مرحباً بعودتك أختي الفاضلة المعتزة بالله وشفاك الله وعافاك من كل وعكة. طهور إن شاء الله.
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[22 Jul 2010, 05:05 م]ـ
لكن يبقى السؤال؟ ما صِحة ما يُقال عن أنواع المياه في القرآن الكريم؟ ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=81105)
لا يصحّ اعتبار كل ما ذُكِر مِن أنواع المياه؛ لأن بعضها أوصاف وليست أنواعا، كما أنه تم التفريق بين المتماثلات، وهي تدخل تحت مُسمّى واحد، أو تحت نوع واحد.
وخذ على سبيل المثال:
(الماء المغيض) لا يصح اعتباره ماء، ومثله (الماء الغور)، وإنما هي حال مآل الماء إلى باطن الأرض.
(ماء المهل) لا يصح اعتباره ماء؛ لأن الله عَزّ وَجلّ شبّه الماء بالْمُهْل، فقال: (بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ) أي: مثل الْمُهْل؛ لأن الكاف حَرْف تشبيه.
قال الجوهري في " الصحاح ": وقوله تعالى: (يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ) يُقال: هو النحاسُ المُذابُ. وقال أبو عمرٍو: المُهْلُ: دُرْدِيُّ الزَيْتِ. قال: والمُهْلُ أيضا: القَيْحُ والصَديدُ. اهـ.
وما اعتُبِر (ماء الأرض) هو ما اعُتبِر (الماء الطهور) وهو (ماء الشُّرب) وهو (الماء المبارك)؛ لأن كل ذلك مما أنَزله الله مِن السماء، وامْتَنّ به على عباده، فهو شيء واحد.
وكذلك (الماء الغدق) ولا (الماء الفرات) ولا (الماء الثجاج) لا يصح اعتبارها أنواعا مُتغايرة؛ لأنها ترجِع إلى أصل واحد، مثل التي قبلها.
ولا يصح اعتبار ماء الرجل ولا ماء المرأة مِن أنواع المياه!
وكذلك ما يتعلّق بالسراب؛ لأنه ليس ماء في الحقيقة، وإنما يُخيّل إلى الناظِر أنه ماء!
واخْتُلِف في: (سلسبيل) هل هو اسم عَيْن في الجنة، أو هو وصْف؟.
قال ابن منظور في " لسان العرب ": يجوز أَن يكون السَّلْسَبيل اسْمًا للعَين فنُوِّن، وحَقُّه أَن لا يُجْرى لتعريفه وتأْنيثه، ليكون موافقاً رؤوس الآيات المُنوَّنة ... ويجوز أَن يكون سَلْسَبيل صفة للعين ونعتًا له، فإِذا كان وصفًا زال عنه ثِقَلُ التعريف واسْتَحَقَّ الإِجراء. اهـ.
وقال البغوي في تفسيره: ومعنى قوله: " تسمى" أي تُوصَف؛ لأن أكثر العلماء على أن سلسبيلا صِفة لا اسْم. اهـ.
وما مدْيَن: نِسبة إلى المكان، الذي نُسِب إلى مدين، وليس نوعا من أنواع المياه، بل هي بئر معروفة، يَرِدها الناس للسقيا.
والماء المنهمر: وصْف أيضا.
ولو قيل: مواطِن ذِكْر الماء في القرآن، لكان التعبير صحيحا.
والله تعالى أعلم.
منقول من هنا
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=81105