ـ[حمد]ــــــــ[08 Mar 2009, 03:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يقول تعالى: ((وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا، والله يحب الصابرين)).
قال مكي بن أبي طالب: رِبي بكسر الراء منسوب إلى الرب، لكن كسرت راؤه إتباعاً للكسرة والياء اللتين بعد الراء.
السؤال: هل ما فسّر به مكي هو الراجح؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Mar 2009, 06:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يقول تعالى: ((وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا، والله يحب الصابرين)).
قال مكي بن أبي طالب: رِبي بكسر الراء منسوب إلى الرب، لكن كسرت راؤه إتباعاً للكسرة والياء اللتين بعد الراء.
السؤال: هل ما فسّر به مكي هو الراجح؟
قال الشوكاني رحمه الله في تفسيره:
"والربى بضم الراء، وكسرها منسوب إلى الربة بكسر الراء، وضمها، وهي الجماعة، ولهذا، فسرهم جماعة من السلف بالجماعات الكثيرة، وقيل: هم الأتباع؛ وقيل: هم العلماء. قال الخليل: الربي الواحد من العباد الذين صبروا مع الأنبياء، وهم الربانيون نسبوا إلى التأله، والعبادة، ومعرفة الربوبية. وقال الزجاج: الربيون بالضم: الجماعات."
وقال بن عاشور رحمه الله في تفسيره:
"و (الرّبيُّون) جمع ربيّ وهو المتّبع لشريعة الرّب مثل الربّاني، والمراد بهم هنا أتباع الرسل وتلامذة الأنبياء. ويجوز في رَائه الفتح، على القياس، والكسر، على أنَّه من تغييرات النسب وهو الذي قرىء به في المتواتر."
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[09 Mar 2009, 01:43 ص]ـ
اختلف المفسرون في المسألة على أقوال:
القول الأول:
أن الرِّبيين كالرَّبانيين.
والربانيون - على قول - منسوبون للرب تعالى.
واختلفت عباراتهم في ذلك فقالوا هم: العلماء، أو العلماء الصابرون، أو الأتقياء الصابرون، أو المتعبدون للرب ونحو ذلك من التعبير بجزء من المعنى، وكلها ترجع إلى القول بأنهم بمعنى الربانيين.
وهذا مروي عن ابن عباس، والحسن، وابن المبارك ([1]).
وهو قول الأخفش، والراغب الأصفهاني، والزمخشري، والبيضاوي، والنسفي، والسمين الحلبي، والبقاعي، وأبي السعود، وابن عاشور ([2]).
نوقش: بأنه لو كان منسوباً للرب تعالى لكان بفتح الراء (رَبيون).
وأُجيب: بأن العرب إذا نسبت شيئاً إلى شيء غيرت حركته، كما يقال: بِصري في النسب إلى البصرة، ودُهري في النسبة إلى الدهر.
وكما تقول في النسبة لبني أُمية الأَمويين، فيجوز في راء ربِّي الفتح على القياس، والكسر على أنه من تغييرات النسب ([3]).
وقيل بأن رِبِّي كُسرت راؤه إتباعاً للكسرة والياء اللتين بعد الراء ([4]).
وقرأ ابن عباس (رَبيون) بفتح الراء ([5]). قال ابن جني: هي لغة تميم ([6]).
القول الثاني:
معنى ربيين كثير: جموع كثيرة.
وهذا مروي عن ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، والحسن، وعطاء، وقتادة، والسدي، وابن إسحاق ([7]).
وهو قول أبي عبيدة، والطبري، والنحاس، ومكي، والواحدي، والبغوي، والقرطبي، والسيوطي، والألوسي ([8]).
والرِّبَّة هي الجماعة، فهم منسبون إلى الرِّبَّة، ويقال للخرقة التي يجمع فيها القدح رِبَّة ورُبَّة، والرِباب قبائل تجمعت ([9]).
ووصف القرطبي هذا القول بأنه أعرف في اللغة ([10]).
قال الزجاج: " وكلا القولين حسن جميل" ([11]).
القول الثالث:
هم الألوف.
وهذا مروي عن ابن مسعود ([12])، وهو قول الفراء ([13]).
وهو قريب من القول السابق.
القول الرابع:
هم الأتباع.
قال ابن زيد: " الربيون الأتباع، والربانيون الولاة" ([14]).
علق عليه ابن عطية: كأن هذا من حيث إنهم مربوبون ([15]).
يعني به تفسير ابن زيد للربانيين حيث قال: "الربانيون الذين يربّون الناس، ولاة هذا الأمر، يربونهم يلونهم" ([16]).
وجمع السعدي بين هذه الأقوال فقال بأن المعنى: " جماعات كثيرون من أتباعهم الذين قد ربّتهم الأنبياء بالإيمان والأعمال الصالحة" ([17]).
الترجيح:
القولان الأولان كلاهما قويّ محتمل، والقول الأول أظهر لوجهين:
الأول: الآية سيقت للاقتداء بهم – بعد هزيمة أحد – وتفسير اللفظ بالربانيين ألصق بمعنى الاقتداء والاهتداء.
¥