ـ[محمد رشيد]ــــــــ[19 Feb 2009, 12:49 م]ـ
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، لك الحمد ربنا كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، نحمدك ربنا لا نحصي ثناءا عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تعبد ..
وبعد ..
فهذه نماذج من تربويات مقتطفة من كتاب " في ظلال القرآن " للمسلم العظيم سيد قطب رحمه الله تعالى ورضي عنه .. وذلك في صورة سلسلة.
كلمة بخصوص سيد قطب ـ رحمه الله ورضي عنه ـ
لقد غصت حول أدبيات هذا الرجل العظيم، وفحصت وتتبعت أطروحاته رحمه الله، وبغض النظر عن تأييدي أو مخالفتي له ـ فهذا لا ينفع أو يضر بذاته ـ إلا أني أقول:
إن هذا الرجل لعله أكثر الشخصيات المعاصرة تم ظلمها! ظلم هذا الرجل ولم يستوف حقه ممن أجحفوه وممن أنصفوه؛ أما من أجحفوه فهو واضح، وأما من أنصفوه فقد كان ظلمهم له على وجهين:
أ ـ أنهم ما وفوه حقه بإدراك عميق فهمه وتصوره وتصويره؛ فقد رزق الرجل عقلا تصوريا عميقا لا تناسبه القراءة السطحية القشرية التي يتميز بها الشباب وكثير من الدعاة في عصرنا. فحتى من أنصفوه فإنهم لم يغوصوا إلى العمق التصوري في الحس الإسلامي الذي غاص إليه الرجل وأحسه.
ب ـ أنهم استشهدوا به في قضايا هم يؤمنون بها، ولم يفهموا مراده، ولم يحرروا مجاله .. فأكدوا على الرجل تهمة التكفير، واستشهدوا بنصوص له خالت حتى على المشايخ، وما ذلك إلا لعدم القدرة على مجاراة تصور الرجل وتصويره، ثم من عدم تحرير مجال الرجل ومحل انصباب حبر قلمه المؤمن.
نعم .. أنا أؤمن ـ كما يؤمن كل مسلم ولو نظريا ـ بما يقول به هذا المؤمن حول قضايا العقيدة وحدود الإسلام وصفة الجاهلية ووجوب المفاصلة والحسم في قضايا الاعتقاد والتسليم لرب الأرباب .. وهي قضايا ـ لو تأملنا ـ نتفق فيها جميعا، ولا يخالف فيها مؤمن ولا داعية ولا واحد من عوام المتدينين ـ حتى من بعض الجيوب المخذلة ـ
ولكني لم أفهم من هذا الرجل ـ أبدا ـ تكفير المعين، أو الجمهور، فلم أفهم منه تكفير زيد وعبيد، وهناك شيء عجيب في كتبه غريب ألا يلاحظه أحد؛ فإنه على ضخامة تراث الرجل .. لم يذكر اسما واحدا في مصنفاته أنزل عليه حكما من أحكامه التي ينسبها له المعاصرون ويتبنون من خلالها أقوالا لم يتبنها ..
بل على العكس ـ يشهد الله ـ لقد تعلمت من قلم هذا الرجل كيف أكون رؤوفا بالمسلمين، وبالبشرية جمعاء .. إن هذه البشرية المحرومة من جمال هذه العقيدة والله إن حالها ليرثى له .. وهذا ما ترجم لي مشهادتي وتأملاتي كلما سرت وتأملت في المجتمع .. فأرى الناس محرومة من نعمة ربانية وهبها الله إياها .. فأشعر ـ والله ـ بإشفاق شديد عليها .. وبرغبة جامحة للتحرك ودعوتها للحصول على ما وهبها الله إياه ..
هذا ما تعلمته من أدبيات هذا الرجل، أو قل: هذا ما أشربته من معايشتي لتلك الأدبيات .. وليس هو التكفير والنبذ للناس ..
وأنا على استعداد تام ـ لولا ضيق وقتي الشديد ـ لمن تميز بالصبر وطول النفس وقبل ذلك وبعده " الإنصاف " أن نتباحث، فنضع أمامنا كل تراث سيد قطب، ونتباحث بنفس طويل، وقراءة متأنية، هادئة، هادفة، ما نسبه إليه المعاصرون ـ وأعني المؤيدين له المستشهدين به ـ فأدبيات الرجل علامة فارقة في التاريخ المعاصر للدعوة، ومخزن توجيه للحركة الصحوية ـ وهذا لا يدركه إلا من قرأ الظلال والمعالم والخصائص والمقومات ثم هو فهم الرجل لا أن يقرأه بحكم مسبق وخلفية محتومة ـ .. وخلاف تلك الصفة ـ الإنصاف ـ فلينشغل كل بما ينفعه.
هذه كلمتي أجملها حول هذا الرجل.
ونسلك المراد ..
تنبيه / كافة المقتطفات هي من ظلال القرآن، وهي ليست مرتبة، بل هي كما يظهر في عنونها (من تربويات الظلال) ولكنها تم انتقاؤها بعناية شديدة، ووضعت عليها ما يناسب من التعليق أو التعريف ـ إذا تطلبت ذلك ـ وربما تصل منا إلى 20 حلقة أو تزيد إن شاء الله سبحانه.
أدعو إخواني لتأمل تلك المرحلية البنائية للمجتمع المسلم .. وأن يبدي من يرغب تصوره حولها من تعديل أو تققيم أو تصوير واقعي لنظريتها .. والله تعالى المستعان.
يقول سيد قطب رحمه الله:
¥