أخوكم عبد الله المدني المغربي؟

أخي الكريم إليك وإلى من يعنيهم بحث هذه المسألة بعض النقول استللتها لضيق الوقت عن التقصي مع أن المسألة بينة ظاهرة ولله الحمد.

قال النووي في المنهاج: (مَا أُثْبِتَ فِي الْمُصْحَفِ الْآنَ مِنْ أَسْمَاءِ السُّوَرِ وَالْأَعْشَارُ شَيْءٌ ابْتَدَعَهُ الْحَجَّاجُ فِي زَمَنِهِ).

وقال ابن أبي النجا المقدسي صاحب الإقناع من الحنابلة في البسملة: (هي آية من كل سورة إلا براءة لإجماع الصحابة على إثباتها في المصحف بخطه أوائل السور سوى براءة، دون الأعشار وتراجم السور والتعوذ).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وَلِهَذَا أَمَرَ الصَّحَابَةُ وَالْعُلَمَاءُ بِتَجْرِيدِ الْقُرْآنِ وَأَنْ لَا يَكْتُبَ فِي الْمُصْحَفِ غَيْرُ الْقُرْآنِ فَلَا يُكْتَبُ أَسْمَاءُ السُّوَرِ وَلَا التَّخْمِيسُ وَالتَّعْشِيرُ وَلَا آمِينَ وَلَا غَيْرُ ذَلِكَ وَالْمَصَاحِفُ الْقَدِيمَةُ كَتَبَهَا أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ وَفِي الْمَصَاحِفِ مَنْ قَدْ كَتَبَ نَاسِخُهَا أَسْمَاءَ السُّوَرِ وَالتَّخْمِيسَ وَالتَّعْشِيرَ وَالْوَقْفَ وَالِابْتِدَاءَ وَكَتَبَ فِي آخِرِ الْمُصْحَفِ تَصْدِيقَهُ وَدَعَا وَكَتَبَ اسْمَهُ وَنَحْوَ ذَلِكَ وَلَيْسَ هَذَا مِنْ الْقُرْآنِ).

وقال ابن كثير في مقدمة تفسيره: (واختلفوا في الشكل والنقط فمن مرخص ومن مانع، فأما كتابة السور وآياتها والتعشير والأجزاء والأحزاب فكثير في مصاحف زماننا، والأولى اتباع السلف الصالح) ..

وقال أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه فضائل القرآن: (حدثنا يحيى بن سعيد، عن أبي بكر السراج، قال: قلت لأبي رزين: أكتب في مصحفي سورة كذا وكذا؟

قال: لا، إني أخاف أن ينشأ قوم لا يعرفونه فيظنوا أنه من القرآن).

ورواه ابن أبي داوود.

وروى ابن أبي داوود في كتاب المصاحف عن الأعمش قال: سألت إبراهيم (وهو النخعي) عن التعشير في المصحف، وتكتب سورة كذا وكذا؛ فكرهه، وكان يقول: جردوا القرآن)

وروى فيه أيضاً عن أبي حمزة الأعور قال: أتيت إبراهيم بمصحف لي مكتوب فيه سورة كذا، وكذا آية، فقال إبراهيم: امح هذا؛ فإن ابن مسعود كان يكره هذا، ويقول لا تخلطوا بكتاب الله ما ليس منه).

ولابن عاشور في مقدمة تفسيره كلام عن هذه المسألة وللشيخ أحمد شاكر كذلك وفي فتاوى اللجنة الدائمة ولكن ضاق بي الوقت عن مراجعتها ولعل فيما ذكر كفاية

وهي مسألة لا أعلم فيها خلافاً بين المتقدمين، أي لم أطلع على أن أحداً من المتقدمين زعم خلاف ذلك، بل إن مما يدل على ذلك اختلاف الفقهاء في كل مذهب في مسألة جواز كتابة أسماء السور في المصاحف، وما كانوا ليختلفوا في هذه المسألة لو كانت التسميات في المصاحف توقيفية ومن عمل الصحابة رضي الله عنهم.

إلا أن بعض متأخري فقهاء الشافعية أراد أن يجمع بين كلام النووي في المنهاج، وكلام السيوطي في الإتقان فذهب إلى أن أسماء السور توقيفية وأما إثباتها في المصاحف فكان في زمن الحجاج، وهو منهج خاطئ في الجمع

فالمسألتان منفكتان

- مسألة كتابة أسماء السور في المصاحف

- ومسألة تسميات السور

فالأولى مسألة تأريخية عمدتها النقل، وقد ذكرت عدداً من النقول المفيدة بأن كتابة أسماء السور في المصاحف لم تكن من عمل الصحابة

- وأما المسألة الثانية وهي أسماء السور هل هي توقيفية أم هل هي اجتهادية

فهذه بينت لكم في الرابط في أول مشاركة لي تحقيقاً مفصلاً عنها وأرى الإخوة تجاهلوه وتجاهلوا النقاط التي وجهت إليهم أسئلة من خلالها

وبدأوا الخوض في الأدلة الداخلية - حسبما أسموه- وهي عند التحقيق لا قيمة لها ميزان الاستدلال العلمي الشرعي

ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[26 Feb 2009, 04:16 ص]ـ

الأخ الكريم الداخل حفظه الله

1. ورود أحاديث صحيحة متعددة تنص على أسماء عدد من السور يثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسمي السور. أما الزعم بأنه سمى البعض من السور دون البعض الآخر فيحتاج إلى دليل.

2. عدم اختلاف الصحابة في الأسماء يؤكد ما قلناه في البند الأول. ومعلوم أن هناك من الأحاديث الموقوفة ما له حكم المرفوع ومن ذلك الأسماء المتعلقة بالسور لما عهد عن الصحابة من التزام شديد وعلى وجه الخصوص عندما يتعلق الأمر بالقرآن الكريم.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015