إني ليغبطني من يصلحني بعلم .. و ينير أمامي الطريق .. و إني أفتح لكم ابواب قلبي على مصراعيها فلا يزعجكم سلط لساني أحيانا أن ترحموا قلبي بمعين علمكم .. لأنه كثيرا ما يضادد حديث القلب عندي صلف اللسان .. و كثيرا ما ظننت أني أحسن أدب المقال فأسيئه فلا يثنيكم دلك عن معالجتي فإني أتداوى متى وصفوا لي الدواء ..

و إني ضننت أنكم أنتم أهل الاختصاص من سيأتي بالنصوص القاطعة التي تؤيد ما مال إليه فكري أو يقطعه .. غير انكم لبثتم تحكمون علي كما لو أني حكمت على قولي باليقين و قد قلت أن الله اعلم بقصده .. فقلتم و ربما صدقتم أني حملت الآية ما لم تحتمله، و ربما تكونوا أخطأتم .. و نصحتموني و غيري ممن يحمل نفس اللواء أن نترك التأويلات التي لا تزيد في إيمان المرء .. بل تجعل البعض يحدث عنه شيء من الحيرة .. و جزاكم الله على نصحكم إياي كل خير و أوردكم الباردين يوم القيامة ..

غير أني أهيب بكم أن تتأملوا أسباب نزول السورة فلعلكم تفهمون مما أقول شيئا .. ففي مسند أحمد، وعند ابن أبي حاتم وابن جرير الطبري، وعند البغوي في (معجمه): أن المشركين اجتعموا فقالوا: يا محمد! انسب لنا ربك، نريد نسبته، أباه وجده، من أي عشيرة؟ من أي قبيلة؟ فتوقف - عليه الصلاة والسلام - ماذا يقول عليه الصلاة والسلام؟ وكيف يجيب عن هذا السؤال المبهم المدهش المحيِّر؟! سؤال من أناس سفهاء وجهلة وأغبياء وبلداء، فتوقف عليه الصلاة والسلام، فأنزل الله عز وجل كلاماً عن النسبة والنسب، وكلاماً عن التعريف: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ [الإخلاص:1 - 4]. يجيب به النبي من حضر و من سأل من بعده إلى يومنا. فالله تعالى لا ينسب و غيره ينسب، فافهم ترشد.

و قال قتادة والضحاك ومقاتل: جاء ناس من اليهود إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: صف لنا ربك، فإن الله أنزل نعته في التوراة، فأخبرنا من أيّ شيء هو؟ ومن أي جنس هو؟ من ذهب هو أم نحاس أم فضة؟ وهل يأكل ويشرب؟ وممن ورث الدنيا ومن يورثها؟ فأنزل الله تبارك وتعالى هذه السورة وهي نسبة الله خاصة.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم المهرجاني، أخبرنا عبيد الله بن محمد الزاهد، أخبرنا أبو القاسم ابنُ بنت منيع، أخبرنا جدي أحمد بن منيع، أخبرنا أبو سعد الصغاني، أخبرنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أُبيّ بن كعب: أن المشركين قالوا لرسول الله صلي الله عليه وسلم انسب لنا ربك، فأنزل الله تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ) قال: فالصمد الذي (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت، وليس شيء يموت إلا سيورث، وإن الله تعالى لا يموت ولا يورث، (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) قال: لم يكن له شبيه ولا عدل و (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ).

أخبرنا أبو منصور البغدادي، أخبرنا أبو الحسن السراج، أخبرنا محمد بن عبد الله الحضرمي، أخبرنا سريج بن يونس، أخبرنا إسماعيل بن مجالد، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر قال: قالوا يا رسول الله، انسب لنا ربك، فنزلت: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) إلى آخرها.

فالبين هو أن السورة ارتبطت بسؤال اليهود عن نسبة الله تعالى و المعلوم هو أن الجواب وجه إلى المسلمين إقرارا و إلى غيرهم تبكيتا .. و هو لم يوجه لأهل دلك الزمن دوننا .. إد ما الدي يمنع أن يسأل السؤال من يعاصرنا فالله تعالى يؤكد له مم خلق و مم يحمل صفاته فإن نظر الانسان في نفسه علم صمدية الله و أيقن بوحدته تعالى لا إله إلا الله ..

لكم مني كل السلام

جزاكم الله عني كل خير

يغفر الله لي و لكم

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

عمارة سعد شندول

ـ[أمة الله بنت عبد الله]ــــــــ[05 Mar 2009, 10:27 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما

اخوتي الأفاضل، أخواتي الفضليات ..

إني ليغبطني من يصلحني بعلم .. و ينير أمامي الطريق .. و إني أفتح لكم ابواب قلبي على مصراعيها فلا يزعجكم سلط لساني أحيانا أن ترحموا قلبي بمعين علمكم .. لأنه كثيرا ما يضادد حديث القلب عندي صلف اللسان .. و كثيرا ما ظننت أني أحسن أدب المقال فأسيئه فلا يثنيكم دلك عن معالجتي فإني أتداوى متى وصفوا لي الدواء ..

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015