ـ[محمد براء]ــــــــ[28 Mar 2009, 01:39 ص]ـ

صدقني يا أستاذ جلغوم لو كان طرحك مبنياً على أصول علمية سليمة لما اعترضك أحد، بل لما احتجت لكثرة المقالات.

بل غالب كلامك في التأصيل لمذهبك كلام إنشائي عاطفي.

وقد طرحت عليك قبل عام إشكالات على مذهبك هذا لم تحلها.

فإن أحببت أن أعيد طرحها هنا بحيث يكون الجواب صريحاً بلا حيدة أو تطويل فأنا مستعد.

ـ[الخطيب]ــــــــ[28 Mar 2009, 07:35 م]ـ

موضوع بهذه الأهمية يشرفه بالحضور والمشاركة ثلة من الكرام فيهم أخونا الحبيب الشيخ المفضال مساعد الطيار لاتفوتنا المشاركة فيه

والواقع أن هذه المسألة شغلت بالي وبعد المدارسة جزمت فيها بالقول بالتوقيف وأدرجت هذا في كتابي "مفاتيح التفسير" تحت مادة "السورة"

وهاهو نص ما كتبته فيها وأرجو أن يكون فيها فائدة:

ترتيب السور:

اختلف العلماء حول ترتيب السور هل هو توقيفي أو اجتهادي على ما يلي:

أ – قال بعضهم: هو اجتهاد من الصحابة بدليل اختلاف ترتيب الصحابة لمصاحفهم الخاصة، وكذا ما ثبت عن عثمان رضي الله عنه من أنه هو الذي قرن بين الأنفال والتوبة لظنه أنهما سورة واحدة ولم يفصل بينهما البسملة. والأصل في حديث أبي داود وغيره عَنْ يَزِيدَ الْفَارِسِيِّ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: قُلْتُ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ مَا حَمَلَكُمْ أَنْ عَمَدْتُمْ إِلَى بَرَاءَةَ وَهِيَ مِنْ الْمِئِينَ وَإِلَى الْأَنْفَالِ وَهِيَ مِنْ الْمَثَانِي فَجَعَلْتُمُوهُمَا فِي السَّبْعِ الطِّوَالِ وَلَمْ تَكْتُبُوا بَيْنَهُمَا سَطْرَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ؟ قَالَ عُثْمَانُ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا تَنَزَّلُ عَلَيْهِ الْآيَاتُ فَيَدْعُو بَعْضَ مَنْ كَانَ يَكْتُبُ لَهُ وَيَقُولُ لَهُ: "ضَعْ هَذِهِ الْآيَةَ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا" وَتَنْزِلُ عَلَيْهِ الْآيَةُ وَالْآيَتَانِ فَيَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَكَانَتْ الْأَنْفَالُ مِنْ أَوَّلِ مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَتْ بَرَاءَةُ مِنْ آخِرِ مَا نَزَلَ مِنْ الْقُرْآنِ وَكَانَتْ قِصَّتُهَا شَبِيهَةً بِقِصَّتِهَا، فَظَنَنْتُ أَنَّهَا مِنْهَا فَمِنْ ثمّ وَضَعْتُهَا فِي السَّبْعِ الطِّوَالِ وَلَمْ أَكْتُبْ بَيْنَهُمَا سَطْرَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ب – وقيل: هو توقيفي بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ السبع الطوال بترتيبها، وبدليل أن الصحابة أجمعوا على هذا الترتيب في عهد عثمان، وإجماعهم هذا إشارة إلى التوقيف.

ج – وتوسط فريق فزاوج بين الرأيين ليخلص إلى أن الترتيب بعضه توقيفي وبعضه اجتهادي وخص الاجتهادي بترتيب سورتي الأنفال والتوبة لأجل الرواية السابقة التي تقرر أن عثمان رضي الله عنه هو الذي قرن بين الأنفال والتوبة لظنه أنهما سورة واحدة.

مناقشة هذه الآراء ورأينا في المسألة:

نحن الآن أمام ثلاثة آراء في المسألة والذي نراه فيها أن القول بالتوقيف هو الرأي الذي لا يدانيه رأي آخر وقد حاول الزركشي في البرهان مع أنه قد تبنى القول بالتوقيف أن يوفق بين الرأيين الرئيسين – التوقيف والاجتهاد- فذكر لنا أن الخلاف بين الرأيين إنما هو في الألفاظ فقط محتجا بأن الإمام مالكا رحمه الله وهو من القائلين بالترتيب الاجتهادي أبان عن رأيه بقوله: إنما ألفوا القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الزركشي: فآل الخلاف إلى أنه هل ذلك بتوقيف قولى أم بمجرد استناد فعلى وهذا في نظر الزركشي خلاف لفظي.

ونضيف أن القول بالاجتهاد ليس له دليل يمكن أن يعوّل عليه إلا خبر ابن عباس عندما سأل عثمان رضي الله عنه عن سبب إلحاق سورة التوبة بسورة الأنفال ........... وهو خبر ضعيف أو لا أصل له كما يقول الشيخ أحمد شاكر لأن مداره على يزيد الفارسي وهو مجهول.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015