وكذلك هو في " جامع المسانيد " لابن كثير أيضاً (16/ 9/ 3)، و " أطراف المسند " لابن حجر العسقلاني (4/ 112/ 124)، وحقق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله أنه كذلك ثبت في أصول " المسند " الثلاثة، ويشكل عليه أن العلماء والحفاظ في كتب التراجم و " الأسماء والكنى " لم يترجموه الا بـ (أبو مُراية) بالضم والتخفيف وياء تحتية بعد الألف، مثل: كتاب " التاريخ " للبخاري (3/ 1/154)، و " الجرح " لابن أبي حاتم (2/ 2/ 118)، و " الثقات " لابن حبان (5/ 31).

وعلى هذا أجمعت كتب " الأسماء والكنى " مثل: كتاب مسلم (2/ 827/3342)، والدولابي (2/ 2 1 1)، و " المشتبه " للذهبي - وكتابه الآخر " المقتنى " -سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة - (ج 14 / ص 923)

وشروحه مثل " التوضيح " لابن ناصر الدين الدمشقي، و " التبصير " لابن حجر العسقلاني، وكتابه الآخر " تعجيل المنفعة ".

ولم يذكر أحد منهم الكنية الأولى سوى ابن ناصر الدين؛ فإنه قال:

" قلت: وقال سليمان التيمي: (أبو مرية) بحذف الألف، وتشديد المثناة تحت .. حكاه عن التيمي ابن منده في (الكنى) ".

قلت: وفي ظني أن ابن منده يشير إلى رواية أحمد هذه؛ فإنها من رواية التيمي - كما رأيت -. وقد ذكروا أنه روى عنه قتادة، وأسلم العجلي. وهذا من رواية أسلم عنه.

وأما رواية قتادة عنه فقد سبق تخريجها في " الصحيحة " (180)، ووقع فيها على الصواب: (أبو مُراية).

قلت: فالذي يظهر لي - والله أعلم - من مجموع ما تقدم: أن الذي في " المسند " خطأ قديم من بعض رواته عن مؤلفه، مثل أبي بكر القطيعي؛ ففيه كلام يسير - كما كنت ذكرت في كتابي " الذب الأحمد عن مسند أحمد " -،

وسواء كان الخطأ منه أو من غيره؛ فتوهيمه - بلا شك - أولى من توهيم هؤلاء الأئمة الذين أجمعوا على ضبطه بخلاف ما وقع في إسناده؛ ولذلك فما أعجبني - حقاً - إصرار الشيخ أحمد شاكر على تصويب ما فيه، وتخطئة ما في كتابي البخاري والعسقلاني أعني: " التعجيل "! وفي اعتقادي أنه لو تيسر له تتبع هذه الترجمة من بعض المصادر المتقدمة - بله كلها -؛ لم يسعه - إن شاء الله - إلا أن يتبنى ما أجمعوا عليه، وأن ينسب الوهم إلى من أشرت إليه. اهـ المقصود

أما ما ذكرتم بارك الله فيكم من رفع الجهالة عن أبي مراية فمردود لأنه لم يرو عنه إلا اثنان وهذا لا يكفي لرفع الجهالة عنه. وتوثيق ابن حبان [الثقات لابن حبان - (ج 6 / ص 57) 6709 - أيوب بن عبد الرحمن شيخ يروى عن مالك بن أوس بن الحدثان روى عنه أبو مراية العجلي] هنا فهو من تساهله وقد نص على جهالته غير واحد:

كتاب الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي - (ج 1 / ص 131): 469 أيوب بن عبد الرحمن العدوي يروي عن التابعين قال الأزدي ضعيف مجهول

المغني في الضعفاء - (ج 1 / ص 97) للذهبي: 819 أيوب بن عبد الرحمن العدوي عن تابعي مجهول له في الضوء

لسان الميزان - (ج 1 / ص 485): 1497 - أيوب بن عبد الرحمن العدوي عن بعض التابعين له في الوضوء مجهول انتهى وشيخه الذي ابهم اسمه أبو السائب روى عنه عن أبي هريرة حديث إذا توضأت فليكن أول ما تبدأ به من وضوءك أن تستنثر فإنها منفرة قال الأزدي هو ضعيف مجهول وفي الثقات لابن حبان أيوب بن عبد الرحمن شيخ يروي عن مالك بن أوس بن الحدثان روى عنه أبو مراية العجلي قال بن حبان حدثنا بن قتيبة ثنا بن أبي السري ثنا معتمر ثنا أبي عن أسلم عن أبي مراية عن أيوب بن عبد الرحمن عن مالك بن أوس بن الحدثان قال سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول الشاب الذيال أمير المصرين يلبس فروتها ويأكل خضرتها ويقتل أشراف أهلها قال أبو المعتمر أظنه الحجاج قلت فيحتمل أن يكون هو صاحب الترجمة

ميزان الاعتدال في نقد الرجال - (ج 1 / ص 460): 1090 [1506] أيوب بن عبد الرحمن العدوي عن بعض التابعين له في الوضوء مجهول

بارك الله فيكم على هذه الزيادات المفيدة.

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 Feb 2009, 07:34 ص]ـ

بارك الله فيكم.

لا شك أن الإجماع حجة.

وقد نقل الإجماع على أن نافخ الصور هو إسرافيل عليه السلام.

قال العلامة القرطبي في الجامع:

(والأمم مجمعة على أن الذي ينفخ في الصور إسرافيل عليه السلام) اهـ.

وقال الحافظ في الفتح:

(اشتهر أن صاحب الصور إسرافيل عليه السلام، ونقل فيه الحليمي الإجماع، ووقع التصريح به في حديث وهب بن منبه، وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي، وفي حديث أبي هريرة عند ابن مردويه، وكذلك في حديث الصور الطويل) اهـ.

والله أعلم.

ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[24 Feb 2009, 09:17 ص]ـ

نعم الإجماع حجة؛ و إثباته صعب؛

ولكن أين في شريعتنا أن النافخ هو إسرافيل؟

لا بد من بيان، والشهرة لا تكفي. كما رأينا في تسمية ملك الموت بعزرائيل!

مع أنه معارض -فيما يبدو- بحديث علي رضي الله عنه، أن إسرافيل شهد بدرا! كما تقدم

وما ذكره الحافظ رحمه الله لا بد من النظر في إسناده، وكله ضعيف

أما حديث وهب فلا حجة فيه لإرساله هذا إن صح سنده إليه.

وأما حديث أبي سعيد عند البيهقي وحديث أبي هريرة عند ابن مردويه، فسأعيد النظر فيهما لاحقا فليست المراجع الآن بين يدي.

وأما حديث الصور الطويل فمختلف فيه، والذي رجحه الشيخ الألباني رحمه الله ضعفه كما في تخريج الطحاوية وغيرها لجهالة راويها.

وأحاديث النفخ في الصور جمعها الحافظ ابن كثير في تفسيره والذي جاء التصريح به أنه إسرافيل لا حجة فيه من جهة الإسناد.

أما إجماع الحليمي فليس مما يعتمد عليه مع عدم توفر الأدلة المعضدة لنقله.

والله أعلم وبارك الله فيك

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015