و إني ضننت أنكم أنتم أهل الاختصاص من سيأتي بالنصوص القاطعة التي تؤيد ما مال إليه فكري أو يقطعه .. غير انكم لبثتم تحكمون علي كما لو أني حكمت على قولي باليقين و قد قلت أن الله اعلم بقصده .. فقلتم و ربما صدقتم أني حملت الآية ما لم تحتمله، و ربما تكونوا أخطأتم .. و نصحتموني و غيري ممن يحمل نفس اللواء أن نترك التأويلات التي لا تزيد في إيمان المرء .. بل تجعل البعض يحدث عنه شيء من الحيرة .. و جزاكم الله على نصحكم إياي كل خير و أوردكم الباردين يوم القيامة ..

غير أني أهيب بكم أن تتأملوا أسباب نزول السورة فلعلكم تفهمون مما أقول شيئا ..

عمارة سعد شندول

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنار الله طريقك وطريقنا جميع المسلمين في الدنيا والاخرة بنور الايمان أخي الفاضل أو ربما أقول ابني

لي في مجال طلب العلم الشرعي المتعلق بالتفسير وعلومه (الدراسة الاكاديمية تعلُما وتدريسا للطالبات) بفضل من الله ونعمه ما يزيد على ثلاثين عاما ولكني ما قرأت في تفسير هذه السورة علاقة العدد بالكروموسومات ولذا جاء تعليقي وأبراء إلي الله من أسفه رأيا له دليل ورد عن طريق صحيح ولذا فمن منطلق قراءاتي القاصرة ومعرفتي المحدودة والمحدودة جدا جاء ردي

ومن جهة التفسير فلا ينبغي أن يكون من قبيل الرأي المحض بل لابد للقول في تفسير القرآن من الرجوع إلى القرآن نفسه فإن لم نجد فنرجع إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة فإن لم نجد فنرجع إلى أقوال الصحابة رضي الله عنهم الذين عاصروا التنزيل على ان تكون نقلت لنا نقلا صحيحا فإن لم نجد فكثير من المفسيرين المهتمين بالمأثور يعد الرجوع إلى التابعين بعد الصحابة أمرا مهما وقبل أن نرجع إلى أهل اللغة ثم نرجع بعد ذلك إلى أهل اللغة بشرط أن تكون المعاني لا تتعارض وسياق الجملة القرآنية المراد تفسيرها

وقد ورد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم في الحديث أن من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ

ولعل الانسان الذي يجتهد رأيه دون الرجوع إلى ما قاله المفسرين من أعظم الخطأ لانه ربما تحدث عن حكم آية وعمل به أو أفتي به وهولا يعلم أنها منسوخة أو مقيدة أو غير ذلك

وإلا لو قال قائل ما تفسير (الضلال) لقيل له أنه ضد الهُدى

فهل يفسر به قول الحق سبحانه وتعالى في حق رسول الله (ووجدك ضالا فهدي)

وقوله تعالى على لسان اخوة يوسف ليعقوب عليهما جميعا وعلى نبينا السلام (تالله إنك لفي ضلالك القديم)

وأيضا اذا قلت ما معني (أمة) لقيل إنها الجماعة من الناس

فهل تفسر قوله تعالى (وادكر بعد أمة) في سورة يوسف بذلك

وفي قوله في حق خليل الرحمن (إن إبراهيم كان أمة) هل تفسر به

وقول المشركين الذين حكي الله مقولتهم في القرآن (إنا وجدنا آباءنا على أمة)

فلا بد من دراسة علم الوجوه والنظائر حتى يستطيع المرء أن يعرف المعنى في كلٍ

إن علم التفسير ليس بالأمر السهل الذي يمكن لكل أحد أن يتكلم فيه دون دراسة ورجوع لأقوال المفسرين فلا بد من دراسة علوم القرآن وهي تزيد على ثمانين نوعا وكذلك دراسة علوم العربية وعلم التاريخ والسيرة وسير الأنبياء والأمم السابقة وعلم أصول الفقه والتوحيد ومعرفة الفقه وحتي معرفة المنطق لأجل أن ترد على المخالف ولكي تفهم أصول الفقه تحتاج لمعرفته

يا أخي الفاضل أنا لاأعدو قدري فأنا لا باع لي وإنما أنا عالة على العلماء الأفاضل الذين تركوا لنا هذا العلم العظيم الذي يشرف بشرف موضوعه وليتني أفهم ما سطروه فهما جيدا

أسأل الله العلى العظيم أن يمن على بشرح الصدر لمعرفة تفسير كتابه العظيم إنه نعم المولى ونعم المجيب

ومعذرة إن كنت أسأت التعبير ولكني أريد أن أتعلم وأعرف فإن كان هناك من قال بذلك ولديه دليل صحيح فهاته وإلا فما ذكر من جهة العدد وارتباطاته بالكروموسومات لا يمكن القول به على أنه تفسير وأنه مقصود فهذا ما أدين به من خلال ما تعلمت فأنا ممن لا يميل على الاطلاق إلى تحميل النص القرآني ما لا يحتمله وهو ما أدين به لله في تفسير كتابه سبحانه وتعالى

والله الموفق

ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[06 Mar 2009, 12:54 ص]ـ

غير أني أهيب بكم أن تتأملوا أسباب نزول السورة فلعلكم تفهمون مما أقول شيئا ..

عمارة سعد شندول

بارك الله فيك أخي عمارة، إني أوافقك الرأي والفهم ..

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015