والكتاب في اللغة له معان كثيرة منها ما أنزله الله على الأنبياء (7)، ويطْلَقٌ على التوراةُ والإنجيل والقرآنَ، والكِتابُ أيضا هو: الفَرْض؛ قال الله تعالى: (كُتِبَ عليكم القِصاصُ في القَتْلى) وقال: (كُتِبَ عليكم الصيامُ)؛ ومعناه: فُرِضَ. وقال: (و كَتَبْنا عليهم فيها) أَي: فَرَضْنا، والكتاب أَن بعْطني العبد سيده ثَمَنَه على أَن يعْتِقَه. وفي التنزيل العزيز: (والذينَ يَبْتَغُونَ الكِتاب مما مَلَكَتْ أَيمانُكم فكاتِبُوهم إن عَلِمْتُم فيهم خَيْراً) فكل هذه من معاني الكتاب في العربية. وقد سميت كل الرسالات كتبا رغم أنه لم يثبت أن نبيا من الأنبياء فد أعطي شيئا مكتوبا (بالخط) إلا ألواح موسى، وقد أضاف الله الكتابة إلى نفسه في الألواح على جهة التشريف؛ والحق أن القرآن كتاب محفوظ في الصدور لا القراطيس، وهذه ميزة لا توجد في غيره من كتب الله تعالى، وجاء في صحيح مسلم أن الله تعالى يقول: (إني منزل عليك كتابا لا يغسله الماء) أي لو غسل الماء المحل المكتوب فيه لما احتيج إلى ذلك المحل لأنه محفوظ في الصدور ميسر على الألسنة مهيمن على القلوب معجز لفظا ومعنى؛ ولذلك قال تعالى: (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) أي: أن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يتلو من قبل القرآن كتابا ولا يكتبه ويخطه بيده بل هو آيات بينات محفوظ في صدور الذين أوتوا العلم لا في قراطيسهم ولهذا فإن الكتابة ليست بشيء ذي بال كبير في حفظ القرآن بل هي شيء كمالي فحسب.

والحق أن عقول النصارى ومراكزهم عاملة ناصبة لمحاولة ضرب التميز القرآني ولن يكفوا عن ذلك أبدا وإن كانوا هم الخاسرون في كل مرة ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون ومع ذلك يبقى القرآن عظيما تاما عزيزا ولو كرهوا

كناطحٍ صخرةً يوماً ليَفْلِقَها فلم يَضِرْها وأَوْهَى قَرْنَه الوَعِلُ

د. جمال الدين عبد العزيز شريف

أستاذ التفسير وعلوم القرآن المشارك

جامعة الجزيرة

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Feb 2009, 05:39 م]ـ

د. جمال الدين عبد العزيز شريف

أستاذ التفسير وعلوم القرآن المشارك

جامعة الجزيرة

أرحب بأخي العزيز الدكتور جمال بين إخوانه في ملتقى أهل التفسير، وهي فرصة طيبة للتواصل مع الزملاء في الجامعات السودانية. وقد عرفت أخي الدكتور جمال الدين عبدالعزيز شريف من خلال كتابه القيم (نظريات الإعجاز القرآني) الذي نشرته جامعة الجزيرة. وفقه الله ونفع بعلمه، وفي انتظار مشاركاته العلمية الجادة التي لا أشك أننا سنفيد منها.

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Feb 2009, 07:05 م]ـ

العجيب أن غير المسلمين والملاحدة العلمانيين كانوا يذهلون عند الاستماع إلى المحاضرات المتعلقة بالعدد.

أن تسترعي مثل هذه البحوث انتباه المسلمين وغيرهم شيء، وأن تجعلهم يقتنعون بصدقية نتائج البحوث شيء آخر.

على أية حال تقع مسؤولية اقناع الناس بهذا الوجه من وجوه الإعجاز على الذين يؤمنون بمسألة الإعجاز العددي.

صدقت.

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[17 Feb 2009, 09:12 م]ـ

أحسنتم دكتور جمال ..

وكلامكم يؤكد على أن تحديد الوجه الإعجازي في القرآن إنما هو من اختصاص عالم التفسير وعلوم القرآن، لأنه هو الذي يدرك أبعاد هذا الموضوع ومراميه ومآلاته من حيث تنزيله على كلام الله.

إن ما يؤكده علماء التفسير وتشديدهم أحيانا في موضوع الإعجاز القرآني ليس تحجيرا لواسع، بل هو قول مبني على معرفة ما يصح أن يوصف به القرآن وما لا يصح، باعتماد معرفة تاريخه وقواعده وأسباب نزوله ولغته وطرق التعامل معه.

ولذا كان من الواجب التحري عند الكلام في هذه الموضوعات وطرق البيوت من أبوابها حتى لا نكون طريقا للطاعنين في القرآن دون أن نشعر.

ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[18 Feb 2009, 02:24 م]ـ

لم أكن أرغب في إبداء الرأي في موضوع الإعجاز العددي نظرا لأنني، في الواقع، لم أدرسه بعمق، وإنما اكتفيت دائما بقراءة سريعة لطرقهم في الاستدلال.

غير أنني عدت لقراءة بعض البحوث العددية، فترسخت قناعتي أكثر بعدم وجود ظاهرة (إعجاز عددي) حقيقية في القرآن الكريم. وليسمح لي الأخوان عبد الله جلغوم وأبو عمرو البيراوي:

فالتعسف واضح في اختيار العمليات الحسابية: ... والقائمة طويلة من هذه العمليات التي لا أجد وصفا صادقا لها سوى أنها "بهلوانية".

والموضوع لا يرقى في نظري لمستوى أن يكون (ظاهرة) فضلا عن يكون (إعجازا).

ولهذا السبب الذي ذكرته - أنت - أخي الكريم، فقد كان طبيعيا أن تنتهي بك القراءة العابرة إلى وصف ما يكتب في الإعجاز العددي بالبهلوانية ..

الإعجاز العددي واقع ملموس في المصحف لا يمكن إنكاره ..

فأما اعتراضك على تقييم السور إلى زوجية الآيات وفردية الآيات (والذي أرى فيه إشارة إلى بحث يخصني) فغير مقبول، وسؤالي لك:

أليست الأعداد زوجية وفردية، أولية وصحيحة .. وماذا غير ذلك؟ هل يوجد عدد آخر ليس زوجيا وليس فرديا؟ أليس قانون الزوجية ماثل في كل شيء في هذا الكون أم أن العدد هو الوحيد المستثنى من ذلك ..

وأخيرا هل لك أن تفسر لنا قسمة سور القرآن إلى 60 سورة زوجية الآيات و 54 فردية الآيات؟

وهل لك أن تفسر لنا حالتي التماثل في العددين 2690 و 3303؟

وهل لك أن تفسر لنا العلاقة المكتشفة بين عدد الآيات في سور القرآن ومواقع ترتيبها؟

في اعتقادي أن بحث قانون الحالات الأربع لسور القرآن هو أكبر دليل على وجود الإعجاز العددي في القرآن وعلى أن ترتيب سور القرآن هو ترتيب توقيفي ..

وتقبل احترامي لشخصك الكريم

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015