ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[24 Feb 2009, 08:10 م]ـ

بارك الله فيكم.

وقال الحافظ في الفتح:

(اشتهر أن صاحب الصور إسرافيل عليه السلام، ونقل فيه الحليمي الإجماع، ووقع التصريح به في حديث وهب بن منبه، وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي، وفي حديث أبي هريرة عند ابن مردويه، وكذلك في حديث الصور الطويل) اهـ.

والله أعلم.

نعم ولكنه ضعف هذه الروايات في نفس الصفحة وهذا نصه كاملا: فتح الباري - ابن حجر - (ج 11 / ص 368)

واخرج أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وصححه بن حبان والحاكم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال ما الصور قال قرن ينفخ فيه ,والترمذي أيضا وحسنه من حديث أبي سعيد مرفوعا كيف انعم وصاحب الصور قد التقم القرن واستمع الإذن متى يؤمر بالنفخ وأخرجه الطبراني من حديث زيد بن أرقم وبن مردويه من حديث أبي هريرة ولأحمد والبيهقي من حديث بن عباس وفيه جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره وهو صاحب الصور يعني اسرافيل وفي أسانيد كل منهما مقال وللحاكم بسند حسن عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة رفعه ان طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينيه كوكبان دريان .... تنبيه اشتهر أن صاحب الصور اسرافيل عليه السلام ونقل فيه الحليمي الإجماع ووقع التصريح به في حديث وهب بن منبه المذكور وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي وفي حديث أبي هريرة عند بن مردوية وكذا في حديث الصور الطويل الذي أخرجه عبد بن حميد والطبري وأبو يعلى في الكبير والطبراني في الطوالات وعلي بن معبد في كتاب الطاعة والمعصية والبيهقي في البعث من حديث أبي هريرة ومداره على إسماعيل بن رافع واضطرب في سنده مع ضعفه فرواه عن محمد بن كعب القرظي تارة بلا واسطة وتارة بواسطة رجل مبهم ومحمد عن أبي هريرة تارة بلا واسطة وتارة بواسطة رجل من الأنصار مبهم أيضا وأخرجه إسماعيل بن أبي زياد الشامي أحد الضعفاء أيضا في تفسيره عن محمد بن عجلان عن محمد بن كعب القرظي واعترض مغلطاي على عبد الحق في تضعيفه الحديث بإسماعيل بن رافع وخفي عليه أن الشامي أضعف منه ولعله سرقه منه فألصقه بابن عجلان وقد قال الدارقطني انه متروك يضع الحديث وقال الخليلي شيخ ضعيف شحن / 369 تفسيره بما لا يتابع عليه وقال الحافظ عماد الدين بن كثير في حديث الصور جمعه إسماعيل بن رافع من عدة آثار وأصله عنده عن أبي هريرة فساقه كله مساقا واحدا وقد صحح الحديث من طريق إسماعيل بن رافع القاضي أبو بكر بن العربي في سراجه وتبعه القرطبي في التذكرة وقول عبد الحق في تضعيفه أولى وضعفه قبله البيهقي فوقع في هذا الحديث عند علي بن معبد ان الله خلق الصور فأعطاه اسرافيل فهو واضعه على فيه شاخص ببصره إلى العرش الحديث.وقد ذكرت ما جاء عن وهب بن منبه في ذلك فلعله أصله وجاء أن الذي ينفخ في الصور غيره ففي الطبراني الأوسط عن عبد الله بن الحارث كنا عند عائشة فقالت يا كعب أخبرني عن اسرافيل فذكر الحديث وفيه وملك الصور جاث على إحدى ركبتيه وقد نصب الأخرى يلتقم الصور محنيا ظهره شاخصا ببصره إلى اسرافيل وقد أمر إذا رأى اسرافيل قد ضم جناحيه أن ينفخ في الصور فقالت عائشة سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم ورجاله ثقات الا على بن زيد بن جدعان ففيه ضعف فان ثبت حمل على انهما جميعا ينفخان ويؤيده ما أخرجه هناد بن السري في كتاب الزهد بسند صحيح لكنه موقوف على عبد الرحمن بن أبي عمرة قال ما من صباح الا وملكان موكلان بالصور ومن طريق عبد الله بن ضمرة مثله وزاد ينتظران متى ينفخان ونحوه عند احمد من طريق سليمان التيمي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أو عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه و سلم قال النافخان في السماء الثانية رأس أحدهما بالمشرق ورجلاه بالمغرب أو قال بالعكس ينتظران متى يؤمران ان ينفخا في الصور فينفخا ورجاله ثقات وأخرجه الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو بغير شك ولابن ماجة والبزار من حديث أبي سعيد رفعه ان صاحبي الصور بأيديهما قرنان يلاحظان النظر متى يؤمران وعلى هذا فقوله في حديث عائشة انه إذا رأى اسرافيل ضم جناحيه نفخ انه ينفخ النفخة الأولى وهي نفخة الصعق ثم ينفخ اسرافيل النفخة الثانية وهي نفخة البعث."

وقد أتيت بكلامه بطوله -وأسقطت بعض الأحاديث التي لا علاقة لها بما نحن فيه فليعلم-

. فابن حجر رمه الله نفسه يضعف هذه الأحاديث.

ثم بحثت عن حديث أبي سعيد الخدري الذي عزاه للبيهقي -وعزاه سليم الهلالي للبعث له- فقد رواه غير البيهقي ولم يذكروا فيه إسرافيل: منهم الإمام أحمد في المسند (3/ 9 - 10) وسنن أبي داود 3998و3999) وحفص الدوري في جزء في قراءات النبي صلى الله عليع وسلم (17و18) والمصاحف لابن أبي داود (281و282) وابن أبي الدنيا في الأهوال (48) والحاكم في المستدرك (2/ 291/3048و3049 ط دار الكتب العلمية) واللالكائي في السنة (2183) وليس فيه ذكر إسرافيل!!! ثم هو مع ذلك ضعيف لأجل عطية العوفي.

.

في تحفة الأحوذي [قال الحافظ في الفتح بعد ذكر حديث أبي سعيد هذا وأخرجه الطبراني من حديث زيد بن أرقم وبن مردويه من حديث أبي هريرة ولأحمد والبيهقي من حديث بن عباس وفيه جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره وهو صاحب الصور يعني إسرافيل

وفي أسانيد كل منها مقال]

وأنقل هنا تضعيف الأرناؤوط لحديث أبي مرية: [قال عبد القادر الأرناؤوط في تخريجه لنهاية البداية والنهاية (17/ 173) رواه أحمد وهو ضعيف للشك في إرساله واتصاله، ولجهالة أبي مرية.]

تصويب: حديث الصور الطويل ضعيف خرجه الشيخ الألباني في تخريج العقيدة الطحاوية لأجل إسماعيل بن رافع: ضعيف: تخريج الطحاوية 232 وليس لجهالة راويه كما ذكرتُه سهوا.

فإذن لم يصح-بعد- تسمية صاحب القرن، وأنه إسرافيل، بل حديث شهوده لغزوة بدر يدل على أنه غيره.

فما رأيكم؟

ذلك أن المشهور في كتب التفسير قاطبة، أن الملك الموكل بالنفخ في الصور هو إسرافيل. حتى نقل بعضهم عليه الإجماع! فلا بد أن يدلل عليه أو يصحح.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015