ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Mar 2009, 02:06 م]ـ

يقول جمهور العلماء بتوقيفيّة ترتيب سور القرآن الكريم، أيّ أنّ ترتيبها كان بأمر الرسول، صلّى الله عليه وسلّم، وحياً. وتأتي الملاحظات العددية لتجزم بمذهب الجمهور وتحسم الخلاف حول هذه المسألة. وسنقوم في هذا الفصل بعرض ملاحظات عدديّة تؤكّد القول بتوقيفية ترتيب سور القرآن الكريم وتجلّي بعض وجوه الإعجاز العددي.

وينبغي التنبيه هنا إلى أنّ هذه الملاحظات تستند في أساسها إلى دراسة الباحث "عبد الله جلغوم" في كتابه: "أسرار ترتيب القرآن قراءة معاصرة".

الأخ الفاضل أبا عمرو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو أن تأخذ كلامي على سبيل المدارسة لا المعارضة.

نحن نعلم جميعاً أن الخلاف قد وقع بين أهل العلم سلفاً وخلفاً على قضية الترتيب، وحسب علمي القاصر أن أي مسألة وقع فيها الخلاف فإن رفع الخلاف فيها قد يكون من المحال.

ومع أني أميل إلى القول بأن ترتيب القرآن توقيفي، لكن لو افترضنا أنا استطعنا رفع الخلاف في هذه المسألة فما هي النتيجة المترتبة على ذلك؟

هل سنصل إلى حق كان خافياً على الأمة قروناً متطاولة؟

أم ما هي النتيجة؟

الأمر الآخر: هذه العبارة"أسرار ترتيب القرآن قراءة معاصرة". والتي هي عنوان كتاب الأخ الفاضل عبد الله جلغوم.

أقول: هل في كتاب الله أسرار؟

الله قال عن كتابه الكريم في غير ما آية بأنه آيات بينات:

(وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ) سورة البقرة (99)

(وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)) سورة العنكبوت

والآيات غير هذه كثير.

15. على ضوء إحصاءات مركز نون لكلمات كل سورة من سور القرآن الكريم قام الباحث عبد الله جلغوم بدراسة العلاقة بين ترتيب كل سورة من سور القرآن الكريم وعدد كلمات السورة، فوجد أنّ عدد السور زوجية الكلمات يساوي عدد السور فردية الكلمات، أي 57 سورة. ووجد أنّ هناك 60 سورة متجانسة و54 سورة غير متجانسة. واللافت أنّ الـ 60 سورة المتجانسة تنقسم إلى 30 سورة فردية الترتيب فردية الكلمات، و30 سورة زوجية الترتيب زوجية الكلمات.

16. أما السور الـ 54 غير المتجانسة فتنقسم إلى 27 سورة فردية الترتيب زوجية الكلمات، و27 سورة زوجية الترتيب فردية الكلمات

هنا أسألك أخي أبا عمرو

ما هي الثمرة العملية أو الدعوية التي ممكن أن تبنى على هذه النتيجه؟

وفق الله الجميع للصواب

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[27 Mar 2009, 03:00 م]ـ

الأخ الكريم محب القرآن رعاه الله،

أنا مدرك من خلال متابعة مداخلاتك المشكورة أنك تقصد الوصول إلى الحق.

1. إذا لم نتمكن من رفع الخلاف في مسألة ترتيب سور المصحف فإننا نطمع أن لا تكون هذه المسألة مستنداً للرافضين للمسائل العددية، حيث يجزمون أن الترتيب من فعل الصحابة رضوان الله عليهم. فنحن إذن نطمع بإقرارهم أن المسألة محتملة.

2. قولك حفظك الله:" خافية على القرون المتطاولة": ما الذي يمنع أن تكون خافية طالما أنها لا تتعلق بحكم شرعي أو عقائدي يلزم العمل والإيمان به. وقد يكون هذا ما قصده الأخ جلغوم بكلمة أسرار.

3. أما الثمار المتوقعة فمنها:

أ. إثبات ربانية المصدر من خلال تقديم بنية عددية تجلّي هذه المسألة لغير المسلمين على اعتبار أن وجوه الإعجاز المختلفة تلبي حاجة الناس على مختلف ثقافاتهم ومنهجيتهم في التفكير. والعدد لغة عالمية يفهمها كل الناس على اختلافهم. أي هناك ثمرة عقائدية تتعلق بإثبات الرسالة. وهذه مسألة ينبني عليها الإيمان ومن ثم الالتزام. فلا قيمة للالتزام إذا لم يؤسس على الإيمان.

ب. بهذا تسقط الكثير من شبهات الملاحدة والمستشرقين والشيعة فيما يتعلق بتاريخ تدوين المصحف وعصمته من الزيادة والنقصان. ومن خلال التجربة لاحظنا أنها تفحم المبطلين.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015