ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Mar 2009, 11:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في سياق كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عن أحسن طرق التفسير؛ ذكر السنة، وبيّن أهميتها في التفسير، ومما قاله في ذلك:
(وَالسُّنَّةُ أَيْضًا تَنْزِلُ عَلَيْهِ بِالْوَحْيِ كَمَا يَنْزِلُ الْقُرْآنُ؛ لَا أَنَّهَا تُتْلَى كَمَا يُتْلَى). هكذا في جميع الطبعات التي رجعت إليها.
والذي يظهر لي أن في العبارة تصحيفاً، وأن الصحيح: (وَالسُّنَّةُ أَيْضًا تَنْزِلُ عَلَيْهِ بِالْوَحْيِ كَمَا يَنْزِلُ الْقُرْآنُ؛ كما أَنَّهَا تُتْلَى كَمَا يُتْلَى.)
والذي يدل على أن السنة تتلى قول الله تعالى: ({وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ}، على أن المراد بالحكمة هنا: السنة. وهذا ما يختاره شيخ الإسلام في تفسير الحكمة.
قال رحمه الله في كتاب الوصية الكبرى - (1/ 2):
(فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَامْتَنَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ بِذَلِكَ وَأَمَرَ أَزْوَاجَ نَبِيِّهِ بِذِكْرِ ذَلِكَ فَقَالَ: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} وَقَالَ: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} وَقَالَ: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ}. قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ السَّلَفِ: الْحِكْمَةُ هِيَ السُّنَّةُ. لِأَنَّ الَّذِي كَانَ يُتْلَى فِي بُيُوتِ أَزْوَاجِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ سِوَى الْقُرْآنِ هُوَ سُنَنُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِهَذَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَلَا وَإِنِّي أُوتِيت الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ} وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ: كَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَنْزِلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسُّنَّةِ كَمَا يَنْزِلُ بِالْقُرْآنِ فَيُعَلِّمُهُ إيَّاهَا كَمَا يُعَلِّمُهُ الْقُرْآنَ.)
فما تعليق الإخوة الكرام؟؟
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[29 Mar 2009, 11:35 ص]ـ
لم لا يكون القصد من العبارة ان طريقة تلاوة السنة ليست كتلاوة القران؟ وذلك منعا لمن حاول ان يقرأ الاحاديث على نحو قراءته للقران مجودا
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[29 Mar 2009, 02:00 م]ـ
هل يمكن ان يقال أن التلاوة تلاوتان؟؟
تلاوة تعبدية: و هي خاصة بالقرآن دون غيره كما يذكر في تعريف القرآن بأنه ... المتعبد بتلاوته .. ؟؟ و لها صفات خاصة وأحكام خاصة وهذا القيد ليس مذكورا في تعريف الحكمة التي هي السنة؟؟
وتلاوة غير تعبدية: تتضمن معرفة المتلو و أحكامه و فهم المراد منه - وقد تشمل القرآن والسنة و غيرهما - و القصد منها ليس التعبد بمجرد القراءة و إنما الدلالات والمعاني وليست لها أحكام تلاوة القرآن التعبدية؟؟
مجرد رأي
ـ[الخطيب]ــــــــ[29 Mar 2009, 08:52 م]ـ
أخانا الحبيب أبا مجاهد والإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد،
فالرأي عندي فيما طرحته فضيلتكم من كلام شيخ الإسلام عن السنة أنها "لا تتلى كما يتلى القرآن" أنها عبارة صحيحة ولا تصحيف فيها لأن التلاوة من خصائص القرآن لا السنة
وأما عن قوله تعالى: "واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة" فأنت خبير بأن العلماء لم يتفقوا على أن الحكمة هي السنة فأحد الرأيين فيها أن الآيات والحكمة كلتيهما صادقتان على القرآن الكريم من جهة كونه:
1 - "آيات" بينات دالة على صدق النبوّة وهو إعجاز النظم.
2 - و"حكمة" أي باعتبارما تضمنه من علوم وشرائع وهو هداية المعنى.
وعلى هذا القول فلا إشكال في كلمة "يتلى" لأنها منصرفة إلى القرآن الكريم.
وأما على القول بأن "الحكمة" هي السنة فالتعبير بـ "يتلى" سبيله التغليب.
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[29 Mar 2009, 09:14 م]ـ
ما ذهبت إليه أبا مجاهد أحتمال ظاهر إلا أن القول بعدم التصحيف أظهر لأن الأصل عدمه 000 والله أعلم 0
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[30 Mar 2009, 09:15 ص]ـ
للفائدة:
قال الإمام الشافعي في الأم:
"قلت وأيهم أولى به إذا ذكر الكتاب والحكمة أن يكونا شيئين أو شيئا واحدا قال يحتمل أن يكونا كما وصفت كتابا وسنة فيكونا شيئين ويحتمل أن يكونا شيئا واحدا قلت فأظهرهما أولاهما وفي القرآن دلالة على ما قلنا وخلاف ما ذهبت إليه قال وأين هي؟ قلت قول الله عزوجل (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا) فأخبر أنه يتلى في بيوتهن شيئان قبل فهذا القرآن يتلى فكيف تتلى الحكمة؟ قلت إنما معنى التلاوة أن ينطق بالقرآن والسنة كما ينطق بها قال فهذه أبين في أن الحكمة غير القرآن من الاولى"
وفي هذا الرابط فوائد مهمة لمناقشة الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=116562
وأعتقد أن عبارة شيخ الإسلام هي فعلا هكذا:
(وَالسُّنَّةُ أَيْضًا تَنْزِلُ عَلَيْهِ بِالْوَحْيِ كَمَا يَنْزِلُ الْقُرْآنُ؛ لَا أَنَّهَا تُتْلَى كَمَا يُتْلَى).
والله أعلم وأحكم.
¥