ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[30 Mar 2009, 04:20 م]ـ
الأخوة الكرام حفظهم الله،
أولاً: المفسر ابن عصره، ومن هنا تنعكس معارفه عند تفسيره للقرآن الكريم، وهذا ما يلاحظه الدارس لمسيرة التفسير.
ثانياً: خطأ المفسر، والاستدراك عليه من قِبل غيره لا يطعن في القرآن الكريم. وفقط الذين في قلوبهم مرض هم الذين يصطادون في الماء العكر. وهم إن لم يجدوا في التفسير مطعناً يلجأون إلى الآيات المتشابهة من أجل تأويلها بما يرضي أغراضهم.
ثالثاً: الانفجار المعرفي المعاصر يجعل المفسر المسلم أقرب إلى النص الكريم وأقل أخطاءً، لأن التفسير في المفهوم الأشمل يُقصد به تجلية معنى النص في سياقه وليس فقط معنى اللفظة.
رابعاً: الذي خلق هو الذي أنزل، ومن هنا لا يُعقل أن يتناقض النص المنزل مع حقائق الخلق. بل إن الانسجام بين حقائق النصوص وحقائق التنزيل هو من أدلة ربانية المصدر. وعليه لا بأس من الاستفادة من تطور العلوم والمعارف في التفسير، بل هو حتمي شاءه المفسر أم لم يشأهُ.
خامساً: تكلّف البعض وتحميله النصوص ما لا تحتمله لا ينبغي أن ينفرنا من الاستفادة من تطور العلوم والمعارف، ولكن ينبغي أن يجعلنا أكثر حرصاً على التحقق والدراسة والتعمق والتدبّر.
سادساً: هناك الكثير من الآيات القرآنية تتحدث عن حقائق الكون والتكوين والخلق والتقدير فكيف يمكننا أن نفسرها متجاهلين معارفنا المعاصرة.
سابعاً: لنأخذ مثالاً توضيحياً: يقول سبحانه وتعالى:" من يُرد اللهُ أن يهديهُ يشرح صدره للإسلام، ومن يُرد أن يُضلّه يجعل صدره ضيقاً حَرَجاً كأنّما يَصّعّدُ في السماء". المعنى واضح، فالذي يصعد في السماء يضيق صدره. هذا ما يفهمه المسلم في كل العصور. ولكننا اليوم أقدر على فهم لماذا يضيق صدر الذي يصعد في السماء. ولا بأس أن نوضح ذلك للناس عند تفسير الآية الكريمة. وواضح من النص الكريم أن المقصود الأول في الآية الكريمة هو الكلام عن الضلال، وتأتي المسألة العلمية تبعاً. ولكن ليس كل الآيات الكريمة كهذه الآية، أعني أن المعرفة العلمية تساعد في الفهم وتجلي المعنى، كما هو الأمر في الآيات التي تتحدث عن خلق الجنين.