ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[10 صلى الله عليه وسلمpr 2009, 06:57 م]ـ
الأخ الكريم عبد الله،
1. أحب أن ألفت انتباهك إلى أنه إذا كان ترتيب سورة الحجر في المصحف 15 فإن ذلك يعني أن الباقي هو: 114 ــ 15 = 99 وأنت هنا لفتَّ الانتباه إلى أن عدد آيات السورة هو 99 إذن هي ملاحظة واحدة. وقد أوهم كلامك المتكرر مع السور الخمس أنّ هناك أكثر من نتيجة. ومن هنا لا ينبغي أن تقول: 99 + 15 = 114 فهذا تحصيل حاصل لملاحظتك الأولى ... وهكذا في السور الخمس.
2. جيد متابعة هذه الملاحظات الخمس لاستكشاف معناها، وبقدر ما تُقدّم من ملاحظات تنبني عليها بقدر ما تكون مقنعاً للآخرين.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[10 صلى الله عليه وسلمpr 2009, 07:22 م]ـ
أخي، ثم إننا لو سلمنا لك جدلا بوجود أساس علمي لهذه الحسابات التي ذكرتها، فهي لا تدل إلا على أن عدد آيات القرآن 6236 آية، لأنك جمعت أرقام هذه السور الخمسة من المصحف ثم طرحته من 6555 فنتج لديك 6236، وهذه النتيجة لا تدل إلا على أن هذا العد أي العد الكوفي متلائم مع أرقام هذه السورالخمسة وعدد آياتها، ولا يدل لا على أن القرآن من عند الله، إذ الإتيان بمثل هذا التناسق في مقدور الخلق قطعاً، ولا يدل على أن العدد الكوفي هو الصحيح وغيره باطل.
أرجوك: تأمل هذا جيداً.
الفاضلان محب القرآن وابو الحسنات الدمشقي
أشكر لكما مداخلاتكما، رغم أنها تعيقني عن إتمام كتاب أقوم بمراجعته منذ أشهر.
الأخ الدمشقي:
بصراحة،
1. إن الفرق بيننا فيما نكتبه عن ترتيب القرآن، كالفرق بين تصور كل منا لهذا الترتيب
وإعجازه العددي. أنا أكتب كمن يرى هذا الترتيب رأي العين وهذا هو سبب استيائي الشديد من وصف ما أكتب أحيانا بما لا يليق، إنه ما تشعر به لو قال لك أحد أن لغة القرآن لغة ركيكة ثقيلة غير واضحة، وانت تعرفها غير ذلك (ورغم الكثير مما كتبت فما هو إلا جانب من هذا الترتيب) وانت تكتب حسب تصورك الخاص للترتيب والإعجاز.
وهذا يفسر الاختلاف في وجهات النظر.
2.رغم أنني أكثرت من المشاركات في مجال إعجاز ترتيب سور القرآن، فهناك مسائل لم اطرحها بعد ولن اطرحها قبل أن تصدر في كتاب.
3. في أغلب مشاركاتي فإنني أترك فيها بعض الثغرات، فإذا ما ادعى احد أنه صاحبها، طالبناه بالباقي.
4.أنا لم أقل أن الأعداد الباقية باطلة. وقد قلت سابقا هناك حاجة لدراسة مقارنة. ولدي وجهة نظر حول هذه المسألة لا أرى طرحها حاليا.
5. يتصور الكثيرون بناء على قراءتهم لمشاركة ما أن هذا التناسق الذي أسميه إعجازا هو في متناول البشر. وهذا غير صحيح إطلاقا، ذلك أنهم يتصورون أن الإعجاز في سورة كذا هو هذا الذي بين أيديهم ..
لتوضيح ذلك:
لو أخذنا سورة البقرة، سنجد إعجازا عدديا في ترتيب سورة البقرة باعتبار ترتيب سور الفواتح - هنا قد يظن القاريء أن الإعجاز العددي محصور في هذه الناحية، والصحيح أنه جانب من الإعجاز.فلو اخذنا سورة البقرة باعتبار سور القرآن كلها، سنجد إعجازا جديدا ..
ثم لو أخذنا سورة البقرة مع سورة المدثر ..
سورة البقرة مع سورة الممتحنة ..
سورة البقرة مع، ومع ......... سلسلة طويلة .. لا تعارض بينها، كل منها يمثل إعجازا منفصلا، فإذا جمعت شكلت إعجازا جديدا ..
ما أود أن يدركه القائلون بأن هذا في إمكان البشر وفي كتب أخرى:
لو أردنا ان نضمن كتابا من تسعة فصول توافقات عددية بين فصلين مثلا، والكتاب تسعة فصول، ثم نظرنا إلى الفصول التسعة كلها فالتوافقات ستختفي ..
في القرآن الأمر مختلف: سنجد توافقات جديدة .. ولو أخذنا كل فصل وكل جزء سنجد توافقات جديدة دون ادنى تعارض بينها.
5. ترتيب سور القرآن وآياته هو ترتيب إلهي. وبما انه كذلك فليس بالضرورة ان يكون وفق مقاييسنا البشرية جملة وتفصيلا وما هو مألوف لنا، وإلا فكيف يكون ترتيبا إلهيا ..
وبالتالي فمن الخطأ مطالبة البعض ان يجري الإعجاز العددي في ترتيب القرآن وفق نظم الإحصاء العلمية المعروفة لديه .. هذا يعني أننا نضع لله ضوابط لترتيب كتابه حسب مقاييسنا جملة وتفصيلا.
ولذلك: قلت سابقا لو ان عدد الايات في جميع سور القرآن جاءت كلها اعدادا من مضاعفات الرقم 19 مثلا لما اعتبرت ذلك إعجازا .. في هذه الحالة يكون بإمكان البشر محاكاة ترتيب القرآن ويبطل القول بالإعجاز. إعجاز العدد 19 موجود في ترتيب سورالقرآن ولكن ليس وفق ما يتصوره البعض او يطالب به.
6. لو تركنا ترتيب سور القرآن وآياته جانبا ففي ورود لفظ الجلالة " الله " في سور القرآن ما يكفي من الأدلة على أن ترتيب القرآن هو ترتيب توقيفي، وأسأل الله ان ييسر لي هذا البحث بصورة كاملة.
7. الحكم بوجود الإعجاز العددي او إعجاز الترتيب القرآني لا يكون بسبب ما يكشف عنه من توافقات في سورة ما، ما يتم طرحه الان هو اقتطاعات من الإعجاز العددي، أي جزئيات .. والحكم يكون في النهاية بعد ان تكتمل الصورة .. ولذلك الذي توقف عند بعض ما يكتب من الامور البسيطة هنا وهناك وحكم بإعدام الإعجاز العددي فحكمه غير صحيح وما استند إليه لا يمثل الإعجاز العددي.
8. واخيرا وهذه مسألة شخصية: لقد أجريت لي مؤخرا عملية قلب مفتوح، وأصبت بجلطتين، يعني، انا معرض في أي لحظة لمفاجأة قد تعني النهاية .. فهل تتخيل انني أغامر أو أقامر بأيامي الأخيرة لأكتب شيئا يخالف القرآن، وما الثمن الذي سأقبضه؟ لست من يبيع آخرته بدنيا زائلة مهما كان الثمن.
¥