الكون إنما هو من رحمة الله عز وجل (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ (45) الفرقان) حتى الظل كيف مد الظل (وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا) كل شيء برحمة الله. ولماذا قدّم الرحمن على الرحيم؟ تكلمنا في المرة السابقة أنه لو جئنا نتتبع كلمة الرحمن والرحيم في القرآن الكريم وهذا من مفاتيح التدبر أنه حتى أعرف ما معنى الكلمة بالضبط أو أن أعرف كيف أتدبر فيها أقوم بتتبعها في القرآن سأجد عجباً وأتمنى أن نعمل جدولاً في دفتر للتدبر نضع فيه كلمة الرحمن والآيات التي وردت فيها في القرآن والرحيم والآيات التي ورد فيها هذا الإسم. الرحمن الرحمن في الدنيا وهي الرحمة العامة وتقريباً معظم المفسرين قالوا أن الرحمن تعني الرحمة العامة التي شمل الله تعالى بها كل شي في هذا الكون، كل شيء يتحرك برحمته سبحانه وهي رحمة عامة لأنها مع الموجودات، مع الجمادات، مع الطبيعة، مع الشجر، مع الماء، مع الكواكب، مع المؤمن، حتى الكافر ولذلك تجد أن الكافر يعضي الله عز وجل ويتبغض إلى الله بالمعاي والآثام والذنوب ومع ذلك نجد أن الله عز وجل لا يقطع عنه التفس ولا الهواء ولا يوقف عنه الماء ولا يوقف الأجهزة التي تشتغل في جسمه، هذا من رحمة الله عز وجل. ولهذا جاء بكلمة (الرحمن). إذن بسم الله الرحمن. لماذا قدم الرحمن على الرحيم؟ هو نوع من التسليم أني أنا مهما فعلت ومهما قمت من أعمال وأفعال أتصور نها طاعات وعبادات وقربات إلى الله أنا في نهاية الأمر أدخل أريد أن أسأل الله سبحانه وتعالى بالرحمة التي شملت عباده فأنا شيء في هذا الكون. وهي ليست الرحمة الخاصة بعباده المؤمنين. إذن الرحمن هو نوع من إظهار الضعف والتسليم لله أنني يا رب شيء من هذه الأشياء في الكون حالي حال الجمادات (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا (7) غافر) فسعني برحمتك لأني أنا شيء من هذا الكون.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015