وخلاصة القول:- أنه لو كان كلام بعض العلماء في حديث كافياً لرده، لانطبق الأمر على كثير من الأحاديث في البخاري ومسلم، إذ من المعلوم: أب بعض العلماء تكلموا في بعض الرواة في الصحيحين، ولكن المعتمد لدى جمهور علماء الأمة، أن جميع ما فيها صحيح بلا شك، وكلَّ ما قيل في هذا الحديث أو ذاك، لا يؤثر في صحته، لاعتماده في أحد الصحيحين، اللذين هما أصح الكتب بعد القرآن الكريم والله أعلم

ـ[مجاهدالشهري]ــــــــ[30 عز وجلec 2009, 02:11 م]ـ

بعد مرور عام كامل منذ البدء في هذه الصفحة:-

نسير إلى الآجال في كل لحظة ... وأعمارنا تطوى وهُنّ مراحل

ترحل من الدنيا بزاد من التقى ... فعمرك أيام وهن قلائل

وما هذه الأيام إلا مراحلُ ... يحث بها حادٍ إلى الموت قاصدُ

وأعجب شيء لو تأملت أنها ... منازلُ تطوى والمسافر قاعد

اللهم حسِّن أعمالنا واختم بالصالحات أعمارنا

قال تعالى: {وإذْ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خيرٌ لكم عند بارئِكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم*} 54 سورة البقرة

ذكر ابن كثير- رحمه الله - في تفسيره للآية السابقة أخبار في عدد القتلى وكيف كان القتل وجملة من الأخبار ...

عقب القاضي محمد أحمد كنعان على هذه الأخبار بقوله/

" ونقول: هذه الروايات المذكورة هنا جميعها من جملة الأخبار التي حدَّث بها بعض الصحابة والتابعون عن بني إسرائيل، وليس لها سند يثبت صحتها بتفاصيلها، وإنما الثابت من مجمل معنى الآيات أن ذلك حصل من دون تفصيل أو تحديد عدد القتلى وما أشبه ذلك، فلذلك نقول: الله أعلم وآمنا بالله وبرسوله، وقد بينا ذلك في المسألة الخامسة من القسم الأول من المقدمة"

وقد ذكر القاضي محمد قي مقدمته للكتاب التي استخلصها من مقدمة ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره أموراً عن الأخبار الإسرائيلية نذكر منها:

- ما وافق قبلناه، وما خالف رددناه، وما لم يوافق أو يخالف فيجوز روايته دون تصديق أو تكذيب، لقوله تعالى: {سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمارٍ فيهم إلا مراءً ظاهراً ولا تستفت فيهم منهم أحداً} وفي الآية أحكام أخرى ذكرها ابن كثير في المقدمة و شيخ الإسلام في رسالة أصول التفسير - رحم الله الجميع -.

- غالب هذه الأمور كما ذكر الإمام ابن كثير - رحمه الله - مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني.

- إن النبي - صلى الله عليه وسلم أباح التحديث ولا يمكن لأحدٍ أن يمنع ما أباحه - صلى الله عليه وسلم - لكن ليس معنى ذلك رواية الأباطيل والأكاذيب كما يفهم بعض جهلة القصاص، بل الإباحة محصورة فيما علمنا صدقه وفيما هو مسكوت عنه عندنا ولم يخالف ما لدينا، أما الأباطيل والغرائب مما تقشعر منه الأبدان كتفسير بعضهم الهم من يوسف - عليه السلام - بأمور لا يفعلها من كان بمنزلته فهذه لا تجوز روايتها إلا على سبيل البيان، والله أعلم.

والمقصود:- أن الإسرائيليات لا ترد جميعاً ولا تروى جميعاً على التفصيل السابق، والله أعلم

ـ[مجاهدالشهري]ــــــــ[31 عز وجلec 2009, 09:37 ص]ـ

قال تعالى:- {وإذْ قلتم يا موسى لن نصبر على طعامٍ واحدٍ فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءُو بغضبٍ من الله ... }

- ذكر الإمام ابن كثير - رحمه الله - أنهم لم يجابوا في هذه الدعوة لأن سؤالهم كان من باب البطر والأشر ولا ضرورة فيه

وقد عقب القاضي محمد على هذا القول بقوله:-

"يرجح ابن كثير - رحمه الله - بقوله هذا القول بأنهم لم يجابوا إلى ما سألوه، ولكن الظاهر أنهم أجيبوا إليه وانقطع عنهم المن والسلوى، ثم تتابعت معاصيهم حتى ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة بكفرهم وقتلهم الأنبياء وعصيانهم وعدوانهم كما جاء في الآية الكريمة" (اهـ)

قال الإمام الطبري - رحمه الله -:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015