- كلام الناس المحكي في القرآن عندما قالوه كان غير معجز ولكنه عندما حكاه الله صيره معجزا يقول ابن حزم "وأن الله تعالى منع الخلق من مثله وكساه الإعجاز وسلبه جميع كلام الخلق وبرهان ذلك أن الله حكى عن قوم من أهل النار انهم يقولون إذا سئلوا عن سبب دخولهم النار "لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى آتانا اليقين" وحكى تعالى عن كافر قال "إن هذا إلا سحر يؤثران هذا إلا قول البشر" وحكى عن آخرين أنهم قالوا "لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرأه" فكان هذا كله إذ قاله غير الله عز و جل غير معجز بلا خلاف إذ لم يقل أحد من أهل الإسلام أن كلام غير الله تعالى معجز لكن لما قاله الله تعالى وجعله كلاما له أصاره معجزا ومنع من مماثلته "

- ذهب ابن حزم إلى أن الإعجاز ليس مقداراً مخصوصاً؛ يقول ابن حزم " وذهب سائر أهل الإسلام إلى أن القرآن كله قليله وكثيره معجز وهذا هو الحق الذي لا يجوز خلافه ولا حجة لهم في قوله تعالى "فأتوا بسورة من مثله" لأنه تعالى لم يقل أن ما دون السورة ليس معجزا بل قد قال تعالى على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ولا يختلف اثنان في أن كل شيء من القرآن قرآن فكل شيء من القرآن معجز ثم تعارضهم في تحديدهم المعجز بسورة فصاعدا فنقول أخبرونا ماذا تعنون بقولكم أن المعجز مقدار سورة أسورة كاملة لا أقل أم مقدار الكوثر في الآيات أم مقدارها في الكلمات أم مقدارها في الحروف ولا سبيل إلى وجه خامس فإن قالوا المعجز سورة تامة لا أقل لزمهم أن سورة البقرة حاشا آية واحدة أو كلمة واحدة من آخرها أو من أولها ليست معجزة وهكذا كل سورة وهذا كفر مجرد لا خفاء به إذ جعلوا كل سورة في القرآن سوى كلمة من أولها أو من وسطها أو من آخرها لمقدور على مثلها وإن قالوا بل مقدارها من الآيات لزمهم أن آية الدين ليست معجزة لأنها ليست ثلاث آيات ولزمهم مع ذلك أن "والفجر وليال عشر والشفع والوتر " معجز كآية الكرسي وآيتان إليها لأنها ثلاث آيات وهذا غير قولهم ومكابرة أيضا أن تكون هذه الكلمات معجزة حاشا كلمة غير معجزة ولزمهم أيضا أن "والضحى "و"الفجر" و"العصر" هذه الكلمات الثلاث فقط معجزات لأنهن ثلاث آيات فإن قالوا هن متفرقات غير متصلات لزمهم إسقاط الإعجاز عن ألف آية متفرقة وإمكان المجيء بمثلها ومن جعل هذا ممكنا فقد كابر العيان وخرج عن الإسلام وأبطل الإعجاز عن القرآن وفي هذا كفاية لمن نصح نفسه"

ويقول أيضا "وإن قالوا بل في عدد الكلمات أو قالوا عدد الحروف لزمهم شيئان مسقطان لقولهم أحدهما إبطال احتجاجهم بقوله تعالى "بسورة من مثله" لأنهم جعلوا معجزا ما ليس سورة ولم يقل تعالى بمقدار فلاح تمويههم والثاني أن سورة الكوثر عشر كلمات اثنان وأربعون حرفا وقد قال الله تعالى "وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان" اثنتا عشرة كلمة اثنان وسبعون حرفا وإن اقتصرنا على الأسماء فقط كانت عشرة كلمات اثنين وستين حرفا فهذا أكثر كلمات وحروفا من سورة الكوثر فينبغي أن يكون هذا معجزا عندكم ويكون "ولكم في القصاص حياة" غير معجز فإن قالوا أن هذا غير معجز تركوا قولهم في إعجاز مقدار أقل سورة في عدد الكلمات وعدد الحروف وإن قالوا بل هو معجز تركوا قولهم في أنه في أعلى درج البلاغة ويلزمهم أيضا أننا إن أسقطنا من هذه الأسماء اسمين ومن سورة الكوثر كلمات أن لا يكون شيء من ذلك معجزا فظهر سقوط كلامهم وتخليطه وفساده وأيضا فإذا كانت الآية منه أو الآيتان غير معجزة وكانت مقدورا على مثلها وإذا كان ذلك فكله مقدور على مثله وهذا كفر فإن قالوا إذا اجتمعت ثلاث آيات صارت غير مقدور عليها قيل لهم هذا غير قولكم إن إعجازه إنما هو من طريق البلاغة لأن طريق البلاغة في الآية كهو في الثلاث ولا فرق والحق من هذا هو ما قاله الله تعالى " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله وإن كل كلمة قائمة المعنى يعلم إذا تليت أنها من القرآن فإنها معجزة لا يقدر أحد على المجيء بمثلها أبدا لأن الله تعالى حال بين الناس وبين ذلك "

وكلام ابن حزم يحتاج إلى مناقشة

ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[27 Feb 2009, 05:35 م]ـ

انا اظن ان الباحث الاول السائل يكفيه في الجواب عن سؤاله الاول ان يطالع على عجل كتاب فكرة اعجاز القران من البعثة النبوية حتى العصر الحاضر للاستاذ نعيم الحمصي

ـ[شهاب الدين]ــــــــ[27 Feb 2009, 07:34 م]ـ

" فكرة اعجاز القران من البعثة النبوية حتى العصر الحاضر للاستاذ نعيم الحمصي " كيف يمكننى الحصول عليه؟ و هل من متفضل ينزله لنا؟ و سأكون له من الشاكرين ......

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015