5 - إن الدراسات الحديثة في هذا المضمار تؤكد أيضا أن للصوت القرآني المجرد أثره البالغ على النفوس البشرية على اختلافها وتباينها " وقد استعملت أجهزة إلكترونية مزودة بالكمبيوتر لمراقبة وقياس أيّ تغيرات فسيولجية عند عدد من المتطوعين الأصحاء – متحدثين بالعربية وغير متحدثين بها – أثناء استماعهم لتلاوة قرآنية؛ فأثبتت التجارب المبدئية وجود أثر مهدئ للقرآن في 97% من التجارب في شكل تغيرات فسيولجية تدلّ على تخفيف توتر الجهاز العصبي التلقائي، ويمكن أن يعزى ذلك إلى صوت الألفاظ القرآنية؛ بغضّ النظر عما إذا كان المستمع قد فهمها أو لم يفهمها؛ وبغضّ النظر عن إيمان المستمع"
6 - اكتشف العلماء - بواسطة أحد الأجهزة الحديثة - أن للمخ البشري موجات أربع، ولكل موجة منها سرعة في الثانية الواحدة، ففي حالة اليقظة يتحرك هذا المخ بسرعة 13 ـ25 موجة في الثانية، أما في حالة الهدوء النفسي الشديد والتفكير العميق فيتحرك بسرعة 8ـ12 موجة في الثانية، وفي حالة الهدوء النفسي العميق ومرحلة الخلود إلى النوم يتحرك المخ بسرعة موجة في الثانية، وفي النوم العميق يتحرك بسرعة نصف إلى 3 موجات في الثانية. كما وجدوا أن الصوت القرآني يعمل على خفض الموجات الدماغية بشكل سريع إلى منطقة 8ـ12 موجة في الثانية لدى أشخاص لا يفهمون منه حرفا أي أنه يبلغ بالإنسان درجة من الهدوء النفسي العميق.
7 - في دراسة حديثة عن الطب النفسي بالمستشفى الأكاديمي في العاصمة الهولندية "أمستردام" أثبت الباحث الهولندي البروفيسور "فان دير هوفين" أن قراءة القرآن وخاصة حروف معينة منه يعالج أصعب الأمراض النفسية ويبعث على هدوء الأعصاب لدى الإنسان.
8 - إن للألفاظ الفرآنية ظلالا وأرواحا تخلعها على النص فتضفي عليه جماليات رائعة؛ وإذا ما جرّدت هذه النصوص من أجراس الألفاظ فقدت جزءاً مقدراً من خصائصها الفنية؛ وصارت معان وأفكاراً مجردة؛ يقول سيد قطب: " إني لأنظر في القرآن - أعلى قمة في التعبير الأدبي في اللغة العربية بعض النظر عن القداسة الدينية – حين تنقل بعض آياته الفنية إلى لغة أخرى وحين تتخلّف عن الترجمة صوره وظلاله وإيقاعاته؛ إنه يفقد جماله الفنيّ؛ وإن بقيت قيمته المعنوية، ويستحيل حينئذ تقدير قيمته من هذه الوجهة. أما نقل صورهـ وظلاله فهو عمل أراه أعسر من العسر لدقة هذه الخصائص وتسامي آفاقها "
10 - لما تحيّر الوليد بن المغيرة – وهو مشرك لم يؤمن قط - وصف القرآن وصفا فريدا والأمر مشهور معروف
11 - ليس أدل على ظهور هذا الجانب الصوتي المتميز في القرآن من أن الكفار قد حاولوا اللغو عند تلاوته -كما حكى عنهم القرآن "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ" وذلك حتى لا يتسلل ذلك الصوت المميز الذي ليس له من مثيل إلى قلوبهم.
12 - قال تعالى عن الجن الذين تزاحموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن حتى كادوا يكونون عليه لبدا: "فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا" أي: عجيبا في فصاحة كلامه الذي لا يوجد مثله
13 - قال عز وجل: "وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ" فلولا أن سماعه إياه حجة عليه لم يقف أمره على سماعه كما ذكر الباقلاني
ولا شك أن هذه النماذج التي عرضناها تحتاج إلى دراسة وتحليل وتعليل يسبر أغوارها ويعيّن أسبابها، وإذا رجعنا إلى تراثنا القديم - لتحديد معايير دقيقة تساهم في عملية التحليل هذه - فإن أقرب علم إلى دراسة مثل هذه الظواهر هو علم الفصاحة؛ ولكن هل يمكن لمعايير هذا العلم أن تمنحنا التفسير الكافي لمثل تلك النماذج؟
حسب دراستي لهذا الأمر أشك في ذلك وأترك الأمر للنقاش ربما تتفتح لنا فيه بإذنه تعالى آفاق أخرى
ـ[لطيفة]ــــــــ[21 Feb 2009, 12:03 ص]ـ
موضوع جدير بالنقاش
ليت الدكتور الفاضل يتحفنا بالشواهد
وليت الأعضاء الكرام يتحفوننا بالمدارسة واالنقاش
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[21 Feb 2009, 09:59 م]ـ
الأخت لطيفة شكرا لاهتمامك، وسوف أعرض هنا نقدا لمعايير الفصاحة بشكلها القديم وأعرض نقد من هاجموا أصحابها نحو عبد القاهر الجرجاني ذلك العلامة المتميز في دراسة الإعجاز القرآني.
¥