وكان هؤلاء السادة بحكم ثقافتهم ونشأتهم، وبقوة نفوذ الحكومة الإنجليزية السياسي، وكون الحضارة الغربية في نظرهم قضية لا تقبل نظراً ولا جدالا، وكونها آخر ما وصل إليه العلم البشري، العقل البشري لا يفكرون في نقد الحضارة الغربية وقيمها ومفاهيمها ومناقشتها، فضلا عن أن يفكروا في هجوم أو تحدِّ.اهـ
ويستطرد الأستاذ أبو الحسن قائلاً:
" وكان هذا الكتاب الذي أتحفت به في البلد الأمين مفاجأةً لي فيما يختص بالمكتبة العربية الحديثة، وكأنما وجدت ضالتي واكتشفت شيئاً مجهولاً أو مفقوداً، إن مؤلفه تحرر من هذا الأسلوب الاعتذاري ... وفضل أسلوب الهجوم أو مواجهة الفكرة الغربية ـ بمعناها الواسع ـ وجهاً لوجه ".اهـ
ثم ذكر مقابلته له رحمهما الله وأردف قائلاً:
" وأكثر ما أعجبني في هذا الكتاب، هو ثقة المؤلف بصلاحية رسالته التي يؤمن بها، وخلودها وتفوقها، وأنها هي الرسالة الوحيدة التي تسعد بها البشرية، وإن كنت وجدت في هذا الكتاب مالم أستطع أن أوافق مؤلفه عليه وتمنيت لو خلا هذا الكتاب من المآخذ القليلة، وأكثر المؤلف الفاضل من تمحيص هذه الآراء، وكان أرق وألطف مع هذه الشخصيات التي أكرمها الله بصحبة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (1) والكمال لله وحده والعصمة لرسوله صلوت الله وسلامه عليه.