ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[28 Mar 2009, 12:20 ص]ـ
ذكر الزركشي أنواعًا عديدة من أساليب البلاغة في كتابه (البرهان في علوم القرآن) ولما جاء إلى النوع (السادس والأربعين) جعله في أساليب القرآن وفنونه البليغة، وقال: ((وهو المقصود الأعظم من هذا الكتاب، وهو بيت القصيدة، وأول الجريدة، وغرة الكتيبة، وواسطة القلادة، ودرة التاج، وإنسان الحدقة، على أنه قد تقدمت الإشارة للكثير من ذلك.
اعلم أن هذا علم شريف المحل، عظيم المكان، قليل الطلاب، ضعيف الأصحاب، ليست له عشيرة تحميه!، ولا ذوو بصيرة تستقصيه!. وهو أرق من الشِّعر، وأهول من البحر، وأعجب من السِّحر، وكيف لا يكون وهو المطلع على أسرار القرآن العظيم، الكافل بإبراز إعجاز النظم المبين ما أودع من حسن التأليف وبراعة التركيب، وما تضمنه في الحلاوة، وجلله في رونق الطلاوة، مع سهولة كلمه وجزالتها وعذوبتها وسلاستها)).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Mar 2009, 07:36 م]ـ
لا شك أن لعلم البلاغة من المكانة ما ذكر الزركشي وزيادة، فالمتضلع منه على أصوله العربية وعلى ذوق العرب - كما يقول السيوطي - يصلُ لكثير من الأسرار والدقائق التي لا يتفطن لها غيره من أهل العناية بالقرآن. وأحسب يا أبا عبدالله أن ثمة تقصيراً من جانبين:
الأول: من جانب المتخصصين في القرآن وعلومه في عنايتهم بالبلاغة القرآنية والتوسع فيها وفي أصولها ومناهجها، ولذلك يقع في علمهم وتدريسهم من القصور بقدر تقصيرهم في العناية بعلم البلاغة.
الثاني: من جانب المتخصصين في البلاغة في عنايتهم بدراسة علوم القرآن وأصول التفسير وما ينبغي التحرز منه أثناء الكلام في كلام الله تعالى.
فما هو الحل العملي الأمثل لسد هذه الفجوة بين الفريقين؟
من جانبي رأيتُ ضرورة تدريس طلاب الدراسات القرآنية مقرراً مركزاً في (دراسات بيانية في القرآن) تدرس لطلاب الماجسيتر ويتولى تدريسها متخصص في البلاغة القرآنية، وقد تم طرح هذا المقرر في الخطة الجديدة للدراسات العليا في جامعة الملك سعود، وأرجو أن تكون مثالاً يحتذى في هذا الباب.
ولكن ماذا صنعتم يا أهل البلاغة للتقارب مع علوم القرآن وأصول التفسير؟
وفقكم الله وزادكم علماً بكتابه.
ـ[رحمة]ــــــــ[29 Mar 2009, 02:32 م]ـ
بعد السلام وكرم التحية
بارك الله لكم جهودكم الطيبة, ونفع بكم الأمة ,ولكم مني جزيل الشكر بعد شكر الله -عزوجل -لاهتمامكم بالبلاغة كعلم يستعان به لفهم كتاب الله.
وفي الحقيقة لقد اخترت موضوعاً لرسالة الماجستير في تفسير أبي السعود وتوظيفه للبلاغة؛ فكانت مشكلتي التخصص الدقيق الجامع بين البلاغة القرآنية , وأصول التفسير وقواعده؛ ولكن الله أعانني على استكمال الرسالة بعد جهد وعناء كبيرين؛ فأسأل الله لنا ولكم الفائدة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[30 Mar 2009, 11:27 م]ـ
ولكن ماذا صنعتم يا أهل البلاغة للتقارب مع علوم القرآن وأصول التفسير؟
سؤال ملحٌ يا دكتور يوسف يحتاج إلى إجابة ..
شاكراً لك هذه التحفة البلاغية الجميلة.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[31 Mar 2009, 08:11 م]ـ
لشيخنا الدكتور محمد الصامل حفظه الله عناية بهذا الجانب وله عدة مؤلفات أصل فيها لبلاغة أهل السنة وما ينبغي أن يتحرز منه عند تناول المسائل البلاغية في القرآن الكريم
وقد قرأت عليه دروس البلاغة الكبرى كاملة وسجلت شرحه في نحو ثلاثين حلقة وفرغت كاملة ولله الحمد والمنة
وكنا قد تحدثنا قبل بدء الشرح عن أهمية مراعاة هذا الجانب ورغبت إليه أن يكون هذا الشرح وافياً بحاجة الطلاب معيناً لهم على دراسة البلاغة القرآنية مبيناً المآخذ على من نحى بالتفسير البلاغي لخدمة عقائد مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة
فاستجاب مشكوراً وكان شرحه حافلاً نافعاً
ولعلي أنشره قريباً بإذن الله تعالى.
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[18 صلى الله عليه وسلمpr 2009, 02:15 م]ـ
قال الشيخ د. محمد أبو موسى في كتابه (مراجعات في أصول الدرس البلاغي: 269) وهو يتحدث عن كتاب البرهان للزركشي: ((لم أجد وجهًا واحدًا يقبله العقل في إبعاد علوم القرآن والحديث والتفسير عن الدراسة الأدبية. ولكل معرفة جذورها، ولكل أدب أصوله الفكرية والعقائدية، ومسألة انبثاق الآداب والفنون كلها من معدنها الأول وهو اللغة والعقيدة أمر لا يجهله من له فهم في الأدب والفكر ...
ومقدمة الكتاب تحدثنا عن الهم الذي أهم الكاتب فحمل قلمه ليكتب كتابه فيه. ومقدمة (البرهان) حديث محض في اسلوب القرآن وبلاغته، وهذا لا معنى له البتة إلا أن الزركشي كان يعتقد أن علوم القرآن دراسة في البلاغة والأسلوب. وكان الزركشي بعيد الغور في حسه ببلاغة القرآن وسر إعجازه، وكان مُعانَى وهو يكتب هذا الكتاب. وقد ظلمنا العلم بإغفال هذا الكتاب، وأضعنا جانبًا من علم البلاغة والأدب بهذا الإغفال الذي لا مبرر له)).
¥