لقاء مجلة الفرقان مع الأستاذ الدكتور فهد الرومي

ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[01 Mar 2009, 12:21 م]ـ

• أدعو الباحثين إلى دراسة "البدهيات في القرآن الكريم"، وهو موضوع يحتاج إلى معرفة وتمكُّن من علم البلاغة وأسرارها.

• إن استقراء الأحداث وتاريخ أمتنا يؤكد أنها مرت بحالة أسوأ مما هي عليه الآن، ولكن القرآن كان هو منقذها من كل ذلك.

• الإعجاز العلمي حقيقة قرآنية تنبئ عن واقع القرآن، أما التفسير العلمي فهو واقع المفسِّر وليس القرآن.

• من أراد أن يستلهم نصوص القرآن ودلالاتها فدونه "تفسير ابن كثير"، ومن أراد أن يقتفي ظلاله ويُحَلِّق في آفاقه فدونه "الظلال" لسيد قطب، ومن أراد أن تُبْهِرَه بلاغة القرآن وفصاحته فدونه "التحرير والتنوير" لابن عاشور.

حاوره: زهير ريالات

الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي .. سعدنا به حين وفد علينا للمشاركة في المؤتمر القرآني الثاني الذي أقامته جمعية المحافظة على القرآن الكريم في شهر شعبان/ آب الماضي، وقد سبقه ذِكْرُه العطر وصِيتُه النديُّ بسنوات -خاصة في الأوساط الجامعية والمجالس العلمية- مُفَسِّراً رائداً ومُتخصِّصاً في الاتجاهات الحديثة في التفسير، وكان لا بد من اغتنام فرصة اللقاء به، فكان هذا اللقاء الذي طوَّفنا فيه حول بعض القضايا التي تهم المتخصصين والمهتمين بتفسير كتاب الله عز وجل ..

وُلِدَ ضيفنا في الرياض عام (1371هـ- 1952م)، وفيها درس جميع المراحل التعليمية، وتخرَّج في كلية الشريعة عام (1393هـ- 1973م)، ثم حصل على درجة الماجستير من كلية أصول الدين عام (1400هـ- 1980م)، وكان عنوان الرسالة: (منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير)، وهي مطبوعة، ثم حصل على درجة الدكتوراه أيضاً من كلية أصول الدين عام (1405هـ- 1985م)، وكان عنوان الرسالة: (اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر)، وهي مطبوعة في ثلاثة مجلدات.

وفي مجال العمل الوظيفي فقد تقلَّب ضيفنا في عدد من الوظائف التعليمية في وزارة المعارف (وزارة التربية والتعليم)، حيث شارك في عدد من اللجان التعليمية، وفي تأليف عدد من المقررات الدراسية في التعليم العام وتحفيظ القرآن الكريم وتعليم الكبار ومحو الأمية، وشارك في وضع بعض المناهج والمفردات لمقرَّرات الكليات، وفي مناقشة عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه، وتحكيم البحوث المقدمة للنشر أو للترقية، وله مشاركات في الإذاعة والصحافة والتلفزة، كما شارك في العديد من المؤتمرات في عدة دول عربية وإسلامية.

ومن مؤلفاته عدا الرسائل العلمية:

خصائص القرآن الكريم.

دراسات في علوم القرآن الكريم.

بحوث في أصول التفسير ومناهجه.

الصلاة في القرآن الكريم.

قصة عقيدة.

البدهيات في القرآن الكريم (دراسة نظرية).

البدهيات في الحزب الأول من القرآن الكريم (دراسة استقرائية).

التفسير الفقهي في القيروان.

منهج المدرسة الأندلسية في التفسير.

وجوه التحدي والإعجاز في الأحرف الهجائية المقطعة.

مسألة خلق القرآن وموقف علماء القيروان منها.

قول الصحابي في التفسير الأندلسي.

تطبيق الحدود الشرعية وأثره على الأمن.

تحريف المصطلحات القرآنية في القرن الرابع عشر.

الفرقان: ارتبط اسمكم بما يسمى (بدهيات القرآن)، وأنتم من الداعين إلى دراستها، وقد بدأ الباحثون فعلاً بهذا الأمر، نرجو منكم إعطاءنا تعريفاً بها وبأنواعها مع التمثيل لو تكرمتم.

د. الرومي: تستوقف المتدبر عند تلاوة القرآن بعض النصوص القرآنية، أذكر منها نوعين:

الأول: آيات ظاهرة المعنى لا يخفى معناها على أحد، بل إن وضوح معناها وظهوره معلوم قطعيّاً لا لبس فيه؛ مما يدعو القارئ إلى أن يتساءل عن الحكمة من ظهورها هذا الظهور، وذِكْرِها على هذه الدرجة من الوضوح، ومنها ما يذكر قضية لا يختلف فيها اثنان، بل هي أمر بدهي يدركه الإنسان من فوره وعلى البديهة، خذ مثلاً قوله تعالى: {فخرَّ عليهم السقف من فوقهم} [النحل:26]، وتأمل ما الذي تضيفه جملة {من فوقهم}؛ إذ عُلم أن السقف لا يكون إلا من فوق؟! وقوله تعالى: {ولا طائر يطير بجناحيه} [الأنعام:38]، ومن البدهي أن الطير لا يطير إلا بجناحيه! وقوله سبحانه: {أو كَصَيِّب من السماء} [البقرة:19]، والصَّيِّب لا يكون إلا من السماء! ونحو ذلك فهو كثير.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015