من هنا جاءت فكرة هذا المشروع في توجيه اهتمام الناس إلى التدبر، وتمت دراسة أسباب عزوف الناس عن التدبر في كتاب الله، فلوحظ أن من أهم أسباب هذا العزوف: غياب الخطوات التطبيقية والعملية التي تمكّن القارئ من التدرب على التدبر في كتاب الله واكتساب هذه القدرة وتعلمها على الرغم من كثرة مراكز تدريس القرآن وعلومه.
من هنا جاءت فكرة افتتاح مشروع تدبر القرآن الكريم وكانت بدايات العمل من خلال إعدادي وإشرافي على ورش عمل خاصة بتبيان مفهوم التدبر في كتاب الله وأهميته. وكانت افتتاحية هذه الدورات مع جمعية النور للبر في مملكة البحرين في عام 2001م في قاعة بيت القرآن [31].
ومن أمثلة دورات التدبر التطوعية التي قمت- بفضل الله – بتقديمها وبتنظيم من جميعات خيرية نسائية في البحرين:
- تدبر القرآن في سنن بناء المجتمعات الحضارية. (8 حلقات. مدة الحلقة ساعة وربع الساعة). جمعية رعاية الطفولة والأمومة. البحرين. تنظيم: جمعية النور للبر. اكتوبر. 2006م
- تدبر القرآن في أسس التربية والتعليم. (6 حلقات. مدة الحلقة ساعة ونصف). جمعية رعاية الطفولة والأمومة. البحرين. تنظيم: مركز أم الدرداء الصغرى التابع لوزارة الشؤون الإسلامية بمملكة البحرين. 25 مارس/ 2005م.
- دورة تدبر القرآن فيتنمية الشخصية. البحرين. شهر رمضان/ 2002م.
-مناهج تطوير وسائل الإدراك في القرآن. يت القرآن. المنامة.2002 - 2003م.
- دورة أهمية النظر العقلي والحضاري في القرآن الكريم. جامعة الخليج العربي. المنامة. البحرين. الفترة من 1 جمادى الأولى- 16 جمادى الأولى 1424ه/ يوليو 2003م.
-دورة العلاج السلوكي في القرآن. جمعية النور. رمضان 1424ه.
- دور التدبر والتعقل في حياتنا. مركز الهدى لتحفيظ القرآن. دبي. الامارات العربية المتحدة. يناير 2004م.
- دورة تدبر سورة الفاتحة. مارس2004م.
- دورة تدبر الذكر الحكيم في سيرة صاحب الخلق العظيم. مركز أم الدرداء الصغرى. البحرين. مايو 2004م.
- دورة تدبر في سورة الكهف. مركز أم الدرداء الصغرى. 6 سبتمبر 2004 - 15 سبتمبر.
- دورة تدبر القرآن في وصف الجنان. جمعية النور للبر. 18 أكتوبر 2004م- 3 - اكتوبر 2004م.
والدورات المذكورة آنفا على سبيل المثال لا الحصر [32].
وتم الاستمرار في تقديم دورات التدبر هذه داخل البحرين وخارجها، ومن سلسلة دورات التدبر التي قدمتها جمعيات أهلية نسائية في دولة الإمارات العربية المتحدة مثل: دور التدبر في حياتنا. والتي قدمت بتنظيم من مركز الهدى لتحفيظ القرآن. دبي. الامارات العربية المتحدة. يناير 2004م. كما قامت اللجنة النسائية في جائزة رأس الخيمة جائزة رأس الخيمة الدولية للقرآن الكريم في دورتها الخامسة بتنظيم فعاليات في التدبر للنساء، في عدد من الجمعيات الخيرية في راس الخيمة. وقد قامت الجائزة – مشكورة- بنشر كتاب: تدبر القرآن بين النظرية والتطبيق، وتم توزيع أعداد هائلة منه.
رابعا: رؤية تحليلية في واقع مشروع تدبر القرآن ومستقبله
إن النجاح الملموس في مشروع تدبر القرآن الكريم الذي تبنته بعض الجمعيات النسائية الخيرية داخل البحرين وخارجها، والذي أثبتته هذه الدراسة، يجعلنا نقف وقفة المتأمل، أمام هذه الجهود النسائية، التي بذلت وتبذل على الرغم من المعوقات والصعوبات التي تواجهها، إلا أنها استطاعت –بفضل الله- أن تقدم شيئاً ملموساً، وتتجاوز الكثير من العقبات.
ومشروع تدبر القرآن الكريم يعد أنموذجا لكثير من الأعمال الخيرية النسائية.
وقد تم الاعتماد على نتائج الدراسة الميدانية التي جمعت من خلال نتائج الاستبيانات التي تم توزيعها على المشاركات من مختلف الجمعيات النسائية الخيرية في البحرين في دورات التدبر التي أقيمت خلال الفترة من 2001 - 2007م، لدراسة محددات هذا المشروع وطبيعة الصعوبات التي واجهته خاصة، وأن المعوقات التي واجهها مشروع تدبر القرآن الكريم في الجمعيات الخيرية النسائية، هي في الغالب نفس المعوقات التي تواجهها معظم النشاطات والفعاليات التعليمية الأخرى.
ويمكن تلخيص هذه المحددات والصعوبات فيما يلي:
- ثمة مشكلات تتعلق بالبنية التنظيمية لكثير من الدورات التي أقامتها الجمعيات النسائية، و مما لاشك فيه أنإدارة العمل الخيري ترتكز على مفاهيم أساسية لا تختلف في الأصل عن إدارة أي عمل آخر، سوى في بعض التطبيقات، لأن العمل الخيري يرتبط بالمجتمع، ولذلك تتعين المبادرة في تطوير مؤسساته وأنظمته الخيرية وتأهيل العاملين به، وصناعة العمل الخيري. ومن أمثلة هذه المشكلات: عدم وضوح المهام والصلاحيات الإدارية والتنظيمة لإقامة الدورات، وضعف التقويم المستمر لتنظيم الدورات في بعض الجمعيات، ضعف الأرشفة والتوثيق والإحصاء وعدم توفر قاعدة البيانات لمثل هذه الدورات، حيث أن أي جمعية خيرية لا يمكن أن تقوم وتنهض إلا من خلال القدرة على تكوين قاعدة بيانات للجمعية ولديها مهارة في الدعاية للجميعة و قادرة علي إجراء اللقاءات ببعض رموز المجتمع لتقوية شأن فعالياتها ودعمها مادياً ومعنويا.، وضعف التنسيق بين الجمعيات النسائية المتعددة سواء في داخل البحرين أو خارجها. الأمر الذي يؤدي غلى بعثرة كثير من الجهود وضياع توثيقها وعدم الإفادة منها في داخل منطقة الخليج.
- ثمة مشكلات تتعلق بالموارد البشرية مثل: عدم توفر الكادر المؤهل والمتخصص في إقامة مثل هذه الدورات، الامر الذي يؤدي إلى ضعف القدرة على رسم استراتيجيات وبرامج تلائم الواقع المعاش ومشاكل المرأة الخليجية وحاجياتها.
¥