ـ[عمر المقبل]ــــــــ[31 Mar 2009, 11:40 م]ـ

مرحباً بالشيخ المفيد أبي مجاهد ..

الذي يزيل الإشكال ـ في نظري ـ هو تحرير معنى التلاوة في اللغة.

يقول ابن فارس رحمه الله في مقاييس اللغة (1/ 351):

(تلو) التاء واللام والواو أصلٌ واحد، وهو الاتِّباع. يقال: تَلَوْتُه إذا تَبِعْتَه، ومنه تلاوةُ القُرآن، لأنّه يُتْبِع آيةً بعد آية.

فأمّا قوله تلَوْتُ الرّجلَ أتلوه تُلُوّاً إذا خَذَلْتَه وتركتَه، فإنْ كان صحيحاً فهو القياس؛ لأنه مُصاحِبُه ومَعَه، فإذا انقَطَع عنه وتركه فقد صار خَلْفَه بمنزلة التّالي.

ومن الباب التّلِيَّة والتُّلاَوَة وهي البقيّة، لأنها تتلو ما تقدَّم منها ا. هـ

وقد ألمح الشافعي رحمه الله إلى هذا فقال ـ كما في أحكام القرآن (1/ 28) ـ:

"وفرض الله تعالى على الناس اتباع وحيه وسنن رسوله، فقال في كتابه: {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم}، وقال تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}

وقال تعالى: {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة} وذكر غيرها من الآيات التي وردت في معناها.

فذكر الله تعالى الكتاب وهو القرآن وذكر الحكمة، فسمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول الحكمة سنة رسول الله، وهذا يشبه ما قال ـ والله أعلم ـ بأن القرآن ذكر، وأتبعته الحكمة وذكر الله عز و جل منته على خلقه بتعليمهم الكتاب والحكمة فلم يجز والله أعلم أن تعد الحكمة هاهنا إلا سنة رسول الله وذلك أنها مقرونة مع كتاب الله وأن الله افترض طاعة رسول الله وحتم على الناس اتباع أمره، فلا يجوز أن يقال لقول فرض إلا لكتاب الله ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (15/ 389):

( ... ، وقوله: {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة} [الأحزاب: 34]، وذلك أن التلاوة عليهم وتزكيتهم أمر عام لجميع المؤمنين؛ فإن التلاوة هى تبليغ كلامه ـ تعالى ـ إليهم وهذا لابد منه لكل مؤمن، وتزكيتهم هو جعل أنفسهم زكية بالعمل الصالح الناشئ عن الآيات التى سمعوها وتليت عليهم، فالأول سمعهم، والثانى طاعتهم، ... الخ ".

والمقصود من هذا أن التلاوة لا يلزم أن يكون معناها الترتيل، بل قد يراد بها الاتباع والبلاغ كما سبق في كلام هؤلاء الأعلام، وعليه، فيمكن حمل كلام ابن تيمية في رسالته على هذا، والله أعلم.

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[01 صلى الله عليه وسلمpr 2009, 06:16 م]ـ

أشكر جميع الإخوة الذين بيّنوا رأيهم في هذه المسألة ...

والذي أردته هنا هو إيضاح كلام ابن تيمية في مقدمة التفسير بما يتفق مع أقواله حول نفس الموضوع في مواطن أخرى.

والذي أعلمه من كلام شيخ الإسلام أن السنة منزلة كالقرآن، وأنها تتلى كما يتلى القرآن.

ويدل على هذا النقل الذي ذكرته أعلاه، والمسألة قريبة إن شاء الله.

ـ[الخطيب]ــــــــ[01 صلى الله عليه وسلمpr 2009, 07:48 م]ـ

أبا مجاهد الحبيب

ما رأيك وقد ذكر ابن كثير في مقدمة تفسيره عين ما ذكره شيخه شيخ الإسلام وبطريق الاستثناء حيث قال:

والسنة أيضًا تنزل عليه بالوحي، كما ينزل القرآن، إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن.

عفوا أيها الشيخ الجليل في رأيي أن المسألة واضحة، كما أنه ليس ثمت إشكال في لفظ "يتلى" على الرأي بأن المراد بالحكمة السنة وهو الراجح فيها

لأن التعبير بـ "يتلى" وهو خاص بالكتاب، من باب التغليب وهو تصرف في اللغة مشهور

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 صلى الله عليه وسلمpr 2009, 12:05 ص]ـ

أبا مجاهد الحبيب

ما رأيك وقد ذكر ابن كثير في مقدمة تفسيره عين ما ذكره شيخه شيخ الإسلام وبطريق الاستثناء حيث قال:

والسنة أيضًا تنزل عليه بالوحي، كما ينزل القرآن، إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن.

عفوا أيها الشيخ الجليل في رأيي أن المسألة واضحة، كما أنه ليس ثمت إشكال في لفظ "يتلى" على الرأي بأن المراد بالحكمة السنة وهو الراجح فيها

لأن التعبير بـ "يتلى" وهو خاص بالكتاب، من باب التغليب وهو تصرف في اللغة مشهور

أشكرك جزيلاً، وقد اطلعت على نقل ابن كثير، وعلى أكثر من خمس نسخ من طبعات مقدمة ابن تيمية، والأمر واضح كما ذكرتَ وفقك الله، ولكني أحببت أن أطرح المسألة للمدارسة لظن كان عندي في صحة هذه العبارة. وقد زال والحمد لله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015