4984، 4987 - تحفة 9783
كيف تفهمون قول عثمان هذا، هل كان يجهل أن الرسم كان توقيفيًا؟!
أليس في هذا الدلالة الواضحة على أن الرسم ليس بتوقيفي؟
.
و قد لونت من قول عثمان ما لونت فأظهرته و لم تلون ما بعده فخفي عنك .. و لعلك تستند إلى ذلك في قولك
إذ لو كان توقيفيًا لكان جوابه: فاكتبوه كما أمركم أو كما علمكم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ودمتم في حفظ الله.
و لو دخلت أغوار ما قال ذو النورين لتبينت لك أنوار كلامه و دقته، و أنه ما أعمل في ذلك رأيا من عنده رضي الله عنه .. جاء في الحديث: ... قال عثمان رضي الله عنه: "إذا اختلفتم أنتم وزيدُ بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم" ..
انظر أخي الحبيب فيما قال عثمان رضي الله عنه، لماذا لم يقل إني أرى أن تكتبوه بلسان قريش، فيكون الأمر اجتهادا منه .. و لم يقل أن النبي أمرنا أن نكتبه بلسان قريش فيكون الأمر سنة من سنن النبي صلى الله عليه و سلم .. و إنما قال كلاما أبلغ لذوي الفهم .. قال إنما نزل .. من أنزله؟ أليس الله؟ اكتبوه بلسان قريش .. إنما نزل بلسانهم .. يعني هكذا أوحاه الله تعالى و أنزله .. اكتبوه باللسان .. و ربما سألتكم عن معنى اللسان .. غير أني لا أفهم منها فقط معنى الكتابة و الرقم .. فمعناها أبلغ من ذلك .. اكتبه بلسان قريش، فلا تكتبه بغير ذلك من أصناف الكتابة و لا تأنسوا في كتابته لغير ما أنزل به .. و انظر نص كلامه اكتبوه و لم يقل انطقوه أو اقرؤوه .. فافهم ترشد .. و لعل علمك أبلغ من علمي و فهمك أوثق من فهمي، فتصحح رأيي ..
ثم إني أهيب بك أخي الحبيب أن تنظر في بقية ما روي من الأحاديث، كان النبي صلى الله عليه و سلم لا ينقص حرفا مما أوحي إليه، قال صلى الله عليه و سلم: {إذا كتبت بسم الله الرحمن الرحيم فبين السين فيه}،? و لا يزيد حرفا كما هو قوله عليه الصلاة و السلام: {إذا كتب أحدكم بسم الله الرحمن الرحيم فليمد الرحمن} .. و هو ما يفهم من كلام النبي عليه الصلاة و السلام و هو يملي لكاتبه معاوية رضي الله عنه مبينا له كيف يكتب البسملة في قوله صلى الله عليه و سلم: {ألق الدواة و حرف القلم و انصب الباء و فرق السين و لا تعور الميم و حسن الله و مد الرحمن و جود الرحيم، ففهم من كلامه أن (بسم) ثلاثة حروف في وحي الله تعالى فلا يجوز كتابتها بالألف مثلا (باسم) كما هو في الرسم الإملائي .. و أن (الرحمن) ستة أحرف فلا يجوز كتابتها بالألف هكذا (الرحمان) في وحي الله، لأنها هكذا أنزلت. و هو أمر لم يكن مع معاوية خاصة و لكنه عم كتبة الوحي جميعا و توجيه ما خصت به البسملة وحدها و لكنه بلاغ شمل كل الوحي و هو كلام يعضد ما ذهبنا إليه، و يعضده ما أخرجه الطبراني عن زيد بن ثابت، قال: {كنت أكتب الوحي عند رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يملي عليَّ، فإذا فرغت، قال: اقرأه، فأقرأه، فإن كان فيه سقط أقامه}، فالنبي صلى الله عليه و سلم لا يحرص فقط على كتابة القرآن إنما يحرص على كتابته وفق ما يوحي إليه ربه.
أخي الحبيب إنما كلمتك لتدبر معي و أنا تلميذكم ..
هذا و لا أنس أن أشكر أستاذي عبد الله جلغوم و أحمد الله تعالى على ما وهبه من حصيف النظر ..
يغفر الله لي و لكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عمارة سعد شندول
ـ[ صلى الله عليه وسلمmara] ــــــــ[22 صلى الله عليه وسلمpr 2009, 11:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب أبو الحسنات
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جاء في ردك على الاستاذ عبد الله
كونه في غاية التعقيد لا يدل أنه معجز ..
و هذا صحيح .. فليس كل ما تعقد أعجز ..
وكلامك هذا لا يخلصك من الجواب عن سؤالي: كيف تخوض فيه ما دام ليس وفق مقاييسنا البشرية؟! ..
دعني أقول لك .. إن الأستاذ يتدبر ما فيه و لا يخوض فيه .. و أنت تعلم معنى أن نخوض في آيات الله تعالى و معنى أن نتدبرها .. و لعلك تقصد الثانية فأخطأت العبارة سيدي .. ثم ماذا
إذا كان تدبرا فما يضير أن نتدبر القرآن و قد أمرنا الله تعالى بذلك .. و متى كان القرآن وفق مقياس البشر وهو كلام الله .. أعني نحن نتدبر القرآن لنرتقي به إلى الله تعالى .. لا كي نخضعه إلى مقاييسنا البشرية ..
والذي ظهر لي الآن: أنك عندما عجزت عن بيان الأسس العلمية لاختيار عملية حسابية من بين عدد كبير جداً من العمليات الحسابية، هذا المطلب الذي طالبتك به مراراً، لما عجزت عن تحقيقه قلت عن ترتيب القرآن: " ليس بالضرورة ان يكون وفق مقاييسنا البشرية جملة وتفصيلا وما هو مألوف لنا، وإلا فكيف يكون ترتيبا إلهيا ".
وإيضاح هذا الكلام يكفي في معرفة بطلانه فأقول:
مضمون كلامه: لا تطالبني بأسس علمية لما أختاره من عمليات، لأن هذه العشوائية التي أنهجها ليست إلا لكون ترتيب القرآن إلهياً، غير مألوف (= عشوائي)!!.
ولو تأملت هذا الكلام لشممت منه نسبة العبث إلى الله تعالى عن ذلك علواً كبيراً.
أريد ان أطلعك على شيء هو أن الأساس العلمي يظهر بعد بيان الظاهرة التي ندرسها .. كل الأسس العلمية في الرياضيات و الفيزياء و العلوم الأخرى بنيت على مسلمات أو ما يسمى بالأكسيوم و ملاحظات، ثم درست و بني اساسها المنطقي بعد ذلك ..
و مع القرآن المسلمة التي نعتمدها و نؤمن بها جميعا هو أن القرآن كتاب الله و كلامه ..
و قد تبين لنا فيها من التوازنات و الإرهاصات و اللطائف العددية و الهندسية الشيء الكثير الذي لا يحصى .. و معين القرىن من هذا لا ينضب و لا ينقص .. أنت الآن مازلت في الاساس الاول و هو أن تحكم على ما ننتخبه من هذه اللطائف و نقدمه إليك أن تقول لنا هل فهمت ما فيه أم بعد لم تر ما نرى .. لا نطالبك بالإيمان بالإعجاز العددي لأنك لست رياضيا و لست باحثا في العدد نحن قدمنا إليك بعض الأمور التي يفهمها الجميع قل لنا ماذا تر من خلالها أولا ..
جزاك الله خيرا أخي على تفاعلك و إثرائك لهذا الموضوع
يغفر الله لي و لكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عمارة سعد شندول
¥