** هناك كتاب أرجو أن يخرج قريباً بإذن الله تعالى بعنوان (الفريد في غريب القران) وهذا أرجو أن يكون كتاباً فريداً كما يدل عليه عنوانه وسرت فيه على منوال أحمد بن فارس في كتاب مقاييس اللغة ولكنني خصصته في غريب القران وأتمنى أن ينتفع به القراء. أيضاً هناك كتاب بعنوان (المفتاح في علوم القران) وهو كتاب يصلح للمبتدئين في علوم القران، وقمت بتأليفه تلبية لطلب بعض المعاهد القرآنية المتخصصة لتدريسه في المعهد وأرجو أن يطبع قريباً.

* لو أردنا أن نتحدث عن اهتمامات الشيخ عبدالرحمن العلمية؟ و ما هو الحيز الذي يشغله التفسير منها؟

** يمكنني تلخيص رسالتي في عبارة (خدمة القرآن وعلومه) فكل ما يتعلق بالقران وعلومه يدخل في دائرة اهتماماتي إلا فيما يتعلق بمسائل القراءات الدقيقة الخاصةً بجانب الرواية – ومع أنني أقرأ فيها إلا أنها لا تستهلك مني وقتاً كغيرها من جوانب الدراسات القرآنية – لكن أكثر ما أشغل به وقتي هو جانب التفسير و جانب أصول التفسير وجانب علوم القران، وما يتعلق بالدراسات القرآنية عموماً لا سيما الخطط المستقبلية للتخصص والدراسات العليا والمنهجيات المعرفية في هذا العلم الشريف، وأسأل الله أن يمدني بعونه وتوفيقه للاستمرار والعطاء في هذا الجانب.

* مع توسع علوم القرآن و حاجة المفسر للعلوم الأخرى لتداخل هذه العلوم؟ و هل استطاع الشيخ عبدالرحمن التوفيق بينهما؟ و كم هو الحيز الذي أخذه التفسير في مقروءاتك بشكل عام؟

** طبعاً لأن علوم القرآن واسعة وينبغي علي وعلى أمثالي المتخصصين في الدراسات القرآنية أن يكون لديهم إحاطة ومعرفة بهذه الكتب، فانه يستغرق كل وقت القراءة في هذا التخصص ولم اعد أجد وقتاً كافياً للقراءة في غيره، وكما تلاحظ هذه المكتبة التي نحن بها ألان مليئة بعدد لا بأس به من الكتب، لكن يغلب عليها جانب الدراسات القرآنية، ولكن الوقت أضيق من أن يصرف في غيرها، وإلا لدي اهتمامات كثيرة تتعلق باللغة وتتعلق بالأدب وما يتعلق بالعلوم الأخرى مثل العقيدة والسنة والفقه ولا نستغني عنها ونحن نُسأل فيها، ولله الحمد لدي الحد الأدنى من بعض التخصصات التي أقرأ فيها باستمرار ولا أفرط فيها، ولكن التوسع ومتابعة الجديد هو لتخصص القران وعلومه.

* و كم شغل كل هذا من وقتكم بشكل عام؟

** قرأتُ كثيراً عن تنظيم الوقت وعن إدارة الوقت حتى أستطيع أن أسيطر على الوقت ولاسيما مع أسرتي، ولكنني فشلت إلى الآن في أن أشتغل بغير القران، فلذلك أصبح هذا التخصص هو شغلي الشاغل في كل وقت حتى إنه طغى على وقت أسرتي ووقتي الشخصي وأموري الشخصية العادية. انشغالي بالتفسير أو ببرامجه أو بكتبه ومشاركاته العلمية واجتماعاته أخذ كل الوقت،اسأل الله آن يتقبل ذلك وأعوذ بالله من التقصير والتفريط.

*آمين .. بما أنك ذكرت المكتبة، فلعلنا نتطرق للمكتبة القرآنية، و هل استطاعت أن تغطي كل الجوانب المتعلقة بالقرآن و علومه؟

** المكتبة القرآنية من أوسع المكتبات الإسلامية، ومنذ نزول القرآن الكريم والعلماء يجتهدون في خدمة القرآن الكريم وعلومه تأليفاً، والمصنفات التي صنفت حول القران الكريم لا تكاد تحصى، ولذلك مكتبة التفسير والدراسات القرآنية عموماً تعتبر من أوسع المكتبات خاصةً، وكثير من كتب التفسير لم تطبع بعد وكثير من كتب الدراسات القرآنية الأولى فقدت، وإذا أضفنا إلى ذلك أن الدراسات اللغوية التي نشأت ابتداء كانت كلها لخدمة القرآن الكريم وعلومه، فالبلاغة والنحو و المختارات الأدبية حتى جمع الشعر الجاهلي كلها كانت من اجل خدمة القرآن الكريم والمحافظة على لغته، و لذلك يصح القول الذي يقول ان الحضارة الإسلامية والمكتبة كلها نشأت حول القرآن الكريم ودارت حوله لأنه النص المباشر الذي تدور حوله كتب التفسير و علوم القرآن بشكل عام، و قد لا يظن المرء أن النحو و البلاغة و الأدب و جمع الشعر الجاهلي و المعاجم أنها أنشئت لخدمة القرآن الكريم بينما هي كذلك، وأنا ألاحظ أنه في العشر السنوات الأخيرة نشطت المكتبة القرآنية في جانبين، منها جانب الأبحاث المتجددة والجانب الأخر التحقيق للكتب القديمة، فلذلك عندما يذهب الشخص إلى المكتبات يجد أن أنشط الكتب وأكثر المطبوعات اليوم للقرآن وعلومه.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015