التأصيل للإعجاز العلمي في القرآن والسنة

ـ[جعفر الذوادي]ــــــــ[20 عز وجلec 2008, 01:59 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

_الحمد لله حق حمده،والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ووفده.

_أما بعد: فإن أعظم ما صرفت فيه الأوقات،وبذلت فيه الجهود والطاقات،تلكم الجهود المبذولة لخدمة كتاب الله عزوجل، من جميع النواحي،وشتى المناحي، ومما يدلك على ذلك ما تزخر به المكتبة الإسلامية من كتب تفسيرالقرآن وعلومه وأصوله، وفي هذه الآونة الأخيرة انصرفت جهود بعض أهل العلم إلى نوع جديد من التفسير ألا وهو التفسير العلمي للقرآن الكريم،كما ظهر مصطلح جديد من أنواع الإعجاز ألا وهو الإعجاز العلمي، وقد كتب في هذا الموضوع كتابات،وأقيمت من أجله المؤتمرات، ومما وقفت عليه في هذا الصدد كتاب صادر عن هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، والموسوم ب: تأصيل الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وبين يديك أخي القارئ تعريف بهذا الكتيب،عسى الله أن ينفع به كاتبه وقارئه والناظر فيه.

_عنوان الكتاب:وهوكما قدمت: تأصيل الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، صادر عن رابطة العلم الإسلامي_هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة_وهو يعد من أبحاث المؤتمر العالمي الأول للإعجاز العلمي المنعقد في إسلام آباد بباكستان.

_والكتيب من الحجم الصغير،عدد صفحاته:119مقسم على ثلاثة بحوث.

_البحث الأول:وهو للشيخ عبد المجيد الزنداني بعنوان: المعجزة العلمية في القرآن والسنة، وتعرض فيه مؤلفه إلى تعريف الإعجاز العلمي، وبيان أن لكل رسول معجزة تناسب قومه، ومدة رسالته، وأن المعجزة العلمية تناسب الرسالة الخاتمة،ثم تطرق إلى التفريق بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي،وأن الأول:هوالكشف عن معاني الآيةأو الحديث في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية، وأما الثاني فهو إخبارالقرآن والسنةبحقيقة أثبتها العلم التجريبي أخيرا وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم تكلم عن مصادر أبحاث الإعجاز العلمي،مع الإشارة إلى الآيات التي فيها إشارة إلى الإعجاز العلمي والحقائق الكونية، وكلام بعض أئمة التفسير حول هذه الآيات كقوله تعالى:"لكل نبإ مستقر"و"سنريهم آياتنا في الآفاق ... "و"ولتعلمن نبأه بعد حين".

_وقبل أن يختم بحثه ذكر قواعد هامة لا بد من مراعاتها عند الكتابة في موضوع الإعجاز العلمي، مختتما بحثه بذكر أوجه الإعجاز العلمي،مع بيان أهميته وثماره والميادين التي يتطرق إليها.

_الملاحظات:بعد هذا العرض الموجز لأهم ما جاء في هذه الرسالة أود التنبيه على بعض الملاحظات التي تفيد في هذا الموضوع:

1_لقد ذكر الشيخ _حفظه الله _أن الإعجاز العلمي كفيل بإذن الله أن يقدم الجواب لكل المتسائلين في مشارق الأرض ومغاربها، وقدم ذلك بقوله:"واليوم يتساءل أهل عصرنا هل من بينة وبرهان يثبت لنا أن قد صدقنا ربنا؟ وماذكره فيه نوع مبالغة لأن هناك جوانب أخرى كفيلة بالجواب على هذا التساؤل فالقرآن معجز بألفاظه ومعانيه،كما هو معجز بأحكامه ومغيباته،وهل تستطيع البشرية اليوم أن يأتوا بمثله؟ ثم إن الكثير عرفوا حقائق القرآن العلمية، كما عرف المشركون صدق الرسول ومعجزاته ورأوها ومع ذلك لم يؤمنوا فالحجة قائمة في كل الأحوال،وأنت تسمع أن الذين آمنوا بسبب هذا الأمر لا يكاد يذكر عددهم مع الذين آمنوا بسبب بلاغة القرآن وفصاحته، وغير ذلك من نواحي إعجازه.

_وإلى الذين يتوسعون في هذا الموضوع ويدندنون حوله حتى جعلوا القرآن كتاب طب أو هندسة أو نحو ذلك هل هذا هو مقصد القرآن من نزوله _وهي الهداية واللإرشاد_ثم لماذا لم تظهر هذه النهضة العلمية من قبل حتى ننتظر الغرب يأتوننا بهذه الحقائق،ومع هذا كله فلا ينكر أن في القرآن إشارات وإيماءات لبعض تلك الحقائق العلمية والكونية التي تزيد أهل الإيمان إيمانا، ولقد وقفت على كلام لبعض أهل العلم يذكر فيه ان سبب التوسع في هذا الامر إنما مرده إلى الانهزامية الداخلية التي صار يشعر بها المسلمون _والله المستعان_.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015