ـ[أم الأشبال]ــــــــ[26 Feb 2009, 06:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
قال تعالى:
{قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي} (طه)
{وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ (11) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ} (الشعراء)
يقول أهل العلم أن الله تعالى استجاب لموسى عليه السلام فأزال العقده التي تمنعه من الكلام وهو اللثغ الذي أصيب به، وقال أحد أهل العلم:
" ... {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي} وذلك لما كان أصابه من اللثغ، حين عرض عليه التمرة والجمرة، فأخذ الجمرة فوضعها على لسانه، كما سيأتي بيانه، وما سأل أن يزول ذلك بالكلية، بل بحيث يزول العي، ويحصل لهم فهم ما يريد منه وهو قدر الحاجة. ولو سأل الجميع لزال، ... ، قال الله تعالى إخبارًا عن فرعون أنه قال: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ} [الزخرف:52] أي: يفصح بالكلام. "أهـ
والسؤال هل بقي ما يمنع موسى عليه السلام من البيان فعلا،
وقد دعا موسى عليه السلام بقوله:
{وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي}
فدعا ربه أن يحلل عقدة لسانه بحيث يفقه قوله،
أم أن فرعون يسترجع ذكريات مضت،
وقد بين موسى وأدى الأمانة على أكمل وجه وقد زال اللثغ،
ولم يرد أن هارون عليه السلام قد تحدث نيابة عن موسى عليه السلام،
وفي قوله تعالى:
{قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ} (الشعراء)
بيان لما يتعرض له أكثر الناس عند تعرضهم لما يضايقهم بشدة من عدم القدرة على البيان وانطلاق اللسان بما يريدون تماما؟