ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 صلى الله عليه وسلمpr 2009, 06:42 م]ـ
بدأت الدكتورة رقية العلواني سلسلة محاضرات بعنوان (مجالس تدبر القرآن) في البحرين منذ أربعة أسابيع في مسجد الشيخة حصة في منطقة عالي يوم الثلاثاء الساعة 4:45 عصراً وتنتهي عند أذان المغرب الساعة 6 والدعوة عامة للأخوات الفاضلات. (عذراً من إخواني الأفاضل) لكن حرصاً مني على أن يفت أحد منا مثل هذه المجالس اسمحوا لي أن أقدم لكن نص المجلس الرابع (يوم الثلاثاء الماضي) للفائدة:
المجلس الرابع
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أخواتي الكريمات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نواصل إن شاء الله معاً الحديث في تدبر سورة الفاتحة وما زلنا مع جملة (بسم الله الرحمن الرحيم) وبدأنا في المرة الماضية (بسم الله الرحمن الرحيم). كما تعودنا في كل مرة من المرات السابقة أن نبدأ الدرس إن شاء الله في التدبر بتجديد النية لله عز وجل وبدعائه سبحانه وتعالى أن يجعل عملنا وأن يجعل مجلسنا هذا من المجالس التي تحفها الملائكة وأن يجعل هذا المجلس المبارك خالصاً لوجهه الكريم وأن يجعل كل خطوة نخطوها لأجل حضور هذا المجلس تكتب لنا بها حسنة وترفع بها درجة وتحط بها سيئة ونكتب بها عند الله عز وجل من الصادقين المقبولين عنده.
أخواتي لاحظنا في المرات السابقة أن مع كل كلمة من كلمات القرآن الكريم نقف عندها طويلاً حتى تدخل النفس البشرية فتعالج ما فيها من كسل ومن ملل ومن تعب ومن نصب. المرة السابقة -حتى نذكِّر بعضنا البعض- تحدثنا عن كلمة (بسم الله) وجزء يسير في (الرحمن). قلنا أن كلمة بسم الله هي أول كلمة في هذا القرآن العظيم يبدأ بها المؤمن تلاوة هذا الكتاب ونستطيع أن نقول أنها الكلمة المفتاح التي خاطب الله سبحانه وتعالى بها نبيه الكريم حين قال (إقرأ بإسم ربك الذي خلق). أيضاً تكلمنا وقلنا أن البسملة هي شعار المسلم لأن البسملة هي الكلمة والمفتاح الذي يدخل به المؤمن على كل عمل من الأعمال التي يقوم بها في الدنيا، كل شيء، حتى الطعام والشراب، و الملبس، في فتح الباب، في الدخول، في الخروج، في كل شيء.
إذا المسلم استشعر هذه الكلمة وقالها وهو متيقن بها ودخل على كل الأعمال التي يقوم بها بهذا الإسم بسم الله مدركاً لمعانيها شاعراً بها فعلاً متأثراً ومدركاً لعظمة المعاني التي جاءت في لفظ (بسم الله) حتماً هذه الكلمة ستدخل عليه التيسير في كل أمور حياته وشؤونه ما لا يعلم مداه إلا الله عز وجل. إضافة إلى ما يكتب له من الأجر. هي كلمة تذكر الإنسان بأن الحركة التي يتحرك بها في الدنيا في المشي في الخروج من البيت في الدخول في كل شيء حتى ونحن نعود أنفسنا وأبناءنا الصغار أنه حتى لما نلمس الأشياء أو نرفعها نقول بسم الله، أضع يدي على شيء بسم الله، أفتح شيء بسم الله، إذا حاولت أن أطبق هذا المعنى وأزرعه في نفوس الأطفال وفي نفوس الصغار ستصبح فعلاً شعار المسلم أنني ليس بالقوة وليس بالخوف وليس بالقدرة أني أستعمل هذه الأشياء التي سخرها الله عز وجل لي إلا حين أذكر إسم الله عز وجل. فإذا ذكرت هذا الإسم إضافة إلى الأجر والثواب فأنا كأني أقول لهذه الأشياء المسخّرة أني أنا داخل عليك بإسم الله. هناك نقطة نحن ذكرناها المرة السابقة قلنا أننا نحن كمسلمين هناك فرق كبير ما بين طريقة تفكيرنا في استخدام الأشياء من حولنا وطريقة الفكر الغربي. الفكر الغربي إذا سمعتموهم لديهم مصطلح يستعمل كلمة قاهر الطبيعة ويظهر الإنسان في قوته وفي جبروته بعدما وصل للفضاء واكتشف المكتشفات والمخترعات أصبح عنده من الغرور والزهو بنفسه أصبح يزهو بنفسه يعتقد أنه قادر على أن يعمل أشياء كثيرة باعتبار ولكن الله عز وجل سبحانه وتعالى المؤمن جعله قوياً المؤمن لا يرى أنه مع الكون في صراع أو في معركة نحن لسنا في صراع لا مع الشجر ولا مع الماء ولا مع الزلازل المؤمن يددخل على كل شيء بالكون بمفتاح بسم الله. الأشياء حين تسخر له هذا تسخير وإذا بحثنا في القرآن وجدنا كلمة سخّر إذن المؤمن عنده تسخير بينما غير المؤمن يستخدم كلمة قهر. وحتى بالأمس القريب الزلزال الذي صار في إيطاليا وقتل الأنفس مناظر عجيبة تبين ضعف الإنسان وأنه مهما بلغ به
¥