ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[14 Oct 2010, 02:43 م]ـ
24 ـ قال تعالى: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين)
أمرهم تعالى بالمسارعة إلى مغفرته وإدراك جنته التي عرضها السماوات والأرض، فكيف بطولها التي أعدها الله للمتقين؟!. ص243.
25 ـ قال تعالى: (ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون) وفي هذه الآية دليل على أنه لا يكره تمني الشهادة. ووجه الدلالة أن الله تعالى أقرهم على أمنيتهم، ولم ينكر عليهم، وإنما أنكر عليهم عدم العمل بمقتضاها. ص247.
26 ـ قال تعالى: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين).
وفي هذه الآية أعظم دليل على فضيلة الصديق الأكبر أبي بكر وأصحابه الذين قاتلوا المرتدين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم هم سادات الشاكرين. ص248.
27 ـ قال تعالى: (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة) في هذه الآية إشارة لطيفة إلى نعيم البرزخ وعذابه وأن العاملين يجزون فيه بعض الجزاء مما عملوه ويقدم لهم أنموذج مما أسلفوه يفهم هذا من قوله: (وإنما توفون أجوركم يوم القيامة)؛ أي توفيه الأعمال التامة إنما يكون يوم القيامة، وأما ما دون ذلك فيكون في البرزخ، بل قد يكون قبل ذلك في الدنيا كقوله: (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر). ص267.
28 ـ قال تعالى: (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم)
دلت الآية بمفهومها على أن من أحب أن يحمد ويثنى عليه بما فعله من الخير واتباع الحق إذا لم يكن قصده بذلك الرياء والسمعة أنه غير مذموم، بل هذا من الأمور المطلوبة التي أخبر الله أن يجزي بها المحسنين له الأعمال والأقوال، وأنه جازى بها خواص خلقه وسألوها منه كما قال إبراهيم عليه السلام: (واجعل لي لسان صدق في الآخرين)، وقال: (سلام على نوح في العالمين إنا كذلك نجزي المحسنين)، وقد قال عباد الرحمن: (واجعلنا للمتقين إماما)، وهي من نعم الباري على عبده ومننه التي تحتاج إلى شكر.ص 269.
29 ـ قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)
فعلم من هذا أنه لا سبيل إلى الفلاح بدون الصبر والمصابرة والمرابطة المذكورات، فلم يفلح من أفلح إلا بها ولم يفت أحداً الفلاح إلا بالإخلال بها أو ببعضها. ص273.
30 ـ قال تعالى: (وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولاً معروفا).
يؤخذ من المعنى أن كل من له تطلع وتشوف إلى ما حضر بين يدي الإنسان ينبغي له أن يعطيه منه ما تيسر. ص 278.
31 ـ قال تعالى: (يوصيكم الله في أولادكم) وهذا مما يدل على أن الله تعالى أرحم بعباده من الوالدين، حيث أوصى الوالدين مع كمال شفقتهم عليهم. ص280.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[27 Nov 2010, 04:59 م]ـ
32 ـ قال تعالى: (يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقاً لما معكم من قبل أن نطمس وجوها ًفنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنّا أصحاب السبت) قال تعالى: (من قبل أن نطمس وجوها ًفنردها على أدبارها): وهذا جزاء من جنس ما عملوا؛ كما تركوا الحق وآثروا الباطل وقلبوا الحقائق فجعلوا الباطل حقاً والحق باطلاً، جوزوا من جنس ذلك بطمس وجوههم كما طمسوا الحق. ص312.
33 ـ قال تعالى: (ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتا).
يخبر تعالى أنه لو كتب على عباده الأوامر الشاقة على النفوس من قتل النفوس والخروج من الديار؛ لم يفعله إلا القليل منهم والنادر؛ فليحمدوا ربهم وليشكروه على تيسير ما أمرهم به من الأوامر التي تسهل على كل أحد ولا يشق فعلها، وفي هذا إشارة إلى أنه ينبغي أن يلحظ العبد ضد ما هو فيه من المكروهات؛ لتخف عليه العبادات، ويزداد حمداً وشكراً لربه. ص320.
34 ـ قال تعالى: (وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا) في هذه الآية ذم لهم وتوبيخ على عدم فهمهم وفقههم عن الله ورسوله، وذلك بسبب كفرهم وإعراضهم. وفي ضمن ذلك مدح من يفهم عن الله وعن رسوله، والحث على ذلك وعلى الأسباب المعينة على ذلك من الإقبال على كلامهما، وتدبره وسلوك الطرق الموصلة إليه. ص327.
35 ـ قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا)
يأمر تعالى بتدبر كتابه، وهو التأمل في معانيه وتحديق الفكر فيه وفي مبادئه وعواقبه ولوازم ذلك؛ فإن في تدبر كتاب الله مفتاحاً للعلوم والمعارف، وبه يستنتج كل خير وتستخرج منه جميع العلوم، وبه يزداد الإيمان في القلب وترسخ شجرته؛ فإنه يعرّف بالرب المعبود وماله من صفات الكمال وما ينزه عنه من سمات النقص، ويعرّف الطريق الموصلة إليه وصفة أهلها وما لهم عند القدوم عليه، ويعرّف العدو الذي هو العدو على الحقيقة والطريق الموصلة إلى العذاب وصفة أهلها وما لهم عند وجود أسباب العقاب. وكلما ازداد العبد تأملا فيه؛ ازداد علما ًوعملاً وبصيرة. ص329.
36 ـ قال تعالى: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعو به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم). (لعلمه الذين يستنبطونه منهم) في هذا دليل لقاعدة أدبية، وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور؛ ينبغي أن يولى من هو أهل لذلك، ويُجعل إلى أهله، ولا يتقدم بين أيديهم؛ فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ. ص330.
¥